‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه962

مسند احمد

‌‌مسند أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه962

حدثنا بهز، حدثنا جرير بن حازم، قال: سمعت قتادة يحدث، عن أنس بن مالك قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم ثلاثا: واحدة على كاهله، واثنتين على الأخدعين "

حثَّ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم على التَّداوي بما هو نافِعٌ، ومِن ذلك الحِجامةُ، وقد احتَجَم النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم، وبيَّن أنَّها مِن الأدويةِ النَّافعةِ.
وفي هذا الحديثِ يَروي أنسٌ رَضِي اللهُ عنه "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يَحتجِمُ"، والاحتجامُ هو إخراجُ الدَّمِ الزَّائدِ أو الفاسدِ بالتَّشريطِ في موضعٍ معيَّنٍ، مع سَحْبِ هذا الدَّمِ بأداةٍ، مثلِ الكأسِ أو القُمعِ، ثم حدَّدَ أنسٌ رَضي اللهُ عَنه موضِعَ احتِجامِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم فقال: "في الأَخْدَعَينِ"، وهما عِرْقان في جانِبَيِ الرَّقبةِ، "والكاهِلِ"، وهو ما بينَ الكَتِفَين مِن ناحيةِ الظَّهرِ، ثمَّ بيَّن أنسٌ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يَقومُ بالحِجامةِ في أيَّامٍ مُعيَّنةٍ، فقال: "وكان يَحتجِمُ لسَبْعَ عَشْرةَ، وتِسْعَ عشْرةَ، وإِحْدى وعِشْرين"، أي: كان يَحتَجِمُ في تلك الأيَّامِ مِن الشَّهرِ، فقيل: الحِكْمةُ مِن ذلك أنَّه يُفيدُ أكثَرَ مِن الاحتِجامِ في نِصْفِ الشَّهرِ الأوَّلِ، أو لحِكمةٍ لا يَعلَمُها إلَّا اللهُ تعالى.