مسند عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه 5
حدثنا يزيد بن هارون، أخبرنا هشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ، أن أباه حدثه: أنه دخل على عبد الرحمن بن عوف وهو مريض، فقال له عبد الرحمن: وصلتك رحم إن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: " قال الله عز وجل: أنا الرحمن خلقت الرحم، وشققت لها من اسمي، فمن يصلها أصله، ومن يقطعها أقطعه، فأبته - أو قال: من يبتها أبته "
صِلةُ الرَّحِمِ أجرُها كبيرٌ، وشأنُها عظيمٌ عِندَ اللهِ، وقد بيَّنَ لنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ذلك،
فقال: "قال اللهُ عزَّ وجلَّ: أنا الرَّحمنُ"، أي: مُتَّصِفٌ بكَثرةِ الرَّحمةِ وسعَتِها،
"وهي الرَّحِمُ"، أي: الَّتي آمرُكُم بِوَصلِها، والرَّحِمُ هي الصِّلةُ الَّتي تَكونُ بينَ الشَّخصِ وغيرِه، والمرادُ هنا الأقرَبون، "شَقَقتُ لها اسمًا مِن اسْمِي"، أي: أخَذتُ لها مِن اسمي الرَّحمنِ اسمًا،
"مَن وصَلَها وصَلتُه"، أي: مَن أحسَن إلى أهلِه، ورَفَق بهم، وداوَمَ على الاتِّصالِ بهم، أحسَنتُ إليه ورَفَقتُ به وأنعَمْتُ عليه، "ومَن قطَعَها"، أي: هجَر أهلَه ولم يُحسِنْ إليهم ويتَّصِلْ بهم،
"بَتتُّه"، أي: قطَعتُه مِن رَحمتي وإحساني.