حديث عبد الله بن زيد بن عاصم المازني وكانت له صحبة 27
مسند احمد
حدثنا أبو اليمان، قال: حدثنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عباد بن تميم، أن عمه وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، «أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج بالناس إلى المصلى يستسقي لهم، فقام فدعا قائما، ثم توجه قبل القبلة وحول رداءه» ، فأسقوا
سَنَّ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأُمَّتِه صَلاةَ الاستِسقاءِ، وهي الصَّلاةُ التي تُصلَّى طَلَبًا لِنُزولِ المَطَرِ
وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ عبدُ اللهِ بنُ زَيْدٍ رَضيَ اللهُ عنه: أنَّه رأَى النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ خَرَج ذاتَ يومٍ يُصلِّي صَلاةَ الاستِسقاءِ، فأدار ظَهْرَه للناسِ لِيَستقبِلَ القِبلةَ؛ ليَدعُوَ اللهَ، وذلك أجْمَعُ لقَلْبِ الدَّاعِي، حيثُ لا يَرَى أحدًا مِن الناسِ، وأَدْعَى إلى حُضورِه وخُشوعِه في الدُّعاءِ، وذلك أقرَبُ إلى إجابتِه، «ثمَّ حوَّل رِداءَه»، فقَلَبَه فجَعَل عَن يَسارِه ما كان عَن يَمِينِه، والعكسُ؛ وتَحويلُ الرِّداءِ فَعَلَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ تفاؤُلًا بتَغيُّرِ الحالِ مِن القحْطِ إلى نُزولِ الغَيثِ والخِصبِ، ومِن ضِيقِ الحالِ إلى سَعتِه، ثمَّ صلَّى رَكعتَينِ، وكانت القِراءةُ فيهما جهْرًا
ويَنبغي في صَلاةِ الاستِسقاءِ إظهارُ مَزيدٍ مِن التَّذلُّلِ والعُبوديَّةِ للهِ عزَّ وجلَّ؛ فالابتهالُ والتَّضرُّعُ إلى اللهِ تعالَى بالدُّعاءِ والمبالغةُ فيه مِن أعظمِ الأسبابِ التي تَدْفَعُ البَلاءَ، وتَكشِفُ الضُّرَّ
وفي الحديثِ: مَشروعيَّةُ صَلاةِ الاستِسقاءِ