‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه40

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه40

حدثنا إسماعيل، حدثنا عبد العزيز قال: سأل قتادة أنسا: أي دعوة كان أكثر يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال كان أكثر دعوة يدعو بها رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار "، وكان أنس إذا أراد أن يدعو بدعوة دعا بها، وإذا أراد أن يدعو بدعاء دعا بها فيه " (1)

كانَ دُعاءُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جامعًا لأنواعِ الخَيرِ في الدُّنيا بما يَنفَعُ فيها مِنَ الأُمورِ، وَالخَيرِ في الآخِرَةِ؛ لأنَّ فيها المَعادَ.
وفي هذا الحَديثِ يُخبرُ أنسُ بنُ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يَقولُ: «اللَّهمَّ رَبَّنا آتِنا في الدُّنيا حَسنةً»، أي: أنعِمْ عَلينا في الدُّنيا بِالعَفوِ وَالعافيةِ وَالعِلمِ الصَّالحِ والعَملِ المَقبولِ، وغيرِ ذلك ممَّا يَشمَلُه لفظُ الحَسَنةِ مِنَ الخَيرِ، «وَفي الآخِرةِ حَسنَةً»، يَعني: وأعطِنا في الآخرَةِ الجَنَّةَ، وَما فيها مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ، «وقِنا عَذَابَ النَّارِ» أي: وَاحفَظْنا مِن عَذابِ النَّارِ، وَما يُقرِّبُ إليه مِن شَهوةٍ وعَملٍ.
وفي الحَديثِ: سؤال الله خير الدنيا والآخرة.
وفيه: الدعاء بالأدعية الجامعة.