‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه614

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه614

حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، حدثنا ثابت، عن أنس قال: " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم تطوعا، قال: فقامت أم سليم وأم حرام خلفنا - قال ثابت: لا أعلمه إلا - قال: وأقامني عن يمينه، فصلينا على بساط "

في هذا الحديثِ يَرْوي أنسُ بنُ مالكٍ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم دَخَلَ على أُمِّ حَرامٍ"، وهي أُمُّ حَرامٍ بِنْتُ مِلْحانَ الأنصارِيَّةُ، خالةُ أنسِ بنِ مالِكٍ، وزَوْجَةُ عُبادَةَ بنِ الصامِتِ، يُقالُ: اسْمُها الغُمَيْصاءُ، ويُقالُ: الرُّمَيْصاءُ، صَحابِيَّةٌ مَشْهورَةٌ، "فَأَتَوْهُ بِسَمْنٍ وَتَمْرٍ"، أي: لِيُضَيِّفوهُ ويُكْرِموهُ بهما؛ فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "رُدُّوا هذا في وِعائِهِ"، أي: رُدُّوا التَّمْرَ في ظَرْفِهِ الذي يَجْمَعُه، "وهذا في سِقائِهِ"، أي: رُدُّوا السَّمْنَ في سِقائِهِ، وهو ظَرْفٌ من الجِلْدِ يُجعَلُ فيه الماءُ واللَّبَنُ ونحوُهما؛ "فإنِّي صائِمٌ" فوضَّحَ لهم صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه امتَنَعَ عن الطَّعامِ لكَوْنِهِ صائِمًا، "ثم قامَ فصَلَّى بنا رَكْعَتيْنِ تَطوُّعًا، فقامتْ أُمُّ سُلَيْمٍ" وهي سَهلةُ بِنتُ مِلْحانَ، الأنْصارِيَّةُ، أُمُّ أنسِ بنِ مالكٍ "وَأُمُّ حَرَامٍ خَلْفَنا"، أي: كانتِ المَرْأَتانِ خَلْفَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في صَفٍّ واحِدٍ. "قال ثابِتٌ" وهو ثابِتٌ البُنانيُّ راوي الحديثِ عن أنسٍ: "ولا أعْلَمُهُ"، أي: ولا أعْلَمُ أنسًا "إلَّا قال: أقامني عن يمينِهِ على بِساطِهِ"، أي: أوْقَفَني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بجِوارِهِ علي يمينِهِ؛ لأنَّ أنسًا مَأْمومٌ، والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إمامٌ.
وفي الحديثِ: تَقديمُ الطَّعامِ لمن يَنْزِلُ عندَه.
وفيه: مَشْروعِيَّةُ صَلاةِ الجَماعَةِ في التطوُّعِ.
وفيه: أنَّ السُّنَّةَ فيمَنْ يُصلِّي إمامًا للرِّجالِ والنِّساءِ أنْ يَجْعَلَ النِّساءَ وراءَ الرِّجالِ.