مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه754
مسند احمد
حدثنا بهز، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تواصلوا ". قالوا: إنك تواصل قال: " إنكم لستم في ذلك مثلي إني أظل - أو قال: أبيت - أطعم وأسقى
فقِيلَ للنَّبِيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "يا رسولَ الله، إنَّك تُوَاصِلُ إلى السَّحَرِ"، أي: تُواصِل صيامَ اللَّيلِ بالنَّهارِ، والسَّحَرُ: وقتٌ قُبَيْلَ طُلوعِ الفَجرِ، فقال النَّبِيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "إنِّي أُواصِلُ إلى السَّحَرِ، وربِّي يُطعِمُني ويَسقِيني"، أي: أنَّ مُواصَلَتِي لِلصِّيامِ مَبنِيَّةٌ على قُوَّتِي وقُدرتِي الَّتِي يَمنحُنِي اللهُ إيَّاها، أو المرادُ به: ما يُغذِّيه اللهُ تعالى به مِن مَعارفِه، وما يُفيضُ على قَلبِه من لذَّةِ مُناجاتِه، وقُرَّةِ عَينِه بقُربِه، وتَنعُّمِه بحبِّه، والشَّوقِ إليه، وما يَتْبعُ ذلك من الأحوالِ التي هي غِذاءُ القلوبِ، ونعيمُ الأرواحِ، وبهجةُ النُّفوسِ والرُّوحِ والقلبِ؛ فغِذاءُ الأَرواحِ قد يَقْوَى حتَّى يُغنِي عن غِذاءِ الأجسامِ مُدَّةً من الزمنِ.
وفي الحديثِ: بيانُ اختصاصِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بخصائِصَ وسِمَاتٍ لا تُؤتَى لأيِّ مُسلِمٍ.