مسند عبد الرحمن بن عوف الزهري رضي الله عنه 7
حدثنا أبو سلمة منصور بن سلمة الخزاعي، حدثنا ليث، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو بن أبي عمرو، عن أبي الحويرث، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن عبد الرحمن بن عوف، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاتبعته حتى دخل نخلا فسجد، فأطال السجود حتى خفت - أو خشيت - أن يكون الله قد توفاه - أو قبضه - قال: فجئت أنظر فرفع رأسه، فقال: " ما لك يا عبد الرحمن " قال: فذكرت ذلك له، قال: فقال: " إن جبريل عليه السلام قال لي: ألا أبشرك إن الله عز وجل يقول لك: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه "
قَوْلُهُ إِنَّ جِبْرِيلَ : قَالَ : أَيْ : فَسَجَدْتُ شُكْرًا ، وَقَدْ أَخَذَ الْجُمْهُورُ بِسُجُودِ الشُّكْرِ ،
وَلَا وَجْهَ لِمَنْ قَالَ بِخِلَافِهِ .
وَفِي "مُخْتَصَرِ التَّاتَارَخَانِيَّةِ" نَقْلًا عَنِ "الْحُجَّةِ " : قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : لَا يَجِبُ سَجْدَةُ الشُّكْرِ
لِأَنَّ النِّعَمَ كَثِيرَةٌ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَسْجُدَ لِكُلِّ نِعْمَةٍ ، فَيُؤَدِّي إِلَى تَكْلِيفِ مَا لَا يُطَاقُ ،
وَمُحَمَّدٌ يَقُولُ : سَجْدَةُ الشُّكْرِ جَائِزَةٌ ، قَالَ صَاحِبُ "الْحُجَّةِ " : عِنْدِي أَنَّ قَوْلَ أَبِي حَنِيفَةَ مَحْمُولٌ عَلَى الْإِيجَابِ ، وَقَوْلَ مُحَمَّدٍ مَحْمُولٌ عَلَى الْجَوَازِ وَالِاسْتِحْبَابِ ، فَيُعْمَلُ بِهِمَا ،
لَا يَجِبُ لِكُلِّ نِعْمَةٍ سَجْدَةٌ كَمَا قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ ، لَكِنَّهَا
غَيْرُ خَارِجَةٍ عَنْ حَدِّ الِاسْتِحْبَابِ ، ثُمَّ قَالَ : وَعَلَيْهِ الْفَتْوَى .