مسند أبي هريرة رضي الله عنه 994
مسند احمد
حدثنا عبد الرزاق بن همام، حدثنا معمر، عن همام، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لم يسم خضرا إلا أنه جلس على فروة بيضاء، فإذا هي تهتز خضراء» [ص:535] الفروة: الحشيش الأبيض وما أشبهه، قال عبد الله: «أظن هذا تفسيرا من عبد الرزاق»
الخَضِرُ عليه السَّلامُ أعطاهُ اللهُ سُبحانَه كَراماتٍ كثيرةً وعِلمًا غَزيرًا، وقدْ قَصَّ اللهُ تعالَى علينا نَبَأَه مع نَبيِّ اللهِ مُوسى عليه السَّلامُ في سُورةِ الكَهْفِ مِن قَولِه تعالَى: {فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} إلى قولِه: {وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا} [الكهف: 65 - 82]
وفي هذا الحَديثِ يُبيِّنُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ سَببَ تَسميةِ الخَضِرِ عليه السَّلامُ بهذا الاسمِ؛ وهو أنَّه كان قدْ جَلَس على فَروةٍ بَيضاءَ -وهي الأرضُ اليابسةُ- فإذا هي تَهتَزُّ مِن خَلْفِه خَضْراءَ، أي: أنبتَتْ وخرَجَ منها الزَّرعُ بمُجرَّدِ جُلوسِه عليها، وقيل: أراد بالفَروةِ البَيضاءِ الهَشيمَ مِن نَباتِ الأرضِ، اخضَرَّ بعْدَ يُبسِه وبَياضِه. وهذه مُعجِزةٌ مِن مُعجِزاتِه عليه السَّلامُ الَّتي أجْراها اللهُ على يَدَيهِ