مسند عبد الله بن عمر رضي الله عنهما 38
مسند احمد
حدثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، قال: «فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم، صدقة رمضان على الذكر، والأنثى، والحر، والمملوك صاع تمر أو صاع شعير» قال: فعدل الناس به بعد نصف صاع بر، قال أيوب، وقال نافع كان [ص:67] ابن عمر: «يعطي التمر إلا عاما واحدا أعوز التمر فأعطى الشعير»
في هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عُمرَ رَضِي اللهُ عَنْهما: "فرَض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم صدَقةَ الفِطرِ"، أي: زكاةَ عيدِ الفِطْرِ عن صومِ رمَضانَ، ومن حِكمِ فرْضِ زَكاةِ الفِطرِ: إغْناءُ الفُقراءِ عَن السُّؤالِ يَومَ العيدِ، وتطهيرُ الصائمِ من اللغوِ والرَّفثِ الذي ربَّما وقَعَ فيه أثناءَ صِيامِه، "على الذَّكَرِ والأنثى والحُرِّ والمملوكِ"؛ إشارةً إلى أنَّها فرضٌ على كلِّ نفسٍ مُسلِمةٍ، صغيرًا كان أو كبيرًا، ويَنوبُ عن الصَّغيرِ أبَواه، وعن المملوكِ سيِّدُه، "صاعًا مِن تمرٍ، أو صاعًا مِن شعيرٍ"، والصَّاعُ: أربعةُ أمدادٍ، والمُدُّ: مِقدارُ ما يَملَأُ الكَفَّينِ، قال ابنُ عمرَ: "فعدَل النَّاسُ"، أي: أخرَج النَّاسُ الزَّكاةَ بما يُعادِلُ هذا الصَّاعَ مِن التَّمرِ والشَّعيرِ، وقيل: إنَّ المرادَ بالنَّاسِ: معاويةُ بنُ أبي سُفيانَ ومَن تَبِعه على ذلك، "إلى نصفِ صاعٍ مِن بُرٍّ"، أي: مِن قَمحٍ