مسند الزبير بن العوام رضي الله عنه 7
حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن جامع بن شداد، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، قال: قلت للزبير: ما لي لا أسمعك تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أسمع ابن مسعود، وفلانا، وفلانا؟ قال: أما إني لم أفارقه منذ أسلمت، ولكني سمعت منه كلمة: " من كذب علي متعمدا (1) فليتبوأ مقعده من النار "
قَوْلُهُ : "أَكِتَابٌ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ"؛ أَيْ: أَيَخْلِطُ كِتَابٌ آخَرُ مَعَ كِتَابِ اللَّهِ؟ أَوْ أَيَحْسُنُ اتِّخَاذُ كِتَابٍ آخَرَ مَعَ وُجُودِ كِتَابِ اللَّهِ بَيْنَكُمْ؟
"فَقُلْنَا: مَا نَسْمَعُ"؛ أَيْ: مَا نَسْمَعُ مِنْكَ، لَا أَمْرٌ آخَرُ يُقَابِلُ كِتَابَ اللَّهِ حَتَّى يُخَافَ مِنْهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ.
"امْحَضُوا": بِحَاءٍ مُهْمَلَةٍ وَضَادٍ مُعْجَمَةٍ.
"فَإِنَّكُمْ لَا تُحَدِّثُونَ. . . إِلَخْ"؛ أَيْ: غَالِبُ الْأَعَاجِيبِ الْمَرْوِيَّةِ عَنْهُمْ كِتَابُ اللَّهُ الصِّدْقُ؛ فَإِنَّهُمْ قَدْ وَقَعَ فِيهِمْ أَعْجَبُ مِمَّا تَسْمَعُونَ، وَالْمَقْصُودُ: أَنَّهُ لَا جَزْمَ بِكَذِبِ مَا يَذْكُرُونَ مِنَ الْأَعَاجِيبِ حَتَّى يَمْتَنِعَ الرِّوَايَةُ عَنْهُمْ لِذَلِكَ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
وَفِي "الْمَجْمَعِ": قُلْتُ: لَهُ حَدِيثٌ فِي "الصَّحِيحِ" بِغَيْرِ هَذَا السِّيَاقِ رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَفِيهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، وَهُوَ ضَعِيفٌ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ.