‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1619

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه1619

حدثنا سليمان بن حرب، حدثنا حماد بن سلمة، عن حبيب بن الشهيد، عن الحسن، عن أنس بن مالك، قال: " خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوكأ على أسامة بن زيد متوشحا في ثوب قطري، فصلى بهم " أو قال: " مشتملا به (2) فصلى بهم "

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَحرِصُ أشدَّ الحرصِ على أداءِ الصَّلاةِ جماعةً، حتَّى وهو مَريضٌ، كما كان يُحافِظُ على هَيْئةِ مَلبَسِهِ فيها كما يُبيِّنُ هذا الحَديثُ، حيثُ يَرْوي أنَسُ بنُ مالِكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ النَّبيَّ كانَ شاكِيًا" مِنَ المَرَضِ ثُمَّ "خرَجَ" مِن حُجْرَتِهِ الشَّريفةِ "وهو يَتَّكئُ" ويَعتَمِدُ ويَتَحامَلُ "على أُسامةَ بنِ زَيدٍ" مَولى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وحِبُّه وابنُ حِبِّه، "عليه ثَوبٌ قِطْريٌّ" وهو ثَوبٌ يَمَنيٌّ مَصْنوعٌ من القُطنِ، يُلتَحَفُ به، وفيه حُمْرةٌ، وله أعْلامٌ، وفيه بَعضُ الخُشونةِ، وقيلَ: هي حُلَلٌ جيادٌ، تُحمَلُ مِن قِبَلِ البَحرينَ من قَريةٍ فيها يُقالُ لها قِطرٌ، "قد تَوشَّحَ به"، فجعَلَ طَرفَيهِ على عُنُقِهِ كالوِشاحِ، وأدخَلَهُ تحتَ يَدِهِ اليُمْنى، وألْقاهُ على مَنكِبِهِ الأيسَرِ، كما يَفعَلُهُ المُحرِمُ "فصَلَّى بهم" بأصْحابِهِ إمامًا، على هذه الهَيْئةِ؛ لأنَّ يَداهُ ظاهِرَتانِ من الوِشاحِ، ولم يَلتَحِفْ بهما الْتِحافًا شامِلًا، ولم يُغَطِّ يَدَيهِ وذِراعَيهِ.

 وفي الحَديثِ: المُحافَظةُ على الصَّلاةِ حتَّى وَقتِ الشِّدَّةِ.

 وفيه: أنَّ الأنبياءَ يُصيبُهم ما يُصيبُ البَشرَ مِن الأوجاعِ والشدائدِ.