مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 262
مسند احمد
حدثنا أبو أحمد الزبيري، حدثنا بشير بن سلمان، عن سيار، عن طارق بن شهاب، قال: كنا عند عبد الله، جلوسا، فجاء رجل، فقال: قد أقيمت الصلاة. فقام وقمنا معه، فلما دخلنا المسجد، رأينا الناس ركوعا [ص:416]، في مقدم المسجد، فكبر وركع، وركعنا ثم مشينا، وصنعنا مثل الذي صنع، فمر رجل يسرع، فقال: عليك السلام يا أبا عبد الرحمن، فقال: صدق الله ورسوله، فلما صلينا ورجعنا، دخل إلى أهله، جلسنا، فقال بعضنا لبعض: أما سمعتم رده على الرجل: صدق الله، وبلغت رسله، أيكم يسأله؟ فقال طارق: أنا أسأله، فسأله حين خرج، فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم: «أن بين يدي الساعة تسليم الخاصة، وفشو التجارة، حتى تعين المرأة زوجها على التجارة، وقطع الأرحام، وشهادة الزور، وكتمان شهادة الحق، وظهور القلم»
أخْبَرَنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بعَلاماتِ اقْتِرابِ يوْمِ القِيامَةِ وأشْراطِه حتى نكونَ على اسْتِعدادٍ له بالتَّوبَةِ وإخْلاصِ الإيمانِ للهِ سُبحانَه
ومن ذلك أنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: "بين يَدَيِ الساعَةِ"، أي: مِنْ عَلاماتِ قُرْبِ القِيامَةِ "تَسْليمُ الخاصَّةِ"، أي: يُسلِّمُ المَرْءُ على خاصَّتِه، ومَن يَعرِفُه دون السَّلامِ على عامَّةِ المُسلِمينَ إذا مَرَّ بهم، "وفُشُوُّ التِّجارَةِ"، أي: انْتِشارُها "حتى تُعينَ المَرْأَةُ زَوْجَها على التِّجارَةِ" وذلك بأنْ تُتاجِرَ معه في الأسْواقِ بل ومع غيْرِ زَوْجِها "وقَطْعُ الأرْحامِ"، أي: عَدَمُ التَّواصُلِ والتَّوادُدِ بين الأقارِبِ، "وفُشُوُّ القَلَمِ"، أي: انْتِشارُ الكِتابَةِ وظُهورُ العِلْمِ، "وظُهورُ الشَّهادَةِ بالزُّورِ"، أي: انْتِشارُ الشَّهادَةِ بالباطِلِ بين الناسِ بأنْ يَشهَدَ المَرْءُ بما لا يَعلَمُ أو يَشهَدَ على غيْرِ الحقيقةِ، "وكِتْمانُ شَهادَةِ الحَقِّ"، أي: إخْفاءُ شَهادَةِ الحَقِّ في القَضاءِ وغيْرِه خوْفًا أو تَكاسُلًا، وهذه عَلاماتٌ تَدُلُّ على ظُهورِ الباطِلِ واسْتِقْوائِه على أهْلِ الحَقِّ
وفي الحديثِ: عَلَمٌ منْ أعْلامِ نُبوَّتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم