وزير الإمام
سنن النسائي
أخبرنا عمرو بن عثمان قال: حدثنا بقية قال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن أبي حسين، عن القاسم بن محمد قال: سمعت عمتي تقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا، إن نسي ذكره، وإن ذكر أعانه»
حَثَّ الشَّرعُ مَن وَلِيَ أمرًا مِن أمورِ المسلمين أن يَحرِصَ على أن يُقرِّبَ أهلَ الهُدَى والصَّلاحِ، وأنْ يُبعِدَ عنه أهلَ الهوى والضَّلالِ والفسادِ
وفي هذا الحديثِ يقولُ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم: "مَن وَلِي مِنكم عَملًا"، أي: كُلِّف بالولايةِ في أمْرٍ من أُمورِ المسلِمين، وفي رِوايةٍ: "إذا أراد اللهُ بالأميرِ"، "فأرادَ اللهُ به خيرًا"، أي: في الدُّنيا والآخِرَةِ له ولِمَن وَلِي أمرَهم، "جعَل له وزيرًا صالِحًا"، أي: هيَّأ له وأعانه بوزيرٍ يَحمِلُ صفاتِ الصَّلاحِ في قولِه وعمَلِه ونُصحِه وإرشادِه، "إن نَسِي ذكَّره"، أي: إنْ نَسي الأميرُ بعضَ الحُقوقِ كان الوزيرُ مُذكِّرًا له بتلك الحقوقِ والواجباتِ، "وإن ذكَر أعانَه"، أي: وإنْ كان الأميرُ يَعرِفُ ويعلَمُ تلك الحقوقَ أعانه الوزيرُ على قَضائِها، وفي روايةٍ: "وإذا أراد اللهُ به غيرَ ذلك جعَل له وَزيرَ سَوءٍ؛ إنْ نَسي لم يُذكِّرْه، وإنْ ذكَر لم يُعِنْه"
وفي الحديثِ: بيانُ الاستعانةِ بأصحابِ الخيرِ والخبرةِ والصَّلاحِ في المشورةِ