مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 620

مسند احمد

مسند عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه 620

 حدثنا عتاب، حدثنا عبد الله، وعلي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله، أخبرنا موسى بن علي بن رباح، قال: سمعت أبي يقول: عن ابن مسعود: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتاه ليلة الجن ومعه عظم حائل، وبعرة، وفحمة، فقال: «لا تستنجين بشيء من هذا إذا خرجت إلى الخلاء»

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم يُعلِّمُ الصَّحابةَ ويُبيِّنُ لهم ما يَنفَعُهم في دِينِهم ودُنْياهم، حتَّى في أمورِ الاستِنْجاءِ؛ فقدْ بيَّنَ لهم ما يَستَنْجون به، وما لا يَنْبَغي الاستِنْجاءُ به

وفي هذا الحديثِ يَحكِي عبدُ اللهِ بنُ مَسعودٍ أنَّ "وفدًا مِن الجنِّ"، أي: جماعةً مِن الجِنِّ "قَدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم"، وطلَبوا مِنه صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم طَلبًا، "فقالوا: يا محمَّدُ، انْهَ أمَّتَك أنْ يَستَنْجوا بعَظْمٍ أو رَوْثةٍ"، وهي: رَجِيعُ الدَّوابِّ ورَوْثُها، "أو حُمَمَةٍ"، وهي: الفَحْمُ وما يَحترِقُ مِنَ الخشَبِ؛ "فإنَّ اللهَ تَعالى جعَل لَنا فيها"، أي: مِن هذه الأشياءِ "رِزقًا" وطَعامًا، والاستِنْجاءُ بها يُفسِدُ علَيهِم طَعامَهم، "فنَهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم عن ذلك"، أي: نَهَى عن الاستِنْجاءَ بهذه الأشياءِ. وقد ورَد في صَحيحِ مُسلمٍ، عن ابنِ مسعودٍ رضِيَ اللهُ عنه أيضًا أنَّ الجِنَّ لَمَّا أتَى وَفدُهم إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم سَأَلوه الزَّادَ، فَقالَ لهمُ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: "لَكُمْ كُلُّ عَظْمٍ ذُكِرَ اسْمُ اللهِ عليهِ يَقَعُ في أيدِيكُم أَوفَرَ ما يَكونُ لَحمًا، وكُلُّ بَعْرَةٍ عَلَفٌ لِدَوابِّكم، فقالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّم: فلَا تَستَنْجوا بِهمَا؛ فَإنَّهما طَعامُ إخْوَانِكم"