مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه756
مسند احمد
حدثنا بهز، حدثنا شعبة، أخبرني قتادة، أنه سمع أنسا قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا عدوى ولا طيرة " قال: " ويعجبني الفأل " فقلت: ما الفأل؟ قال: " الكلمة الطيبة "
وفي هذا الحديثِ يَقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لا عَدْوى»؛ فانتِقالُ المرضِ مِن المريضِ إلى غَيرِهِ لا يَحدُثُ تِلقائِيًّا بنَفسهِ، بلْ بِتَقديرِ اللهِ، وإنْ كانَ اللهُ جعَلَ انتقالَه عَلى تلكَ الصُّورةِ سَببًا ولا يَتعدَّى ذلكَ، وفي كثيرٍ مِن الأحيانِ رُبَّما لا يَنتقِلُ، «ولا طِيَرةَ»، أي: لا يُنشئُ التَّشاؤمُ مِن شَيءٍ أمرًا ما، فيَظنُّ الإنسانُ أنَّ ما جعَلَهُ سَببًا للتَّشاؤمِ مِن مَخلوقٍ، أو مكانٍ، أو زمانٍ؛ هو السَّببُ فيما يَحدُثُ له، بلْ كلُّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ عزَّ وجلَّ، ثمَّ قالَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «ويُعجِبُني الفألُ الصَّالحُ»، ثمَّ أردفَ مُفسِّرًا: «الكلِمةُ الحسنةُ»، فتَجعَلُه يُحسِنُ الظَّنَّ برَبِّهِ، وتَشْرَحُ صَدْرَه، وتُريحُ فؤادَه، فالفألُ يُساعِدُ الإنسانَ على السَّعيِ في قَضاءِ مُهمَّاتِه وإتمامِها.
وفي الحَديثِ: النَّهيُ عن التَّشاؤمِ بالأحداثِ والزَّمانِ والمكانِ؛ لأنَّ كلَّ شَيءٍ بقَدَرِ اللهِ تعالَى.
وفيه: التَّوجيهُ إلى التَّفاؤلِ والاستِبشارِ بالكلمةِ الطَّيبةِ.