39 محاضرة
بطاقات دعوية
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
هذه المحاضرة هى التاسعة والثلاثون من علم العقيدة،وقد ذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍأذكرُ منها:-
- أولاً بينتُ فساد الاعتقاد بأن الأسبابَ هى المُبدعةُ للمسببات.
- كذلك بينتُ أن الحدثَ لا يكونُ عيناً إلا إذا توفرت فيه أربعةَ شروطٍ
أولها السبب ثانيا الشريك ثالثا انتفاء المانع رابعا إذنُ اللهِ تبارك وتعالي
ونعبرُ عن السبب التام بمجموع السبب وشريك السبب.
- كذلك بينتُ الفرقَ بين باء المقابلة وباء السببية.
- بينتُ عدة أمثلة لتحقيق الشروط الأربعة السابقة.
- كذلك بينتُ أن سببَ المرض قد ينتقل من شخصٍ لآخر ولكنه لا يعمل فى هذا الآخر إلا بأمرٍ كونىٍ قدرىٍ جديد كما عمِل فى الأول بأمرٍ كونىٍ قدرى وكلُ إنسان مُعلقٌ بقدره لا بقدرغيره.
- كذلك بينتُ معنى تبارك وتعاليلا عدوى ) هذه العدوى المنفية أى أن المرض لا ينتقلُ لأن المرض كما سبق يحتاجُ إلى سببٍ والسببُ يحتاجُ إلى إذنٍ ليعمل على تفصيلٍ سابق فقولنا تبارك وتعالي لا عدوى) نقصدُ بها أن المرضَ لا ينتقل والخوفُ كلُ الخوف من كلام عوام الناس بقولهم تبارك وتعاليعدانى) أو نحو هذه الألفاظ العُرفية يقصدون بأن المرضَ أنتقل من الأول إلى الثانى وهذا مما لا شك فيه أمرٌخطير بل شركٌ كما سيأتى إن شاء الله تعالى.
- بينتُ أننا أُمرنا بعيادة المريض وهذا يعنى أن نفسَ المرض لا ينتقل إنما الذى ينتقل هو سبب المرضُ وإلا لما أمرنا بعيادة المريض وسيأتى التفصيل عن هذه الجزئية إن شاء الله تعالى.
- بينتُ أن التوحيدَ أمنٌ وأمان وأن الشركَ عياذاً بالله تعالى خوفٌ وهلاك.
اليوم إن شاء الله تعالى نبدءُ فى إتمام مبحث تبارك وتعاليلا عدوى فى الإسلام)
ونبدءُ من تطبيق الصحابةِ لهذا الكلام ،الصحابة يتميزون عن كلِ أحدٍ بعدهم أنهم يعملون بما علموا ولو أدى ذلك إلى بعضِ الخسارة الدُنيوية ولكن هى خسارةُ مال ولكن فى حقيقة الأمر لو وُزنتَ هذه الخسارة بما ربحه من حسنات لإمتثالِ أمرِ الله عز وجل نجدُ أنها هباءاً منثوراً بل هو من الفائزين قولاً واحداً ، لذلك روى البخارى رحمه الله حَدَّثَنَا عَلِيٌّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ عَمْرٌو كَانَ هَا هُنَا رَجُلٌ اسْمُهُ نَوَّاسٌ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ إِبِلٌ هِيمٌ –هيم معناها عندها داء يمنعُ الرىّ لذلك يقول المولى عز وجل تبارك وتعاليفشاربون شرب الهيم) يعنى مهما يشرب لا يرتوى بهذا الماء فهذا داء عياذاً بالله تعالى خطير جداً جداً جداً لذلك لو شربت الإبل كل الماء ما رُويت-، فَذَهَبَ ابْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما فَاشْتَرَى تِلْكَ الإِبِلَ مِنْ شَرِيكٍ لَهُ-أى أن نواس كان له شريك والرجل لم يقل لابن عمرو أنك اشتريت إبل بها داءٌ وهو الهيم -، فَجَاءَ إِلَيْهِ شَرِيكُهُ فَقَالَ بِعْنَا تِلْكَ الإِبِلَ. فَقَالَ مِمَّنْ بِعْتَهَا-يعنى بعتها لمن؟- قَالَ مِنْ شَيْخٍ، كَذَا وَكَذَا. فَقَالَ وَيْحَكَ ذَاكَ ـ وَاللَّهِ ـ ابْنُ عُمَرَ. فَجَاءَهُ فَقَالَ إِنَّ شَرِيكِي بَاعَكَ إِبِلاً هِيمًا، وَلَمْ يَعْرِفْكَ. قَالَ فَاسْتَقْهَا-يعنى أتركن أسُقها-. قَالَ فَلَمَّا ذَهَبَ يَسْتَاقُهَا فَقَالَ-ابن عمر- دَعْهَا، رَضِينَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ عَدْوَى. رواه البخارى
هنا ابن عمرو رضي الله عنهما طبقَ هذا الحديث بحذافيره عندما قال لا عدوى أى إن هذه الأبل المريضة بهذا الداء وهو الهيم ستدخلُ فى إبل ابن عمر رضي الله عنهما فقال ابن عمررضي الله عنهما - دَعْهَا، رَضِينَا بِقَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ عَدْوَى - أى إنها إن وجدت فى الإبل فلن تنقل هذا المرض كما أن المرض أصابها بإذن الله بأمرالله الكونى القدرى إبتداءاً فإن قُدر لإبلى فإنها ستصابُ بهذا المرض بإذن الله تبارك وتعالي إبتداءاً الكونى القدرى فهكذا كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يطبقون ما علموه وكما ترى هذه لو نظرت إلى الأمور الدنيوية هذه خسارة مما لا شك فيه بل هذا العقد باطل وله أن يردَ هذه الإبل ويأخذُ ثمنها كاملاً مُكملاً بل له أن يُعاقبَ هذا الذى غشه.
ننتقلُ إلى جزئية آخرى فى مسألة العدوى تبارك وتعاليإثبات العدوى المنفية شركٌ بالله تبارك وتعالي)
نعم هى شركٌ دون شرك أى ليس هو المُخرجُ من الملة ولو شئت أو قلت أن هذه الكلمة كبيرة من الكبائر نعم هى كبيرة ولكن مما لا شك فيه البابُ هذا ألصقُ بالشرك منه إلى وصفِ الكبيرة وإن كان الشركُ دون الشرك من الكبائر بل الشرك المُخرج من الملة من الكبائر كما قال صلى الله عليه وسلم سبعٌ من الكبائر أو تسع أولُها الشرك بالله عياذاً بالله تعالى.
نثبتُ من خلال النصوص الشرعية أن من زعم أن المرض يُنقل من شخص إلى شخص أو من عينٍ إلى عين فهذا الكلام شركٌ صريح عياذاً بالله تعالى روى البخارى رحمه الله عن أبى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليلا عَدْوَى وَلا طِيَرَةَ وَلا هَامَةَ وَلا صَفَرَ وفر من المجذوم كما تفرُ من الأسد) هذا الحديث فيه ألفاظٌ كثيرة مما لا شك فيه أعُرجُ على بعضها تبارك وتعاليلا عدوى) أى أنه ينفى أن المرضَ ينتقلُ من إلى وهذا لا يلزمُ منه أن السببَ لا ينتقل السببُ ينتقلُ مما لا شك فيه ولكن بحثنا فى أن السبب الأول قد عمِل فى الشخص الأول بأمرٍ كونى قدرى يخصه فلما أنتقل أنتقل السبب دون هذا الأمر بل لابد من أمرٍ جديد ولا طيرة) ثم قال تبارك وتعاليوفر من المجذوم عياذاَ بالله تعالى الجذام هى تآكل الأعضاء من أطرافِها يعنى تجد عياذاً بالله تعالى أن الإنسان المُصاب بجذام مثلاً فى يده تجد أن أطرافه أصابه أنملة بعد أنملة تسقط منه نسأل الله السلامة والعافية لذلك ابن القيم الجوزية رحمه الله كما فى الزاد المجلد الرابع الصفحة الثامنة والاربعون بعد المئة يقول ما نصه تبارك وتعاليالجذام علة رديئة تحدث من انتشار المرة السوداء فى البدن كله فيفسد مزاج الأعضاء وهيئتها وشكلها وربما فسد فى آخره إتصالها حتى تتآكل الأعضاءُ وتسقطُ ويُسمى بداء الأسد - يعنى أحيانا يُطلق على الجذام بأنه داء الأسد الحديث الآخر فى غاية الأهمية وهو الذى سيترجمُ لنا معنى هذا العنوان أن إثبات العدوى بالمفهوم السابق شركٌ بالله عز وجل أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال فى الحديث الذى رواه ابو داود رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه تبارك وتعاليالطيرة شرك الطيرة شرك الطيرة شرك)هكذا قال صلى الله عليه وسلم .
فهنا أمرٌ فى غاية الأهمية العدوى المنفية كما سبق هو الاعتقادُ بأن السببَ يستقلُ بالحادث أى بمجرد ما السبب ينتقل يشتغل برغبته وبإرادته وبمشيئته دون إذن اللهِ تبارك وتعالي واعتقادُ ذلك شركٌ قولاً واحداً ولا يُمكن أن يعملَ السبب إلا إذا شاءه الله تبارك وتعالي قد يقولُ القائل من أين جئت بأنه شرك ؟
قلتُ ألا ترى أن الحديثَ الأول تبارك وتعاليلا عدوى ولا طيرة) فعطف الطيرة على ماذا؟
على العدوى ثم فى الحديث الثانى قال تبارك وتعاليالطيرة شرك) ولا يحسُن البتة فى لغة العرب عطف الشرك على ما لا ليس بشرك لغةُ الكتاب والسنة ولغة العرب تأبى ذلك تماماً بل الشرك الثابت بالعدوى أحطُ رتبةً من الشركِ الثابت بالطيرة لأن الطيرة معطوفة على العدوى وهذا يُناسبُ التقديمَ والتأخير هذا الشركُ كما بينتُ آنفاً ليس هو الناقلُ من الملة بل هو شركٌ دون شرك والذى يؤكدُ لنا هذه القضية الكبيرة أن نبينا صلى الله عليه وسلم قال تبارك وتعالي الفار من الطاعون كالفار من الزحف)
الفرارُ من الزحف كبيرة من الكبائر بالنص قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعالي سبع من الكبائر وذكر منها الزحف )
فإن كان الفرارُ من الزحفُ كبيرة فالفرار أيضاً من الطاعون أو من أى وباءٍ أو من المجذوم مما لا شك فيه كبيرة من الكبائر على التفصيل الذى ذكرته وأنتم تعلمون كما سبق أن الفرارُ من الزحف كبيرة وكذلك الفرارُ من الطاعون كبيرة والتقديم والتأخير له اعتبار خطير جداً فى شريعتنا يدلُ على أن كبيرة الطاعون أكبرُ من كبيرة الفرار لأن الفرار عُطف عليها وكل هذا إذا كان الداعى للفرار ماذا؟ هو الخوفُ من العدوى وكل هذه الأشياء ستأتى بالتفصيل إن شاء الله تعالى، فإن قيل أن المسألة لها جناحان ماذا يعنى هذا الكلام؟ أو ما هما الجناحان؟
الجناح الأول / انتقال السبب وهو الميكروب أو الفيروسات أو غير ذلك.
الجناح الثانى / الخوفُ من الشرك.
فكيف نوجهُ الجناحان ؟
قلتُ أولاً انتقال السبب يجبُ أن تتخذَ كل الوسائل التى تمنعُ من انتقال السبب حتى أن لا يظنُ أحد أننا نقصد لا عدوى أننا نترك الأمور هكذا ، بل نحنُ من أحرص الناس على الأخذ بالأسباب بل نأخذُ بالأسباب فوق ما يعرفهُ كثيرٌ من الناس كما سيأتى إن شاء الله تعالى، نعم يجب إتخاذ كل الوسائل التى تمنعُ من إنتقال السبب ويُمكن أن تُسمى هذه الجزئية تبارك وتعاليبالوقاية الحسية)
الوقاية الحسية من القفازات الوقاية الحسية من الكمامات وغير ذلك من الأمور وسيأتى الكلام عنها إن شاء الله تعالى وهذه بشهادة سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لذلك قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم عن جابررضي الله عنه تبارك وتعاليغطوا الإناء وأوكئوا السقاء فإن فى السنة ليلة ينزلُ فيها وباءٌ لا يمرُ بإناءٍ ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء )
فهذا نصٌ صريح فى عين المسألة أن الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم يأمرُك بأن تأخذَ بالأسباب فلا تتركُ كوباً فيه شراب وليس عليه شىء حتى إن فى بعض الروايات قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليوإن تعرض عليه ولو عود) يعنى لو لم تجد ضع عليه معلقة أو خشبة أى شىء وإن تمكنت من الغطاء التام فأصنع فهذا النص صريحٌ فى الأخذِ بالأسباب الحسية لمنع ماذا؟
لمنع وصول السبب إلى الإناء أوإلى السقاء فإن كان هذا فى مثلِ هذه الأمور أعنى الشراب والطعام فمما لا شك فيه فى غيرها من باب أولى، أنا أؤكدُ هذا المعنى بما رواه البخارىُ رحمه الله عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليالطاعون رجسٌ أُرسل على طائفة من بنى اسرائيل فإذا سمعتم به لأرضٍ فلا تقدموا عليه )
يعنى أنتم علمتم أن بلد من البلدان وقع فيها وباءٌ ما لا يحلُ لك فى الشريعة أن تدخلَ إلى هذه البلد لما؟
حتى لا ينتقل إليك السبب فتكونُ ضعيفاً فى بابٍ معين كما سيأتى هو باب التوكل فيقدرُ الله عز وجل لك أبتداءاً أن تُصاب فنفاجىء بأنك تقول دخلت إلى هذه الأرض المنكوبة فأصبتُ بهذا المرض يعنى تقصد أنه أنتقل إليك فوقعت فى المحظور الشرعى نسألُ الله السلامة والعافية.
وأيضاً هذه الحديث فيه فائدة تبارك وتعاليالطاعون رجسٌ) والكورونا رجس عياذاً بالله تعالى بل أشد من الطاعون فالطاعون سببه ميكروبات أما الكورونا سببها فيروسات كل يوم تتحول وهم ينفقون المليارات لصناعة اللقاحات ولكن اللقاح الأساسى لم ينتبهوا إليه إلى الآن وكما سيأتى إن شاء الله تعالى وهو سلاح ولقاح طاعة الله عز وجل بفعل المأمور وترك المحظور فإن ما أصابنا وأصاب غيرنا فمما كسبت أيدينا من المعاصى والذنوب من الردة والدعارة عياذاً بالله تعالى من السرقة والنهبه من التسلط على مقومات العبلاد والعباد وغير ذلك من الأمور التى لا يُمكن أن يُرفع هذا الوباء ولو فعلوا ما فعلوا حتى نعود نحن المسلمين على الإختصاص إلى ديننا وليس إلى اللقاحات ولا أنُكرها ولكن هى لعبة كبيرة ليس هذا مجالُها ولكن لنا فيها كلام معروف فى مكانه، أنا أؤكد أن الأخذ بالأسباب الحسية مطلبٌ شرعى يحثُك فيه الشارع على الهروب من سبب المرض حتى لا تقعَ فى الشرك عياذاً بالله تعالى وتقول قد أُصبت من كذا أو كذا روى البخارى رحمه الله عن ابى هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليوفر من المجذوم كما تفر من الأسد) رأيت رجل مجذوم لا تُقرب له بل أبعد عنه بل هنا فائدة نبهت إليها فيما سبق أن النبى قال تبارك وتعاليلا تدوموا النظر إلى المجذوم ) فهل ياترى إدامة النظر ينتقل هذا الداء بواسطة العين إلى الجسم هذه مسألة خطيرة وطبية وهى هدية لأهل الأبحاث إن أرادوا أن يبحثوا فيها لأن هذا أمر فى غاية الخطورة ، أؤكدُ هذا المعنى أيضاً أعنى الأسباب الحسية بما رواه مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
تبارك وتعالي أما إنك –وهذه الوقاية المعنوية – لو قلت حين أمسيت أعوذُ بكلمات الله التامة من شر ما خلق لم تضرك ) أى منزلٍ تنزله نزلت الشارع قل هذا الدعاء تبارك وتعاليأعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق) ثلاث مرات دخلت محل قل هذا الدعاء قابلت أحداً قل هذا الدعاء فهذه هى الوقاية الحقيقية وقايةُ فعل الطاعة وقاية فعل المأمور وترك المحظور وقاية ركن الأمور إلى الله عز وجل وأنه هو الحافظ حتى لا يُنزل أمره الكونى القدرى ولو كان السببُ فى جسمك وهذه هى التى ينفرد بها المسلمون وإن أعترفت الأمم المتحدة بأن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أول من قال تبارك وتعاليلا تدخلوا إلى الأرض الموبوءة) ولكن لم يمتثلوا إلى هذه تبارك وتعاليأعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق) فهذه الوصية عزيزة لا تتركها تبارك وتعاليبسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء فى الأرض ولا فى السماء العليم )ثلاث مرات تبارك وتعاليأعوذ بكلمات الله التامة من شر ما خلق) ثلاث مرات بحول الله وقوته لا يُصيبك شىءٌ نسألُ الله السلامة ولاعافية أؤكدُ بأن الشارع أمرنا بأن نأخذ بالأسباب الحسية والمعنوية فمن الأسباب الحسية أيضاً الحديثُ المتفق عليه عن أبى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليلا يريدن ممرض على مُصح ) لا يوجد مريض يزور صحيح وإن كان بالعكس يصح تبارك وتعاليحق المسلم على المسلم ست منها عيادة المريض) وقد ذكرت بعض الأدلة فيما سبق أن عيادة المريض حق من حقوقه عند المسلمين طيب ما الفرق بين الأثنين الفرق كبير جدا جدا وسيأتى إن شاء الله تعالى فإن قيل بعدما سردتُ هذه النصوص التى تبين أن الشارع حث على الأخذ بالأسباب الوقاية الحسية والمعنوية.
فإن قيل كيف نفهم قوله صلى الله عليه وسلم تبارك وتعالي أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العانى) الحديث رواه البخارى رحمه الله عن أبى موسى الأشعرى رضي الله عنه وعودوا المريض يقول لى أذهب زر المريض هذا حقٌ من حقوقه بل العجب أن الذهاب إليه عليه ثوابٌ عظيم كما بين فى رواية مسلم رحمه الله عن ثوبان رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليعائد المريض فى مخرفة الجنة حتى يرجع) أنت فى ثمار شديدة حتى ترجع من عند هذا المريض فهذا حثٌ صريح بل الأمر تعدى مجرد الزيارة أو العيادة ولفظ العيادة يدلُ على التكرار ليس معناها أنك زرته مرة تسمى عيادة لا مرة بعد مرة بعد مرة هذه هى العيادة وهذا هو مدلول هذه البنية لهذه الكلمات بل الأمر تعدى لأن العيادة لا يلزم منها المُخالطة قد تكون من على بعد ولكن مما لا شك فيه من العيادة ما فيه مخالطة صريحة وفيها ملامسة صريحة ومنها قوله صلى الله عليه وسلمفى حديث عائشة i عند مسلم رحمه الله قالت تبارك وتعاليكان صلى الله عليه وسلمإذا مرض أحدٌ من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات) أى كان يقرأ المعوذات فى كفيه ويمسح على المريض وهذه ملامسة صريحة ولم يستثنى مرض من الأمراض أى مرض من الأمراض يصلحُ فيه ذلك بل التقسيمات التى يدعيها أهل الكلام الضُلال الذين لم يفهموا شيئاً أصلاً فى هذا الدين يقول لك لا لا هذه تصلح فى الأمور المعنوية كالأمراض المعنوية مع أن هذه الأحاديث وأخصُ بالذكر حديث أبى سعيد الخدرى رضي الله عنه حديث سليم القوم قرأ الفاتحة فى كفيه ومسح عليه فقام كأنه نشط من عقال كان هذا الرجل قد لُدغ أى يوجد سم فأى أمور معنوى كالكآبة أو نحو هذه الأكور فهذه تقسيمات إصطلاحية عند أهل الطب أما هذه التقسيمات فى دين محمد كلها أمراض بل فى حقيقة الامر فى الطب نفسه هذه أمراض وإلا السؤال لما يوصفُ له الدواء؟
لأن الدواء يلعب على هرمونات معينة يزود هذا ويٌقلل هذا حتى ينتظمُ مثلاً قاع المخ وتكون الأمور منتظمة التى يسمونها كيمياء الجسم أو كيمياء المخ هذه أمور لابد وأن تُفهم جيدا حتى لا يضحك أحد عليك ويقول هذه الأمور لا تصلح إلا فى الأمور المعنوية لا ورب الكعبة فى كسور كسر العظام يصلح والأمثلة واضحة فى التاريخ الإسلامى على ذلك ورحم الله ابن القيم لما كان فى الحج وحكى عن الفاتحة حكى كلاماً عجيباً أنها بحول الله وقوته دواءٌ من كل داء .
قلتُ أولاً / يجبُ أنا الآن أجيبُ عن كيف نفهمُ عيادة المريض وفى نفس الوقت قد أُمرنا من الفرار منه إلى غير ذلك من الأمور قلت أولا/ يجبُ أ ن تأخذَ بكل الأسباب التى تمنعُ من وصول السبب إليك وأعلى هذه الأسباب رتبة وهى التى تركها عموم الناس ولم يلتزموها البتة وتعلقوا بأمور نحنُ لا ننكرها ولكن هى فى المرتبة الثانية وفى المنزلة الثانية وليست فى المنزلة الأولى بأى وجه من الوجوه وأولُ هذه الأشياء الدعاء لذلك الحديث الذى رواه الترمذى رحمه الله عن ابى هريرة رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليإذا رأى أحدُكم مبتلى –ذهبت رأيت مريض مصاب بالكورونا فقل الحمد الله الذى عافانى مما أبتلاك به وفضلى على كثيرٍ ممن خلق تفضيلاً لم يصبه ذلك البلاء) قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليلا يصبه ذلك البلاء أين هذا الدعاء ولما لا يستخدمُ كلما علمت مجرد سمعت لا رأيت أن رجلاً أُصيب بمرضٍ ما أن تقول هذا الدعاء وإن كنت أمامه قله فى سره لا تسمعه حتى لا يتأذى بذلك فهذه من الأمورالتى أُهملت من عموم المسلمين إهمالاً تاماً نسأل الله السلامة والعافية وكل الهم الكمامة المسافات أما أن نهتم بهذا وبذاك ونقدمُ ما قدمه الله تبارك وتعالي لا لا لا والحديث أيضاً الذى رواه مسلم رحمه الله وذكرته عن قريب عن أبى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعالي لو قلت حين أمسيت أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضرك) وكما قلتُ نحنُ لا ننكرُ بقية الأسباب أرتدى القفازات والكمامات وغير ذلك فإن أضطررت إلى الملامسة وهذه هى القضية الكبرى يجب أن تستحضر شيئاً فى غاية الخطورة وهنا فصلُ الخطاب بين من كان فيه هذا الوصف ومن بين ضعفُ فيه هذا الوصف ألا وهو التوكل على الله عز وجل ،لذلك يقول المولى عز وجل تبارك وتعالي ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) هو كفيل تبارك وتعالي أليس الله بكافٍ عبده) هو كفاك إذاً قضية التوكل هذه كما تعلمون محلها القلب وهى تختلفُ من رجلٍ إلى آخر لذلك كلما أرتقى الإيمان زاد التوكل كلما قل الإيمان قل التوكل ومما لا شك فيه أن التوكلَ عند عموم المسلمين من الضعفِ بمكان لذلك يجبُ عليهم الفرار ولكن ياترى لو أن رجلاً يعلمُ من نفسه أن التوكل عنده كما ينبغى ماذا يفعلُ ؟
اسمع روى مفضل بن فضالة رضي الله عنه عن جاب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد مجذوم –يعنى مريض مجذوم – النبى صلى الله عليه وسلم كان يأكل فى قصعة ودخل عليه رجل مجذوم أخذ بيده هو الذى قال فر من المجذوم فرارك من الاسد فوضعها معه فى القصعة الله أكبر ثم قال صلى الله عليه وسلم لهذا الرجل كُل بسم الله وتوكلك على الله هذا هو بيت القصيد مما لا شك فيه أن توكل النبى صلى الله عليه وسلم فى أعلى المراتب التى لا مرتبة فى البشرية مثلها أبداً هذا التوكل قدمه النبى صلى الله عليه وسلملذلك خالط وأكل فى قصعةٍ واحدة مع مجذومٍ الذى قال فى حقه لا تبارك وتعاليتديموا النظر إلى المجذوم) أؤكدُ هذه القضية الكبيرة بالحديث الذى ذكرته من قريب عند أبى داود رحمه الله عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليالطيرة شرك) ثلاث مرات ثم قال ابن مسعود وما منا إلا ولكن الله يذهب بالتوكل يعنى ماذا وما منا إلا؟
يعنى إلا ويجدُ فى نفسه شيئاً يعنى يجد فى نفسه شيئاً من الطيرة هذه ولكن الله يذهبه بالتوكل فأثبت أن التوكل هو الحصنُ الحصين من الوقوع فى الشرك عياذاً بالله تعالى إذاً هذه المسألة حُلت وحلتُ بشىءٍ يسير جداً ولكن أنا أُكرر عامتنا توكلهم ضعيف فعليك بالإبتعاد ما أستطعت إلى ذلك سبيلا من وجد فى نفسه أنه ذو توكل كبير له أنه يفعل ذلك ولا حرج ولكن فى نفس الوقت لا يحلُ لأحدٍ أن يُجبرَ الضعفاء أن يفعلوا ذلك لأنهم عياذاً بالله تعالى لو قُدر لهم أنهم أصيبوا بالمرض عند هذا اللقاء من الله ابتداءاً بسبب مصائبهم قد يقعُ فى الشرك عياذاً بالله تعالى ومن هذا الذى يسعى لأن يوقعَ الضعفاء فى الشرك فإن قيل انتبه للكلام! أنا أحاول أن أجمع لك الموضوع بطريقة سهلة فانظر إلى هذا الحديث فإن قيل لما إذاً بايع مجذوم وفد الثقيفة من بُعد ما معنى هذا الكلام؟
قلتُ روى مسلمٌ رحمه الله عن عمرو بن شريك رضي الله عنهما عن ابيه قال كان فى وفد ثقيف –جاء ليبايع النبى صلى الله عليه وسلم- رجلٌ مجذوم أى مُصاب بالجذام فأرسل إليه النبى صلى الله عليه وسلم إنا قد بايعناك فارجع كلامٌ واضح مع انه كان قد أكل معه فى القصعة الجوابُ واضحٌ لبيان جواز ترك المخلاطة عند من ضعفُ توكله وعلى التفصيل الذى سيأتى وضحت هذه المسألة إذاً الحديث الأول قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعاليوتوكلاً على الله ) رتبة التوكل ثابتة لنبينا صلى الله عليه وسلم وثابتة للكبار من الصحابة كابى بكر وعمر وعثمان وعلى وغيرهم من الأكابر j ولكن جاء فى الثانية هذه وقال ارجع قد باياعناك أى بايعناك من بُعدٍ حتى يُبين جواز ترك المخالطة لمن ضعُفَ توكله على الله فى مثل هذه المسائل مما لا شك فيه هذه المسألة فيها تفصيل أذكر بعضه على عُجالة.
أقول المخالطة هى الأصل لأن الله عز وجل على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أمرنا بعيادةِ المريض ولكن هذه المُخالطة مما لا شك فيه مترددة بين الإباحة والندب والوجوب ليس شيئاً واحداً فعيادتك لأبيك وأمك من أوجب الواجبات لجارك من أوجب الواجبات إن كان الواجب ذلك أقل قد تدرجُ إلى أن تصل إلى المطلوب إلى الندب قد تنزل حتى تصل إلى الإباحة فإن قيل أنها للإباحة قلتُ ترك المُباح الذى يُفضى إلى محرمٍ واجب الترك يعنى هذا الرجل ضعيف فى توكله نقول لك فى حقه مباح الأمر أيُقالُ له أذهب حتى يقع فى المُحرم عياذاً بالله تعالى وهذا ما يُسمى فى علم الأصول باب سد الذرائع أى كلُ مباحٍ أفضى إلى مفسدةٍ وجب أن يُحرم قولاً واحداً وهذا بنص كتاب الله وبنص سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه من الامثلة المئات قال تعالىتبارك وتعاليلا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ) راعنا هذا لفظ نُمنع منه لما؟ لأنه قد يُفضى إلى شيئٍ كانت اليهودُ تفعله فأمرهم الله عز وجل بأن يتجنبوا هذا اللفظ ويستبدلوه بلفظٍ آخر لا يتشبهوا فيه باليهود ألا وهو تبارك وتعاليلا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا ) .
وإن قيل أن المُخالطة هذه مندوبة أيضاً وجب ترك المندوب الذى يٌفضى إلى محرم عياذاً بالله تعالى سواء قيل من باب سد الذرائع أو قيل أنه من باب التزاحم على تفصيلٍ بيناه فى أصول الفهم وإن قيل أنها واجبة قُلتُ وجب ترك الواجب لأنه يُفضى إلى محرمٍ عظيم وهذا لمن ضعف توكله لابد وأن يترك لأن إن ترك هذا الواجب نجى بنفسه لو أصيب ولم يقع فى الشرك والشركُ عياذاً بالله تعالى أخس رتبة وهذا الوقوع عياذاً بالله تعالى ممكن أن تُحسب أنها من باب التزاحم.
قد يقول القائل وانتبه أنا لما لم أقول فإن قيل حقيقة الأمر أنه قول لبعض الناس ولكن أنا أتجنبُ ذكر صاحب القول لأنه فى الحقيقة فى ذكره إلا فى علم الأصول وقد بينتُ هذه الجزئية بحرفية شديدة جدا كما فى كتابنا تبارك وتعاليهذا عهد نبينا) المجلد الأول فإن قيل الفرار من المريض كبيرة قُلنا وما الدليل قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعالي إذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فراراً منه ) الله أكبر وهذا تتمة الحديث يعنى لو الوباء لو وقع فى أرض وأنت خارجها لا تدخل ، ولو كنت داخلها لا تخرج ولكن النص فيه لفظة فى غاية الخطورة قال تبارك وتعاليفلا تخرجوا فراراً منه ) لذلك هذا اللفظ أو هذا الحديث لو ضممت إليه ما رواه أحمد رحمه الله عن عائشة i تبارك وتعاليالفار من الطاعون كالفار من الزحف) عياذاً بالله تعالى قلتُ المحِل مختلف بمعنى أن الفرار الذى أشرتَ إليه ما كان حال المخالطة بدليل أن الحديث تبارك وتعالي إذا وقع بأرض وأنتم بها) كلمة تبارك وتعاليوأنتم بها) جملة حالية أى حال كونكم مقيمين فيها الشىء الثانى أن الفرار الذى نقرره ما كان قبل المخالطة ثم لم تحصل المخالطة أصلاً حتى يُقال أنه فر وعليه فلا محظور فى هذه الصورة .
ثانيا أن الفعل الفرار الذى قررناه مثاباً شرعاً لقوته العلمية يعنى ما معنى هذا الكلام؟
كلام خطير جداً يعنى رجل رأى طاعون فى مكان واضحة
لم يرضى أن يدخل
رأى مجذوم قادم ناحيته فر منه طيب هو فر من لماذا؟
لأن لديه قوة علمية ،قوة علمية بماذا؟
أولا / بأن توكله ضعيف
ثانيا / خاف أن يقع فى الشرك إذا أنتقل إليه السبب وقدر الله فى هذه اللحظة بأن يُصاب بأمرٍ كونىٍ قدرى يخصه فهذه قوة علمية فر ويُثاب على ذلك وهذه أيضاً من المسائل الكبيرة التى لابد منها.
فإن قيل أيضاً ما حكم من فر بعد المُخالطة؟
إذاً ما هو المحظور؟
الخروج نوعان :-
الأول / من خرج قاصدة مصلحةً التى لا تتم إلا بالخروج كان إنسان يُتاجر مثلاً فى شىء ويخرج ويدخل ويخرج ويدخل هذا ليس فى النص من شىء لإن تحريم الخروج فراراً من المرض الخوف من المرض نفسه من أن ينتقل السبب ويقعُ عياذاً بالله تعالى فهذا غير داخل فى النص أصلاً وذلك بدليل الخطاب من قوله تبارك وتعاليفلا تخرجوا فراراً منه) يعنى ما هو دليل الخطاب فى علم الأصول هو مفهوم المخالفة يعنى المحظور أن تخرج فراراً منه إذاً من خرج لمصلحةٍ آخرى لا يدخل تحت هذا النص بأى وجهٍ من الوجوه .
الثانى / من قصد الفرار من المرض عياذاً بالله تعالى وهذا إما إنه حسن التوكل يعنى إنسان أصلا يعلم من نفسه أنه ذو توكلٍ وكذا لو خرج هذا متوعدٌ بما فى النص يعنى وقع فى كبيرة من الكبائر إما إن ضعف توكله عياذاً بالله تعالى هذا إن خرج مراعاةً لعجزه ووقايةً من الشرك فقد تخلص من أشد المحرمين بفعل الأدنى منهما وهذا يُثابُ على قوته العلمية كما بينتُ ذلك آنفاً.
أذكر جزئية آخرى على عُجالة قبل أن ندخل فى تفصيل هذه المسألة كل هذا نحنُ نتكلمُ كلاماً يُشبه الكلام العام اعلم أن طلب الدواء للداء مطلبٌ شرعى يعنى ماذا؟
يعنى لو لم تأخذ الدواء تأثم قلتُ هذا هو القولُ الصواب ولا ريب ، لذلك الحديث الذى رواه أحمد ومسلم رحهما الله عن جابر رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم تبارك وتعالي لكل داءٍ دواء فإذا أصيب الداء داءُ برىْ بإذن الله تعالى )
إذاً الدواء سبب أنت أخذته إياك أن تظن أنه يشتغل لوحده برء بمن ؟
بإذن الله أى إذا أذن الله فى الشفاء عمل هذا الدواء فى هذا السبب فأبطلُه نُقربُها بالتباعد بين الشيئين ولكن هذا الحديث فى الحقيقة فيه جمهرة من الفوائد على عُجالة لا يوجد داء إلا وله دواء علمه من علمه وجهله من جهله ليس معنى أنى لا أعرفه أنه غير موجود فهذا جهلٌ فاضح عياذاً بالله تعالى الأعجبُ من هذه اعلم أن الدواء فى مكان وُجود الداء وإلا لا معنى لهذا الإمتنان
تبارك وتعاليلكل داء دواء ) الله يمتنُ علينا أنه جعل لكل داءٍ دواء فلابد من وجود الدواء فى نفس المكان الذى يوجد فيه الداء حتى يصحُ الإمتنان ، هل يُعقل أن الداء فى بلدى والدواء فى أمريكا ماذا أستفدتُ أنا من هذا النص ؟
لم أستفد شيئاً ،لذلك عند احمد رحمه الله تبارك وتعاليحيثُ يوجد الداء )
حيثُ تبارك وتعاليظرف مكان) مما لا شك فيه أى فى مكان الذى يوجد فيه الداء لابد وأن يوجد فيه الدواء .
الثالثة / فى هذا الحديث لا شفاء إلا بعد إذن البارى تبارك وتعالي.
خلاصةُ الكلام الداءُ قدر والدواءُ قدر والقدر يُدفعُ بالقدر لذلك أقولُ دفعُ القدر بقدر من أوجب الواجبات السيئاتُ قدرٌ نعم بسبب ذنوبنا ولكنها قدر والحسناتُ قدر قال تعالى تبارك وتعاليإن الحسنات يذهبن السيئات) فأجعل قدر الحسنات دافعاً لقدر السيئات نسألُ الله السلامة والعافية وسوسة الشيطان قدر والإستعاذة منه قدر إدفع هذا القدر أعنى وسوسة الشيطان بقدر آخر وهو الإستعاذة فيستقيم الأمر وهذا هو دينُ رب العالمين كما قال عمر رضي الله عنه عندما نُبأ بأن الطاعون وقع فى الشام قال تبارك وتعاليندفع القدر بالقدر) رجع يعنى ولم يدخل إلى هذه البلاد بمن معه من أصحابه.
أكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.