مسند عمر بن الخطاب رضي الله عنه 120
حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان. وعبد الرزاق، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق (4) ، عن عمرو بن ميمون، قال:
قال عمر - قال عبد الرزاق: سمعت عمر -: إن المشركين كانوا لا يفيضون من جمع حتى تشرق الشمس على ثبير - قال عبد الرزاق: وكانوا يقولون: أشرق ثبير كيما نغير - يعني: فخالفهم النبي صلى الله عليه وسلم فدفع قبل أن تطلع الشمس (1)
كانَ لأهلِ الجَاهِلِيَّةِ مَناسِكُ فِي عبادتِهم، وقد خالَفَهم فيها النَّبيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم، ومِن ذَلِكَ ما جاء في هذا الحديثِ:
أنَّ أهلَ الجاهليَّةِ "كانوا لَا يُفِيضُون"، أي: لَا يَدْفَعُونَ مِنَ المُزْدَلِفَةِ إِلَى مِنًى
"حَتَّى يَرَوُا الشَّمسَ" أي: شُروقَها
"على ثَبِيرٍ"، وهُوَ جَبَلٌ عظيمٌ بالمُزدَلِفَةِ على يَسارِ الذَّاهِبِ إِلَى مِنًى ويَمِينِ الذَّاهِبِ إِلَى عَرَفاتٍ؛
"فخَالَفَهُم النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم، فدَفَع قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمسِ" أي: فعَل ذَلِكَ خِلافًا لِما كانَ عَليه أهْلُ الجَاهلِيَّةِ، فلَمْ يَنتظِرْ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسَلَّم طلوعَ الشَّمسِ، فدَفَع مِن المُزدَلِفَةِ قَبلَ طُلوعِها.