مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1198
مسند احمد
حدثنا أبو سعيد، حدثنا شعبة، حدثنا جعفر بن معبد، ابن أخي حميد بن عبد الله الحميري قال: ذهبت مع حميد إلى أنس بن مالك فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا بايعه الناس - أو كنا إذا بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم - يلقننا أو (1) يقول لنا: " فيما استطعت " (2) ، قال عبد الله: قال أبي: " ليس هو حميد الطويل "
الأحكامُ في الشَّريعَةِ في الإسلامِ مشروطةٌ بالاستِطاعةِ؛ فقد أمَرَنا اللهُ سبحانه وتعالى بما نَستطِيعُ، وأسقَطَ عنَّا ما لا نَستطِيعُ؛ رحمةً مِنه سبحانه وتعالى.
وفي هذا الحديثِ كنَّا نبايِعُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، وهي المعاهدَةُ والعَقْدُ، فكَأنَّهم باعوا زِمامَ أنفُسِهم، فجُعِلَ ذلك الزِّمامُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم؛ ولذا قالوا: "على السَّمعِ والطَّاعَةِ"، أي: في أوامِرِه ونواهِيه لهم، ثمَّ رفَقَ بهم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم لِما أعلَمَه اللهُ مِن الطَّبيعَةِ البشَريَّةِ وحُدودِها، فقال "ويُلقِّنُنا: فيما استَطعْتَ"، أي: يَقولُ لهم قُل: فيما استطعتَ؛ حتَّى يَعلَمَ الَّذي يُبايِعُ أنَّ ما لا يُطيقُ خارِجٌ عن هذا الاتِّفاقِ والعقْدِ، فدِينُ اللهِ يُسْرٌ كلُّه.