محاضرة 26

بطاقات دعوية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى السادسة والعشرون من علم العقيدة ، وذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ أذكر ُمنها :-

  • أولاً / بينتُ معنى الربوبية وبينتُ مادتها الأولية وكذلك بينتُ ما أخُذ من هذه المادة
  • كذلك بينت معنى (ألا له الخلق والأمر)
  • وبينتُ أن الأمر ليس من الخلق
  • كذلك بينتُ لما وُصف العرشُ بأنه عظيمٌ ، أنه كريم ، وأنه مجيدٌ فى قراءةٍ
  • بينتُ أن اسم الرب لا يُعرفُ إذا كان المُرادُ رب السماوات والأرض سبحانه وتعالى
  • بينتُ بعض الصور فى شريعةِ يوسُف على نبينا وعليه الصلاةُ والسلام والتى نُسخت فى شريعتنا
  • وبينتُ كذلك معنى المركب توحيد الربوبية
  • سابعاً ذكرتُ الأدلة التى تعتمدها أهل السنة والجماعة لإثبات الخالق وهى كما تعرفون دليلُ الشرع ودليل الفطرة ودليلُ الإجماع ودليلُ الإستدلال بالله على الله ودليلُ معجزة الرسل وأخيراً الدليل العقلى كما سيأتى إن شاء الله تعالى.
  • وبينتُ أيضاً أن اسم الصانع وأن اسم الفاعل لا يُطلقُ على الله عز وجل إلا إذا كان مُقيداً وذلك لأنه اسم اختبارى وأنتم تعلمون أن الأسماء الإختبارية الإخبارية منقسمة المعنى يعنى فيها معنى المدح وفيها معنى الذم.

اليوم إن شاء الله تعالى نبدء من الإجابة على السؤال الذى طُرح فى آخر المحاضرةِ السابقة ألا وهو

هل يجوزُ الإخبار عن الله عز وجل  بااسم الموجود كاسمٍ إخبارى فإن الأسماء الإختبارية الإخبارية كثيرة منها الشىء ومنها الذات ومنها الموجود ومنها الصانع ومنها الفاعل إلى آخره.

هل يجوزُ أن نقول منها الأسماء الإخبارية الموجود؟

 أريدُ أن انبه على جزئيةٍ قبل الجواب ألا وهى أن أسماء الله عز وجل  التوقيفية هى التى ندعو الله عز وجل  بها وأنها كلها أسماء حُسنى مما لا شك فيه أما الاسم الإخبارى كما سيأتى مفصلاً إن شاء الله تعالى فى كتاب الأسماء والصفات لا يلزمُ أن يكون حسناً ولكن يلزم ألا يكون سيئاً احفظ هذه الجملة فإنها فى غاية الأهمية.

الاسم الإخبارى لا يلزمُ أن يكون حسناً ولكن يلزمُ ألا يكون سيئاً

قلتُ الذى يقولُ هذا الكلام هل يجوزُ أن يُخبرَ عن الله عز وجل  بااسم الموجود ماذا يقصد ؟

يقصد أن موجود على وزن مفعول هذه واحدة

ثم قال وكل مفعولٍ مخلوق وعليه لا يجوزُ أن يُطلق هذا الاسم كإسمٍ إخبارى على الله عز وجل .

قلتُ هذا الكلام خطأ من عدةِ أوجه منها :

أولاً / نقولُ لهذا أن الله عز وجل  يُخبرُ عنه باسمه معبود ومعبود على وزن مفعول فماذا أنتم قائلون فى هذا الاسم؟

فكلُ شىءٍ تعتذرون به هو عذرٌ لنا فى فى الاسم الإخبارى ألا وهو الموجود قطعاً لا يستطيعون أن ينفون عن الله عز وجل  أنه معبود

ثانيا/ أن هذا الوزن أعنى موجود يعنى مفعول أتى ولم يُراد يعنى ماذا؟

يعنى فى لغة العرب فى لغة الكتاب والسنة نجدُ أن الوزن يُذكر ولا يُراد إنما يرادُ وزناً آخر أنا أُقربها بمثالٍ فى اللغة كأنك قلتَ رأيت مقتولاً ومقتول أى مفعول ولكن هذا ليس مُراد الذى رأيته هو قتيل تقولُ رأيت قتيلاً ليس مقتولاً ولكن مما لا شك فيه من يعلم كلامُ العربية لا يستعجمُ هذا إن قال أحداً رأيتُ مقتولاً أى يقصد رأيت قتيلاً بل من العجب أن المصدرَ قد يُرادُ به اسم المفعول وهذا جاء فى كتاب الله عز وجل  منها قوله تعالى ( أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) [سورة النحل:1]

أمر يأمرُ أمراً

إذاً أمر هنا ماذا؟

مصدر

الذى يأتى هنا هو أمر الله أم مأمورالله ؟

مما لاشك فيه الذى يأتى هو مأمور الله عز وجل  وهو يومُ القيامة أى أتى مأمور الله عز وجل  فهنا اللفظُ المُصرح به والمنطوقُ به هو المصدر ولكن لم يُراد إنما الذى يُراد هو اسمُ المفعول

وبالجملة أتى أمر الله هو أتى ؟

 لم يأتى

إذاً هنا نُكتة بيانية فى غاية الخطورة

أنك إذا أردت أن تُقربَ الشىء أتيت بالمصدر ولكن تريدُ اسم المفعول على تفصيلٍ معلوم فى مكانه.

كذلك من الأمثلة فى كتاب الله (فضرب الرقاب)

ضرب يضربُ ضرباً

ضرب هنا مصدر

هل يقصد المصدر؟

لا إنما يقصدُ فعل الأمر أى اضربوا الرقاب

أنا انبه بمثل هذه الأشياء حتى تنتبه أن اللفظ المنطوق قد لا يُرادُ هذا الوزن إنما يُرادُ وزنٌ آخر

والعجيبة كقوله تعالى (فويلٌ لهم مما كتبت أيديهم)

كتب فعل ماض هل تُراد؟

لا المرادُ المكتوب وهو اسمُ المفعول على تفصيلٍ بيناه فى علمِ اللغة

ثالثا / الذى يُبين خطأ هؤلاء يُسألُ من قال هذا الكلام هل لله وجودٌ؟

سؤالٌ وجواب فإن قال لا هذا عياذاً بالله تعالى وجب أن يُستتاب فإن لم يتب وضعت رقبته بجواره

ولكن الجواب القاطع عند كلُ البشرية نعم له وجود

 إن قال لك نعم له وجود قُل له أخبرنى عن وجوده فلم ولن يجد جواباً إلا أن يقولَ لك هو موجود إذاً عاد لما نفاه وأستعجمه ثم نقول بأن اسم موجود نحن لم نسمى به الله عز وجل  كاسم توقيفى إنما نحنُ نُخبر به عن الله عز وجل  نُخبر له عن وجوده عز وجل وهذا الاسم الإخبارى فى الحقيقة أولى من اسمٍ إخبارى ذكره الله عز وجل  فى كتابه وهو اسمُ شىء فإن الله عز وجل  قال (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ )[سورة الأنعام:19]

الجواب قل الله

إذاً الله عز وجل  شىءٌ ولكن ليس كمثله شىء ومثلها تماماً قوله تعالى (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [سورة الشورى:11]

إذاً هو شىء ولكن ليس كمثله شىء فهذا اسمٌ إخبارى لا يُدعى به ولا يُسمى به ولكن يُخبر به عن الله فإن كان يجوزُ هذا مما لا شك فيه فإن لفظَ موجود أفضلَ منه بكثير .

ثم قال المصنف (لإثبات الخالق أدلة كثيرة عند أهل السنة ) بأى شىء قد ذكرت هذه الأدلة التى يعتمدها أهل السنة هذه الأدلة سنأتى على دليلٍ دليلٍ إن شاء الله تعالى بشىءٍ من التفصيل ولكن لإثبات الخالق أدلةٌ كثيرة عند أهل السنة إذاً هو يريدُ أن يلفتَ نظرك إلى أن أهل البدع لهم طريق آخر فإنهم لا يعتمدون أى طريقٍ من هذه الطُرق الستة التى ذكرتُها :-

1-دليلُ الشرع

2- دليلُ الفطرة

3- دليلُ الإستدلال بالله على الله

4-دليلُ الإجماع

5-دليلُ معجزةُ الرُسل

6-دليلُ القياس العقلى

لا يعتمدون على ذلك البتة وليس عندهم إلا دليلٌ واحد عياذاً بالله تعالى يُسمى بدليلِ الحدوثِ والقدم

ما هو دليلُ الحدوثِ والقدم كما سيأتى؟

يقولون أن العالم حادثٌ ثم قالوا بأن كل حادثٍ له مُحدث إذاً العالمُ له مُحدث بئس المُقدمات المنطقية فإنها لم تُوصل إلى عينِ المطلوب إنما وصلت إلى جنسِ المطلوب يعنى ما معنى هذا الكلام؟

الذى توصلوا إليه أن العالمَ له مُحدث ما اسمُ هذا المُحدث ؟

ما وصفُ هذا المُحدث؟

لم ولن يستطيعوا أن يصلوا بهذه الطريقةِ إلى شىء ولكن الطُرق التى عندنا أوصلتنا إلى اسم هذا المُحدث وهو الله عز وجل  هو الربُ عز وجلهو الخالقُ عز وجلهو القادرُ عز وجلهو المُقتدر عز وجلإلى آخره من الأمور، لذلك فى الحقيقة لونظرتَ إلى هذه الأدلة الستة التى بينتها من قريب وجدتها فى حقيقة الأمر أنها أدلةَ الأحكام وقد بيناها فى علم أصول الفقه كما فى التأسيس وغيره.

ما هى أدلة الأحكام؟

كتابٌ وسنة ثم أشياء كثيرة جدا الأشياء الكثيرة جداً كالإجماع والقياس مثلاً كلُ هذه الأشياء بعد الكتاب والسنة أصلاً تعتمدُ على الكتاب والسنة ولا يُمكن أن تثبتَ إلا بثبوت نصٍ فلو نظرتَ إلى الدليل الشرعى مثلاً كتاب معلوم سنةٌ معلومة طيب الإجماع هل يوجد إجماع ٌ إلا على مُستند يعنى لابد من وجود نص شرعى يُجمعُ الناس فى طبقةٍ معينة من أمةِ محمد على هذا النص الشرعى الذى يُسمى بمستند أصولياً فإن لم يُوجد مستند فلا إجماع نعم هذا المُستند قد يجهلهُ كثيرٌ من الناس ، كذلك فائدةُ الإجماع ماذا؟ أنه يُعفيك من مؤنة البحث عن الدليل وهذه مسألة كبيرة قد بيناها فى علمِ أصولِ الفقه لذلك نريدُ أن نقف هنا وقفة الله عز وجل  يقول (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [سورة النساء:115]

ويتبع غير سبيل المؤمنين فهذا هو دليلُ الإجماع فلا يوجد مبتدعٌ على وجه هذه الأرض إلا وينكرُ الإجماع لما؟

لأن الإجماع سيُعطل عليه كلامه فعلامةُ أهلِ البدع الكبرى أنهم يُنكرون الإجماع

علامةُ أهل البدع الكبرى أنهم دائماً يستدلون بالعموميات مع وجودِ المُخصص

والمطلقات مع وجود المُقيد

يستدلون دائماً بالمُجملات مع وجود المُبين وهلم جرا عياذاً بالله تعالى

فيجب أن يكون لك خبرة فى معرفة طرق أهل البدع عياذاً بالله تعالى

فلو نظرت مثلا إلى الدليل الأول وهو الشرع والدليل الثانى وهو الفطرة والدليل الثالث الذى هو الإستدلال بالله على الله والدليل الرابع الذى هو مُعجزة الرسل هى فى حقيقةِ الأمر كل هذه يجمعُها قول الله تعالى وقول الرسول صلى الله عليه وسلم يجمعها كتابٌ وسنة أما الدليلُ الخامس هو إجماعُ الأمم فى الحقيقة أمرٌ عجيب أنا ما قلتُ الإجماع أنا ذكرتُ هنا إجماعُ الأمم إن كان إجماعُ أمةُ محمدٍ صلى الله عليه وسلم أصلاً لا يُخطىء قال صلى الله عليه وسلم (لا تجتمعُ أمتى على ضلالة ) وقال تعالى(ومن يتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى)  إذاً اتباعُ غيرِ سبيل المؤمنين دمار يوصلُ إلى نارِ جهنم وبئس المصير عياذاً بالله تعالى لأن هذه مخالفة صريحة لله عز وجل  مخالفة صريحة لنبينا صلى الله عليه وسلم ثم تُفاجىء إجماعُ الأمم أتصور أن هذا الإجماع على هذه المسألة من المسلمين ومن أهل الكتاب يهود ونصارى ومن غيرِ المليين كالمجوس يؤمنون أن هُناك رباً نعم أنا أدرى أن المجوس يزعمون أن هناك إلهين إله النور وإله الظلمة على كلام سيأتى إن شاء الله تعالى فى مكانه والدليلُ السادس ما يُسمى بالقياس العقلى وهذه ستأتى إن شاء الله تعالى بشىءٍ من التفصيل.

 ولكن فى الحقيقة لى هنا وقفة سريعة لحين الوصول إلى دليل القياس العقلى لابد من الإشارة إليه هؤلاء القوم عياذاً بالله تعالى يقولون دائما نحنُ نُحكم العقل القياسُ العقلى شىء والعقلُ شىءٌ آخر انتبه للكلام يقصدوم بالعقل انظر عياذاً بالله تعالى إلى الإفتراءُ على الله وعلى الرسول وعلى المؤمنين

 قالوا ما أوجبه العقلُ فهو الواجب ومالم يُجزه العقلُ لا نُجيزه وما أباحه العقلُ نُبيحه

هكذا يزعمون أنا أسأل سؤالاً إن كان الذى أوجبه العقل فهو الواجب إذاً ما فائدة الشرع وأنا أسالكم الله عز وجل  جعل للصلوات مواقيت فجعل ميقاتاً للفجر للظهر للعصر للمغرب للعشاء أخبرونى عن دخل العقل هنا فى هذه المواقيت العقلُ أوجبها إن قلتم نعم فأنتم أكذب خلق الله ولا تستطيع أن تصل إلى علةِ ذلك نعم قد تصل إلى حكمة من حكمِ ذلك أما أن تصل إلى العلة بعينها هذا افتراءٌ على الله وعلى المسلمين مما لا شك فيه.

ولكن الذى أريدُ أن أبينه أمرٌ فى غايةِ الأهمية ما الدليلُ على أن العقل يستقلُ بالتشريع؟

نسألُ هؤلاء ما هو الدليل عندكم أن العقل يستقلَ بالتشريع ؟

قال إذا جاءكم –انتبهوا للكلام- حديثٌ فااعرضوه على العقل فما وافقه كان حقاً وما خالفه كان باطلاً يستدلون بهذا الحديث أنا أريدُ أن أقف هنا :

أولاً / هذا الحديث لابد وأن تعلم ليس له سندٌ أصلاً تصور يعنى الحديث الموضوع أشرف منه لما ؟

لأن الحديث الموضوع له سنده فيه كذاب فيه متهم بالكذب أما هذا فلا سند له أصلاً هذه واحدة

ثانياً/ كيف تستدلون به وأنتم لا تستدلون بالأحاديث التى أتفق عليها البخارى ومسلم وأجمعت على صحتها أمة محمد صلى الله عليه وسلم وتقولون لا نثبتُ بها عقيدةً بأىِ وجهٍ من الوجوه على كلٍ العقلُ هذا المزعوم العقلُ عقلان يعنى يؤدى إلى رأىٍ محمود وإلى رأىٍ مذموم فالرأىُ المحمود الذى أستند على نص فأنت استخرجت من هذا النص فرأيك محمود أما العقل الذى يتحدثون عنه فهو العقلُ المجردُ عن النص فوالله لو أصابوا به الحق ما أتبعناهم من طريقهم إنما نتبعه من طريقِ كتاب الله ومن طريقِ سنة نبينا صلى الله عليه وسلم .

نبدءُ بحول الله وقوته بالدليل الأول ألا وهو الشرع فأقولُ هذا الطريق هو طريق جميع الأنبياء حيثُ يثبتون الخالق بذكرِ آياته

ما معنى هذا الكلام ؟

معناه أن الأنبياء إذا أرادوا الإستدلال على وجود الخالق اتبعوا طريقة الكتاب والسنة وقد ألتزم أهلُ السنة والجماعة بهذا الطريق فالشرعُ لإثبات وجود الله عز وجل  طريقان واضحان فى الشريعة :

الطريقة الأولى / أنهم ينظرون إلى آيات الله

الطريقة الثانية / ما يُسمى بقياس اللزوم أو قياس الأولى

نبدءُ بالطريقة الأولى أنهم ينظرون إلى آيات الله عز وجل  فقد جعلها المولى عز وجل  دليل على وجوده لذلك لو قرأت كتاب الله من أوله لآخره تكادُ لا تمرُ آية إلا وبين الله لك فيها آية هذه الآية علامة وأمارة تدلُ على الخالق عز وجلتدلُ على وجود الله عز وجل  لذلك أذكرُ بعض الأدلة على عُجالة فى سورة إبراهيم الآية العاشرة انظر يقول المولى عز وجل(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُنَا تُرِيدُونَ أَنْ تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ) [سورة إبرهيم:10]

أى كلُ الرسل قالوا لأقوامهم مستنكرين أفى الله شك؟!

 كيف تشكون وهو فاطر السماوات والأرض؟!

فجعل الله عز وجل خلق السماوات والأرض دليل على إنتفاء الشك لا يصحُ أن يحصلَ شك أبداً مع وجودِ هذه الآية ، لذلك أذكرُ أعرابياً أسألُ الله أن يدخله فسيح جناته سُئل سؤالاً فأجاب هذا الجواب ماهذا السؤال؟ سُئل ما الدليلُ على وجود الرب؟

تصوروا فإذا به يقول سبحان الله –يعنى يتعجب فهذا أسلوب تعجب سماعى وليس قياسى ياسبحان الله إن البعر ليدل على البعير وإن أثر الأقدام ليدلُ  على المسير فسماءٌ ذات أبراج وأرضٌ ذاتُ فجاج وبحارٌ ذاتُ أمواج أفلا يدلُ ذلك على وجود اللطيف الخبير.

أنظروا إلى هذا الأعرابى ضرب مثالاً أبتدء بالأدنى بالذى يراه السائل إن البعر ليدلُ على البعير يعنى لو وجد بعرة وهى فضلات البعير أو روث لحمار أو غيره أمامه قال مرة هنا بعير فجعل البعرةَ آية وأمارة وعلامة على أن بعيراً قد مر من هنا ثم أرتقى وإن أثر الأقدام ليدلُ  على المسير –يعنى لو وجدت أثر للأقدام تقول هنا مر لذلك نبينا صلى الله عليه وسلم فى الهجرة كان يُعفر علىه الخريت بغنمه حتى لا تُعلم آثار الأقدام فيهتدى المشركون إلى النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه أمرٌ فى غاية الخطورة ثم يرتقى للإستدلال بآيات الله على الله فقال فسماءٌ ذات أبراج وأرضٌ ذاتُ فجاج وبحارٌ ذاتُ أمواج أفلا يدلُ ذلك على وجود اللطيف الخبير لا يحملُ شهادة لا دكتوراه ولا غيرها وقد رد سليقياً رد فطرياً على هذا المجرم الذى سأله هذا السؤال أمرٌ فى غاية الغرابة الأعجبُ من ذلك أن ابن القيم رحمه الله فى تفسيره الصفحة الحادية وخمسون يقول(سمعتُ شيخ الإسلام ابن تيمية يقول كيف يُطلب الدليلُ على من هو دليلٌ على كلِ شىء ) فالله عز وجل  دليلٌ على كلِ شىء هو الدالُ على كلِ شىء كيف نطلبُ دليلاً على وجوده فهذا السؤال مُستنكر ولا يقبله أحد لا ملائكة ولا من أنس ولا من جن ولا من حيوان ولا من نبات ولا من غير ذلك يستحيل.

ثم قال ابن القيم رحمه الله (ثم أنشد–أى ابن تيمية–هذا البيت وليس يصحُ ف ىالأذهان شىءٌ   إذا احتاج النهارُ إلى دليلِ)

أمرٌ عجيب تأتى إلىّ والشمس فى رابعة النهار وتقول لى ما الدليل على النهار سؤالٌ مستهجن رابعة النهار العرب يقسمونه إلى أثنى عشر جزءاً فى الجزء الرابع منه الذى تكون فيه الشمس أوضحُ شىء تأتى فى هذا الوقت وتقولُ لى ما الدليل على النهار ؟ هذا مما لا شك فيه سؤالٌ يُنمى عن موت القلب موتاً تاماً حتى أنه لا يشعرُ بما يخرجُ من فيه نسألُ الله السلامة والعافية.

الدليلُ الثانى / قال تعالى (كلٌ له قانتون ) التنوين هذا يُسمى بتنوين العِوض يعنى ماذا؟

كلٌ يعمل على شاكلته يعنى يوجد محذوف يعنى كل إنسانٍ يعمل على شاكلته (كلٌ له قانتون ) يعنى كل مخلوق لله قانت وجه الإستدلال أن القنوت هو الذلُ والخضوع كما تعلمون والذُل والخضوع قدرٌ زائد على الفقر وأنتم تعلمون أن الخضوع هو فعلُ العبد إذاً لابد من معبود وهو الله عز وجل  فكان القنوتُ من كل الحادثات دليلاً على وجودِ الله عز وجل  مع التنبيه أن الفقر لازم لذاتِ المخلوق ولا ينفك عنه ولم يسم فقيراً لكونه لا يملك أو لكونه قد فقد فالفقر لازمٌ لذاتنا كما أن الغنى لازمٌ لله عز وجل  لازمٌ لذاته عز وجللا لشىءٍ يمتلكه فالله عز وجل  هو الغنىُ وأنتم الفقراء.

الدليل الثالث / قال تعالى (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) [سورة يونس:101]

إذاً هذه دعوى من الله عز وجل  لأن ننظر فى ماذا؟ فى السماوات والأرض لما؟

لأن ما فى السماوات والأرض آيات علامات أمارات على وجود الله عز وجل  على أن الله عز وجل  له كل الأسماء الحسنى له كل الصفات العُلى صفات الجمال والكمال والعظمة لذلك أنظر ماذا يقول البيهقى رحمه الله فى كتاب الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة قال بعدما ذكر هذه الآية (يعنى والله أعلم من الآيات الواضحات والدلالات النيرات وهذا لأنك إن تأملت هيئة العالم ببصرك وأعتبرته بفكرك وجدته كالبيت)

 فهنا الرجل –أعنى البيهقى رحمه الله- عقد مُقارناً بين البيت الذى تعيش فيه أنت وهذا الكون بأنه بيت أيضاً انظر ماذا يقول (كالبيت المبنى المُعد فيه جميع ما يحتاج إليه ساكنه من آلةٍ وعتاد فالسماءُ مرفوعةٌ كالسقف المرفوع أى فى البيت والأرضُ مبسوطة كالبساط الذى تضعه فى البيت والنجوم ممضوضة كالمصابيح والجواهر مخزونة كالزخائروضروب النبات مهيئةٌ للمطاعم والملابس والمرائب وصنوف الحيوان مسخرةٌ للمراكب مستعملةٌ فى المرافق والإنسان كالمملك البيت المُخول لما فيه وفى هذا دلالةٌ واضحة على أن العالم مخلوقٌ بتدبير وتقدير ونظامٍ وأن له صانعاً حكيماً تام القدرة بالغ الحكمة )

هكذا نظر البيهقى رحمه الله إلى آية يونس (قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ)  فهذه فى الحقيقة لفتة رائعة أن شبهَ هذا البيت الضعيف الذى بنيته بقدراتٍ متواضعة بهذا البيت العظيم لنخلصُ كما أن لهذا بانى فإن للكون من بناه وهو ربُ السماوات والأرض ولكن الفرقُ بين القدرتين الفرق بين الحكمتين مما لا شك فيه لا يُمكن أن يوصف بأى وجهٍ من الوجوه.

الدليلُ الرابع / كلُ آية فى كتاب الله تقرأ فيها لفظ لآيات قف عندها وستجدُها مشحونة بالدلائل على وجودِ الله عز وجل  

(لآياتٍ لقومٍ يعقلون)

(لآياتٍ لقومٍ يؤمنون)

 (لآيات لقومٍ يتقون )

(لآياتٍ لقومٍ يسمعون)

 (لآياتٍ لقومٍ يتفكرون)

(لآياتٍ لآولى الألباب) ( لآياتٍ لأولى النهى) (لآياتٍ لكل صبارٍ شكور)

مما لا شك فيه هذا ظاهر لنا بل لا تمر على آية إلا وتجد أنها مستقلة بعلامةٍ تدلك على رب السماوات والأرض لذلك يقول المولى عز وجل  فى آية الروم (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ) [سورة الروم:22]

انظر ومن آياته خلق السماوات والأرض- فإن الآيات فى السماوات والأرض وأخصُ بالذكر بعد العلم الحديث هذا والله لا يُمكن لمخلوق أن يتصور مجرة واحدة وهى أضعفُ وأقلُ المجرات وهى المجرة التى نحنُ نعيشُ فيها وقد ذكرتُ لك فيما سبق أن المسافة بين  طرفين هذه المجرة 965 ألف تريليون كم أمر عجيب وكذلك إختلاف ألسنتكم يارجل بين قبيلة وقبيلة تختلفُ اللهجة بين قبيلة وقبيلة تختلفُ اللغة بين الأخ وأخيه يختلفان فى اللون فهذا أبيض وهذا أسود وهذا أحمر والأبيض درجات لا تنتهى والأسود درجات لا تنتهى والأحمر درجات لا تنتهى أليس فى كل هذه الأشياء آيات وجود الرب عز وجلوأنه الخالق عز وجلوأنه المدبر عز وجل

بلى توجد تريليونات الآيات على ذلك والله لو وقفنا هنا لنذكر بعض الأشياء التى أُكتشفت حديثاً والله إنها لتبهرُ العقول أتدرون هذا القرد الذى صعد كابلات الكهرباء فصُعق ووقع على الأرض أخبرونى بالله عليكم جاء قردٌ آخر فضغط على قلبه ضغطتين هذه واحدة ثم عضه فى مكانٍ فى رأسه هذه الثانية ثم أخذه ورماه فى الماء ثم أخرجه عاد كما كان قال الله تعالى

( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [سورة طه:50]

أخبرونا من علمهم هذا أيها الملاحدة الذين تزعمون أنه لا إله أنه لا رب نعم فإن السياسة العالمية الآن تريدُ أن تسوق العالم إلى الإلحاد وتُهيأ لهم من البشر ليفعلوا ذلك أنجاسٌ فكرياً وغباوة وحماقة منقطعة النظير نسألُ الله السلامة والعافية أما الطريقةُ الثانية ألا وهى ما يُسمى بقياس الأولى ماذا يعنى بقياس الأولى ؟

أولاً أثبته أنه يجوز فى حق الله قال تعالى(فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ) [سورة النحل:74]

 لا هى الناهية لما؟ لأنه لم يقل فلا تضربون لا تضربوا إذا هذا الفعل مجزوم بحذف النون إذاً هذه لا الناهية ولا الناهية تقتضى ماذا؟ التحريم هذه واحدة الأمثال أى الأقيسة أى فلا تضربوا لله الأقيسة قلتُ إذاً ضربُ الأقيسة لله مُحرمة بنص هذه الآية أعنى آية النحل طيب ما هى هذه الأقيسة؟

يوجد قياس يُسمى قياس الأولى ، يوجد قياس يُسمى قياس الشمول ، فى قياس يُسمى قياس التمثيل ، فى قياس يُسمى قياس العكس والدوران إلى آخره من الأقيسة التى بينتُها فى علم أصول الفقه ولكن قبل هذه الآية وفى نفس السورة يقول المولى عز وجل  

( لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة النحل:60]

إذاً المولى عز وجل  أثبت لنفسه المثل الأعلى وهذا ما يُسمى بقياس الأولى إن علمت هذا فأعلم أن آية النحل وهى الستون تخصصُ الآية الرابعة والسبعون يعنى

(فلا تضربوا لله الأمثال)

أى فلا تضربوا لله الأقيسة

(ولله المثل الأعلى)

 أى ولله قياس الأولى

إذاً معنى الآية فلا تضربوا لله الأقيسة إلا قياس الأولى

فلا تضربوا لله الأمثال إلا المثل الأعلى

إذاً نحنُ أثبتنا قاعدة وفرشة كبيرة جداً أن المثل الأعلى يجوزُ فى حق الله عز وجل  أما بقية الأقيسة لا تجوزُ قولاً واحدة كما سيأتى إن شاء الله تعالى فى مكانه ، ولكن أضربُ مثالاً يبينُ معنى قياس الأولى لو قلتُ مثلاً رجلاً جئتُ برجلين أحدهما يتكلم والثانى أخرص أحدهما يسمع والثانى أصم فقلتُ لك أىُ الرجلين أكمل؟ قلت المتكلم إذاً الكلامُ صفةُ ماذا؟ صفةُ كمال فى أين؟ فى المخلوق فإن كان الكلام صفةُ كمال فى المخلوق فمن بابِ أولى أن يُوصف بها الله عز وجل  فانتبه إلى هذه القضية ،لذلك إبرهيم عليه السلام أحتج على قومه بماذا؟ بمثل ذلك لا ينطقون أنتم تدعون أصنام لا تتكلم وكذلك موسى عليه السلام (ألا يرجع قولاً) هذه قضية منتهية كما هو معلوم ولكن فى مثال فى كتاب الله طبعاً يوضحُ هذه القضية جئتُ بمثال كتمهيد ولكن يوجد مثال فى غاية الأهمية فى سورة الروم (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) [سورة الروم:27] وجه الإستدلال إن كان الله عز وجل  هو الذى بدء الخلق فمن باب أولى هو الذى سيعيدهُ والإعادة مما لا شك فيه أهونُ على الله عز وجل  من البداية وكلُ شىءٍ تحت كن فيكون فليس هناك ما هو صعب ولا سهل فى حق الله عز وجل  أما الأقيسة وستأتى بالتفصيل قياس الشمول بالذات وقياس التمثيل بالذات فهما منفيان فى حق الله عز وجل  قولاً واحداً والعجب أن المتكلمين لا يستخدمون فى كلامهم من باب القياس إلا هذا النوع ، لذلك أضربُ مثالاً على قياس التمثيل أنك تقول مثلاً لى يدٌ والله عز وجل  له يد ثم تقول يد الله مثل يدى هذا القياس التمثيلى وهذا عياذاً بالله تعالى تجسيم الذى يقول بهذا هم المجسمة نحن نثبتُ لله عز وجل  يداً ونثبتُ للمخلوق يداً كيفية يد المخلوق معلومة ولكن كيفية ذاتُ الله غير معلومة كما سنبينها فى مكانه أى الكيف نفسه غير معلوم وهذه واضحة يأتى واحد شيطان يتكلم يقول أنتم تريدون أن نثبت لله يد يعنى تريدون أن نثبت لله لحم وعظم ودم وأظافر هذا مريض بالتجسيم العجب أنه يرمى أهل السنة بالتجسيم الذى دفعك إلى هذا الكلام أنك مريضٌ بالتجسيم وهذا الجاهل ظن أن الإشتراك اللفظى يعنى الإشتراك فى الكيف مسألة كبيرة وأنا أضربُ كثالاً حتى تعلم الله عز وجل  يقول (والشمسُ تجرى) وأنا أقول أنت تجرى إذاً أنت والشمس أشتركتما فى ماذا ؟ فى اسم الجرى وأنا أسألك كيفيةُ جريك هى كيفية جرى الشمس ؟ الجوابُ لا فإن كان الإشتراك فى اللفظ بين المخلوقات لا يلزم منه الإشتراك فى الكيف فسلوا هذا المتنطع كيف يزعمُ أن هذا بلازمٍ بين الخالق والمخلوق أعوذُ بالله من الشيطان الرجيم أما عياذاً بالله تعالى قياس الشمول فهو كارثة أنا أُقربه بمثال لو نفرض أننا جالسين فى غرفة السقف فوقنا فأنا مستفيدٌ بالسقف وأنت مستفيدٌ بالسقف وفلان مستفيد بالسقف إذاً كلُ الأفراد الذين تحت هذا السقف لهم حكم واحد فالقياس الشمولى عياذاً بالله تعالى أن تجمع الخالق والمخلوق تحت قاعدة كلية عياذاً بالله تعالى وتقول حُكمهما واحد  لذلك عياذاً بالله تعالى المناطقة والفلاسفة يستخدمون هذا القياس الشمولى وهذا التعبير أكثر من التمثيلى مع أنه فى الحقيقة لا فرق بينهم لأنهم يزعمون أن هناك فرقاً بين القياس التمثيلى والقياس الشمولى وكلُ هذا منكرٌ من القول وزوراً كما سيأتى إن شاء الله تعالى ، ولكن أنا أريدُ أن أعطيك صيغاً

ومن خلالها القياس الشمولى أو القياس التمثيلى (هو اجتماعٌ تحت كلٍ تستوى أفراده) أحفظ هذه الكلمة لحين الوصول إلى ذلك

 بهذا تبين أن القياس الشمولى أو التمثيلى لا يجوزُ فى حق الله تبارك وتعالى بأى وجهٍ من الوجوه.

خلاصةُ هذه الطريقة أن هذه الطريقة أثبتت رباً وهو عينُ المطلوب وأثبتت له أسماً وهو الربُ وهو الخالق والمالكُ وهو القادر وهو الغنى أثبتت له صفات عليا من كل الوجوه فإنه عز وجلذو قدرةٍ القادر القدير المُقتدر وأنه غنىٌ عز وجلإلى هنا ينتهى الكلام عن أهل السنة فياترى ما موقف الأشاعرة من هذا الدليل ؟ أنا أخاف أدخل فيه أمر عليه مرور الكرام لذلك أُرجيه إلى المحاضرة القادمة أبين أن الأشاعرة تزعم أن السمع يعنى كتاب الله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لا يُمكن أن نثبت بالسمع وجود الله عز وجل  تصوروا نعم هذا منطوق كلامهم كما سيأتى إن شاء الله تعالى  فى المحاضرة القادمة 

أكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.