مسند عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه 2
قال الزهري: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لم يصب الإسلام حلفا إلا زاده شدة، ولا حلف في الإسلام "، وقد ألف رسول الله صلى الله عليه وسلم بين قريش، والأنصار
قَوْلُهُ حِلْفَ الْمُطَيَّبِينَ : هُوَ - بِكَسْرِ حَاءٍ وَسُكُونِ لَامٍ - : الْعَهْدُ .
فِي "الْمَجْمَعِ " : أَصْلُ الْحِلْفِ : الْمُعَاقَدَةُ وَالْمُعَاهَدَةُ عَلَى التَّعَاضُدِ وَالِاتِّفَاقِ ، فَمَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ عَلَى الْفِتَنِ وَالْقِتَالِ بَيْنَ الْقَبَائِلِ وَالْغَارَاتِ ، فَذَاكَ مَنْهِيٌّ عَنْهُ فِي الْحَدِيثِ ، وَمَا كَانَ عَلَى نَصْرِ الْمَظْلُومِ وَصِلَةِ الْأَرْحَامِ وَنَحْوِهِ ، فَهُوَ الَّذِي وَرَدَ فِيهِ : "أَيُّمَا حِلْفٍ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَمْ يَزِدْهُ الْإِسْلَامُ إِلَّا شِدَّةً " ، وَحِلْفُ الْمُطَيَّبِينَ حِلْفُ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَأَسَدٍ وَزُهْرَةَ وَتَيْمٍ فِي الْمَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ عَلَى أَلَّا يَتَخَاذَلُوا ، وَيَنْصُرُوا الْمَظْلُومَ ، وَيَصِلُوا الرَّحِمَ ، وَنَحْوَ ذَلِكَ ، فَأَخْرَجَتْ بَنُو عَبْدِ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيبًا ، فَوَضَعَتْهَا لِأَحْلَافِهِمْ ، ثُمَّ غَمَسَ الْقَوْمُ أَيْدِيَهُمْ فِيهَا ، وَتَعَاقَدُوا ، فَسُمُّوا : الْمُطَيَّبِينَ ،
وَتَعَاقَدَتْ بَنُو عَبْدِ الدَّارِ وَجُمَحُ وَمَخْزُومٌ وَعَدِيٌّ وَكَعْبٌ حِلْفًا آخَرَ مُؤَكَّدًا ، فَسُمُّوا : الْأَحْلَافَ لِذَلِكَ ،
وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مِنَ الْمُطَيَّبِينَ ، وَكَانَ عُمَرُ مِنَ الْأَحْلَافِ .