مسند جابر بن عبد الله رضي الله عنه 395
مسند احمد
حدثنا أبو أحمد، حدثنا سفيان، عن الأسود بن قيس، عن نبيح، عن جابر، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته مشينا [ص:421] قدامه، وتركنا ظهره للملائكة»
شرَّفَ اللهُ عزَّ جلَّ نَبِيَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على كلِّ وجْهٍ، وفي كلِّ مقامٍ في الدُّنيا والآخرةِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ جابرُ بنُ عبدِ اللهِ الأنصاريُّ: "كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا مشى"، أي: إذا خرَجَ مُتَّجِهًا إلى أيِّ مكانٍ وسارَ نحوَه، "مشى أصحابُه أمامَه، وتَرَكوا ظهْرَه للملائكةِ"؛ وذلك لأنَّ الملائكة تَحرُسه،وقيل: يمشون خلفه إعظامًا له وإكرامًا مِن اللهِ عز وجل. وفي روايةٍ: "لا تَمْشُوا بين يَدِيْ ولا خلْفي؛ فإنَّ هذا مَقامُ الملائكةِ"، وعلى هذا يكونُ المُرادُ بالأمامِ هو ما يكونُ بمعنى اليَمينِ واليَسارِ، وهذا مِن التَّعظيمِ والتَّشريفِ له صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الملائكةِ، ويكونُ أيضًا تَعظيمًا مِن أصحابِه رضِيَ اللهُ عنهم للملائكةِ الذي يَمشُونَ خَلْفَه
وفي الحديث: بيانُ إكرامِ اللهِ سُبحانَه لنبيِّه محمَّدٍ صلَّى الله عليه وسلَّم غايةَ الإكرامِ، حيث جعَل الملائكةَ يَمشُون وَراءَه