مسند عبد الله بن العباس بن عبد المطلب، عن النبي صلى الله عليه وسلم 1
حدثنا هشيم، أخبرنا عاصم الأحول، ومغيرة، عن الشعبي، عن ابن عباس، " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرب من زمزم وهو قائم "
قَوْلُهُ شَرِبَ مِنْ زَمْزَمَ وَهُوَ قَائِمٌ : قِيلَ : قَدْ كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَافَ عَلَى بَعِيرِهِ ،
ثُمَّ أَنَاخَهُ بَعْدَ طَوَافِهِ ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ شَرِبَ إِذْ ذَاكَ مِنْ زَمْزَمَ قَبْلَ أَنْ يَعُودَ إِلَى بَعِيرِهِ .
وَقَدْ جَاءَ النَّهْيُ عَنِ الشُّرْبِ قَائِمًا ، فَقِيلَ : مَا وَرَدَ مِنَ الشُّرْبِ قَائِمًا ، فَهُوَ مَخْصُوصٌ بِمَحَلِّهِ ; كَمَاءِ زَمْزَمَ ، وَفَضْلِ الْوُضُوءِ ، وَقِيلَ : بَلْ كَانَ ذَاكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ ،
وَقِيلَ : كَانَ النَّهْيُ لِمَعْنًى طِبِّيٍّ لَا يَرْجِعُ إِلَى الدِّينِ ، وَهُوَ أَنَّ الشُّرْبَ قَاعِدًا أَوْفَقُ وَأَهْنَأُ وَأَنْفَعُ لِلْبَدَنِ ، فَالنَّهْيُ لِلتَّنْزِيهِ ،
وَالْفِعْلُ لِبَيَانِ الْجَوَازِ ، وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ .