مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه521
مسند احمد
حدثنا سفيان بن عيينة، حدثنا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله، عن عمه أنس قال: " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، يتبعه من الصحفة، فلا أزال أحبه أبدا "
كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُجيبُ دَعْوةَ أصْحابِه له، ويُكرِمُهم بذلك، ويَأكُلُ ممَّا يَصنَعونَه له، كما يَرْوي أنَسُ بنُ مالكٍ رَضيَ اللهُ عنه في هذا الحَديثِ؛ حيثُ إنَّه ذهَبَ معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى دَعوةِ خيَّاطٍ مِن أهلِ المَدينةِ، كان قدْ دَعا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إلى طَعامِه، وكان في الطَّعامِ خُبزُ شَعيرٍ وإهالةٌ سَنِخةٌ، وهي ما أُذيبَ مِن الشَّحمِ والأَلْيةِ، وهذا طَعامٌ مُتواضِعٌ، وقد أكَل منه النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقدْ كان في الطَّعامِ قَرعٌ أيضًا، وكان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يُعجِبُه نَباتُ القَرعِ، ويُحِبُّ أكْلَه، فجعَلَ أنَسُ بنُ مالكٍ يُقرِّبُ القَرعَ أمامَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؛ ليَأكُلَ منه ما شاء.
ولمَّا رَأى أنَسٌ رَضيَ اللهُ عنه حُبَّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأكْلِ القَرعِ، أحَبَّه هو أيضًا؛ اقْتِداءً بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وحُبًّا لمَا يُحِبُّه.
وفي الحَديثِ: بَيانُ حُبِّ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لبَعضِ الأطْعمةِ.
وفيه: اتِّباعُ الصَّحابةِ للنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ومَحبَّتُهم لمَا يُحِبُّه.