محاضرة 31

بطاقات دعوية

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.

 هذه المحاضرة هى الحادية والثلاثون من علم العقيدة،وذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ منها:-

  • ذكرتُ الدليل الخامس ألا وهو(إجماعُ الخلائق) على وجود البارى عز وجل .
  • ذكرتُ أن الملحدَ يكذبُ على نفسه وبينتُ ذلك من خلالِ قصةٍ لفرعون مع موسى عليه السلام.
  • كذلك بينتُ أن التدرجَ فى التشريع أسلوبٌ مُتبع.
  • ذكرتُ أن التدرجَ فى التبليغِ يجبُ أن يكونَ أسلوباً مُتبعاً.
  • بينتُ أن الرزقَ لا يُجلبُ إلا بتقوى الله تعالى والتوكل عليه.
  • بينتُ أن حقيقة اليهود والنصارى أنهم يؤمنون بوجود الله تعالى ولكن يكذبون على أنفسهم كما كذب فرعون ويكذبون على الناس.
  • بينتُ أن الحلالَ والحرامَ عبادةٌ فما أحله الله فهو الحلال هذه عبادة وما حرمهُ الله فهو الحرام هذه عبادة وأن الدين كلهُ عقيدةٌ وأما تقسيماتنا هذه عقيدة وهذا فقه وهذا سلوك وهذه أخلاق وهذه قصص كلُ هذه تقسيماتٌ إصطلاحية فلا يحلُ لأحدٍ أبداً أن يفصلَ بين أى شىءٍ من هذه الأجزاء وعقيدةِ المسلمين ومما لا شك فيه الفصلُ بين أى جزءٍ من هذه الأجزاء وعقيدة المسلمين هذا إرجاء صريح كما بيناه وسنبينهُ إن شاء الله تعالى فى مكانه.
  • بينتُ معنى (ثالث ثلاثة) وبينتُ الفرقَ بينها وبين قول نبينا صلى الله عليه وسلم (إثنان والله ثالثهما)
  • كذلك بينتُ فساد الحلف بهذه الصيغة والله العظيم ثلاثة على كلِ الإحتمالات فلا تصلُح أن تكون من باب التأكيد لا اللفظى ولا المعنوى بأى وجهٍ من الوجوه ولا من باب قصد الثلاثة والله العظيم ثلاثة أى والله العظيم والله العظيم والله العظيم ولا من باب قصد التركيب عياذاً بالله تعالى فهذا دينُ النصارى وليس دين نبينا صلى الله عليه وسلم وعليه بينتُ فساد أى بنيتُ على ما سبق أن من قال أنتِ طالق ثلاثة بأنها واحدةٌ بشرطِ بابها وسيأتى بمشيئة الله قريباً جداً نشر هذه محاضرات الطلاق بالتفصيل فإنها قريباً من خمسين محاضرة.

 إن شاء الله تعالى نكملُ الدليل الخامس ونبدء بقول المُصنف (حتى الثنوية) أى حتى الثنوية يقولون بوجود إله وهذا الإله له وصف كما يقولون حتى الثنوية الذين يقولون بالأصلين النور والظُلمة أى أن الثنوية أثبتوا إلهين إله النور وإله الظُلمة لم يُثبتوا شريكاً مع الله مماثل له فى جيمعِ الصفات فهم يعتقدون بأن إله النور هو الإله الذى يعبدونهُ وأن الإله الآخر وهو إله الظُلمة لم يُثبتوا شريكاً مع الله مماثل له فى جميعِ الصفات نعم أشركوا فى اللفظِ إله النور إله الظُلمة لذلك أقول الثنوية عياذاً بالله تعالى هم المجوس أثبتوا إلهين إله النور وإله الظُلمة وهم يُشعلون النار لأنهم يزعمون أنهم يساعدون إله النور للقضاء على إله الظُلمة ومما لاشك فيه هذا يدلُ على خفةِ العقول إله النور لو كان إلهاً هل يحتاجُ إلى مساعدة ؟

 هذا يدلُ على خفةِ العقول فإنه بمُجرد أن تنطفىء النار تعودُ الظُلمة كما هى لذلك يجبُ أن يٌنتبه لذلك ولكن هنا وقفة لابد منها النار تتكون من مادتين :-

مادةُ النور

ومادةُ الإحراق

لذلك لما ألقى المشركون إبراهيم عليه السلامفى النار فإن الله أبطلَ مادة الإحتراق وأبقى مادة النور

 لذلك المولى تعالى يقول (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [سورة الأنبياء:69]

 إذاً نزع منها ماذا؟

 مادة الإحراق التى قالوها فى الآية التى قبلها (قَالُوا حَرِّقُوهُ وَانْصُرُوا آلِهَتَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ فَاعِلِينَ) [سورة الأنبياء:68]

فرد الله تعالى (قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ) [سورة الأنبياء:69]

أنا قلتُ هذه القضية لما؟

 لأن الأشاعرة الضُلال لايُقرون بطبائع الأشياء ماذا يعنى لا يُقرون بطبائع الأشياء؟

لأنهم يقولون النارُ لا تحرق والسكين لا يقطعُ إذاً كيف حُرقَ هذا أى أن الله تعالى عند وجودِ النار أوجدَ الحرق العجب أنهم يقولون أن من قال بأن النارَ هى التى تحرقُ هذا كافرٌ عندهم جميعاً بلا أستثناء وأناأريدُ أن أُعودُكَ على شىء إن لم أذكر دليلاً لا تلتفت إلى كلامى ولابد وأن تُراجعنى هذه واحدة.

 ثانياً لابد وأن تراجع المعلومة التى قُلتها لك كفانا تسليم للمتكلم بكلِ ما يقول هذا سببٌ فى إضلال جيلٍ كامل من شباب المسلمين تعود أن تبحثَ عن كلُ النقولات التى أنقُلها لك فإن هذا فى غاية الأهمية فى طلب العلم انظر ماذا يقول الدرديرفى (الخريدة البهية ) اسمه احمد بن محمد العدوى يقول :-

والفِعلِ فالتأثيرُ ليسَ إلا ** للواحِدِ القَهَّار جلَّ وعَلا
ومن يَّقُل بالطَّبعِ أو بالعلَّةْ *** فذاكَ كُفرٌ عند أهلِ المِلَّةْ

من هم أهل الملة؟

يقصد الأشاعرة

ومن يقل بالطبع أى بطبائع الأشياء أنك عندما تضع السكينة على برتقالة وتضغط عليها السكين وقطعت أنت كافر عندهم قولاً واحداً فهؤلاء هم فعلاً أعظم فرق الإسلام تكفيراً للمسلمين بل إن من يُسموَّنَ بالتكفريين لا يُكفرون أبداً بمثلِ هذه الأمور عياذاً بالله تعالى وبالجملة انتبه لهذه قُلنا يانارُ هذه الياء تُسمى بياء النداء إذا قلتُ ياإبراهيمُ معناها أنادى إبراهيمَ فالسؤال لما قلتُ ياإبراهيم أنادى من يسمع أم لا؟

 من يسمع قوله تعالى (قلنا يانار)

 السؤال هل النار تسمع ؟

 الجواب نعم وإلا لما ناداها ؟

 ينادى من لا يسمع أمرٌ فى غاية الغرابة أنا أقولُ هذا الكلام لما؟

للردُ على هؤلاء الضُلال المتكلمين الذين يزعمون أنها لو تسمع لابد لها من أذن خارجية وأذن وسطى وأذن داخلية وصُماخ وإلى غيرِ ذلك من التُرهات التى يدَّعونها ويدعون معها أنهم من أهل العقل ثم قال المُصنف هؤلاء قالوا إن النورَ خلق الخير فمدحوه وإن الظُلمةَ خلقت الشر فذموها قلتُ من أجلِ ذلك يقولون بأن النورَ أكملُ من الظُلمةِ يقولون أن الظُلمةَ مُحدثة وبعضهم قال أنها قديمة يعنى بعض الثنوية قالوا النار قديمة يعنى إذاً هى إله وقالوا إنها مُحدثة أى أنها مخلوقة وبقىَّ السؤال من الذى خلقها؟

خلقها إلهُ النور؟

 علامةُ إستفهام لم ولن يستطيعوا أن يجيبوا عليها لذلك يقولون بأن الظلمَ عياذاً بالله تعالى لم تفعل إلا الشر وعليه فهى ناقصةٌ فى ذاتها ناقصةٌ فى صفاتها ناقصةٌ فى مفعولتها إذاً النورُ أكملُ أم الله؟

 حتى الثنوية لما أثبتوا إلهاً ليس هو الله تعالى أثبتوا أن هذا الإله ليس مثلَ الآلهة الآخرى عياذاً بالله تعالى أهل السنة يثبتون أن (اجماع الخلائق) وأقول الخلائق لا الأمة ولا الأُمم اجماع الخلائق فإن الملائكة الجن الإنس الجمادات الطيور المياه الحيوانات الزروع وغيرُ ذلك كلٌ يشهدُ بأن هناك رباً قال تعالى (كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه) إلى هنا ينتهى الكلام عن الدليل الخامس وهو

(اجماعُ الخلائق).

معنا الآن إن شاء الله تعالى الدليل السادس ألا وهو (القياسُ العقلىَّ ) سبق وأن بينتُ أنه لا يجوزَ البتة أن يُقال عرفتُ اللهَ بالعقلِ والسببُ فى ذلك أن الله تعالى عرفنا بنفسه فعرفناه هذه هى القضية من أولها إلى آخرها كما بينتُ ذلك فى الدليل (الاستدلال بالله على الله تعالى) وطالما أن الأمرَ كذلك لما الدليلُ السادس عنوانه هو (القياس العقلى) ؟

قلتُ القياس المرفوض شىء

 والقياسُ المقبول شىءٌ آخر

 فالقياسُ المرفوض هو القياس الذى بُنىَّ على العقل مجرداً على النقل أى عن النصوص الشرعية وقد بينتُ فيما سبق أن العقلَ ما هو إلا آلة يعملُ فى غيرها وهذا الغيرُ عندنا أعنى أهل السنة هو الوحى  أى عقولنا تعملُ فى الوحى وعند أهل الكلام عقولهم تعملُ فى وحى افلاطون وسقراط وبقراط واراسطو وغير ذلك من الزنادقة.

القياسُ المرفوض عياذاً بالله تعالى هو الذى يسوقُ العبد ويوصلهُ إلى جنس المطلوب لا إلى عينِ المطلوب وشتان جنسُ المطلوب قدرٌ مشترك ونحنُ لا نبحثُ فى القدر المُشترك فإنه لا أحد يشتركُ مع الله تعالى فى قضيةٌ كُلية لذلك رفضنا فيما سبق القياس التمثيلى والقياس الشمولى وقلنا هذا لا يجوزُ فى حقِ الله البتة أما القياسُ المقبول هو الذى يوصلُنا إلى عينِ المطلوب لذلك بان الفرقُ بين النوعين من القياس لذلك تجدُ أن القياس المقبول وهو القياس الصريح نسميه بالقياس الصريح لا يُمكن البتة أن يخالفَ نصاً صحيحاً ، إن علمتَ ذلك قلتُ يقولُ المصنفُ (وقد نبه الله سبحانه وتعالى العقول بأن العقلَ يثبتُ الربَ فقال تعالى (أم خُلقوا من غيرِ شىءٍ أم هم الخالقون أم خلقوا السماوات والأرض بل لا يوقنون) آيتان من سورة الطور)

 قلتُ لنا وقفة هنا مع هاتين الآيتين قلتُ :-

أولاً القسمةُ التى لا تقبلُ النقض بأى وجهٍ من الوجوه ما سأقوله الآن أن الذى خلقك واحدة من ثنتين إما شىءٌ خلقكَ إما خُلقتَ من غير شىءٍ ؟

وقطعاً غيرُ الشىء لا يكونُ إلا العدم وقطعاً هنا وقفة فى غاية الخطورة إذاً الذى خلقكَ إما هو العدم إما هو شىء ثم هذا الشىء واحدة من ثنتين إما أنك خلقتَ نفسكَ إما أن غيرك خلقكَ إذاً آلت القسمة إلى ثلاثةِ إحتمالات :-

الإحتمالُ الأول / أن العدمَ هو الذى خلقك

الإحتمال الثانى / أنك خلقتَ نفسكَ

الإحتمالُ الثالث / أن من خلقكَ غيرُكَ عوداً إلى هذه الآية العظيمة قال تعالى

(أم خُلقوا من غيرِ شىءٍ)

أم هذا استفهام استنكارى بل فيه تقريع وفيه توبيخ والله فيه بحثٌ رهيب ولكن أذكرُ كلمةً على عُجالة لا يصحُ أن يُقال أنها بمعنى بل التى تفيدُ الاضراب فإن الحروفَ لا يحِلُ بعضُها محِلُ بعض كما سيأتى فى مكانه إن شاء الله تعالى فالآية هنا صُدرت بماذا؟

أم وهذا استفهام استنكارىَّ تضمن توبيخاً وتقريعاً إذاً تبين أن ما بعدها باطل هيا ننظر (أم خُلقوا من غيرِ شىءٍ)

 قُلنا غيرُ الشىء الذى هو ماذا؟

 هو العدم إذاً قوله (أم خُلقوا من غيرِ شىءٍ) هذا باطل بنص كتاب الله تعالى .

ثم قال (أم هم الخالقون)

وأيضاً هذا استفهام استنكارىَّ تضمنَ تقريعاً وتوبيخاً ويدلُ على أنهم لم يخلُقوا أنفسهم وأن هذا الإحتمال إحتمالٌ باطل إذاً ما بقىَّ عندنا إلا الإحتمال الثالث أنك خُلقتَ من غيرك لو وقفنا إلى هنا لا فرق بين كلامِنا وكلامِ من؟

 المتكلمين ، لأننا لما قُلنا الذى خلقكَ غيرُكَ من هذا الغير؟

 ما اسمه؟

 ما وصفه؟

 لا يدلُ على ذلك بأى وجهٍ من الوجوه إذاً وصلنا إلى الآن إلى جنس المطلوب وهذا هو دين الأشاعرة ومن تحتهم لذلك تُفاجىء بأن الله تعالى  حولنا من جنس المطلوب إلى عين المطلوب فقال بعدها مباشرة (أم خلقوا السماوات والأرض)

 طيب انظر إلى هذه الآية الله تعالى يستنكرُ عليهم أنهم خلقوا السماوات والأرض هل هؤلاء يعلمون أن خالق السماوات والأرض هو الله؟

 قطعاً لذلك يقول المولى تعالى (ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله)

 إذاً تحول الناتج من جنس المطلوب إلى عين المطلوب كيف؟

كما أنكم تعتقدون بأن خالق السماوات والأرض هو الله إذاً هذا الغيرُ الذى خلقكَ هو اللهُ تعالى  وأخصُ بالذكر أن خلق السماوات أكبر من خلق ماذا؟

من خلق الناس بنص كتابِ الله تعالى فتبين الفارقُ الرهيب بين عقولِ أهل السنة وعقول المشركين وعقول المبتدعة الضُلال من الزنادقة والملاحدة والصابئة والمناطقة والفلاسفة وغير ذلك وصدق الله تعالى إذ يقول(لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ) [سورة الأنبياء:22]

 بل هذه الآية والله تُثبتُ أيضاً أن الله تعالى مخلوق

أقرء (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)

تدلُ أيضاً هذه الآية على وجود البارى لأن الإله لو كان إلهين للزم الآتى:

 إما أنهما يتفقان وإما أنهما يختلفان فالإحتمال الأول باطل ولا ريب لما؟

لأن الإتفاقَ ممتنع لأنه لا يُتناسب مع اسم الإله كيف تكون إله وتنتظرُ إتفاق مع إلهٍ آخر؟

فإن الله تعالى حكمَ بأن الآلهة لو تعددت لا يُمكن أن تتفق بل ستفسد السماوات والأرض الإتفاقُ فى كلِ شىءٍ يلزمُ شيئاً واحداً أن الآمرَ واحدٌ والآمرُ الواحد هو الله تعالى  إذاً بطُلَ أنهما يتفقان وأما الإحتمالُ الثانى أنهما اختلفا وهنا تتولدُ ثلاثُ حالات لا رابعُ لها:-

الحالة الاولى/ أن يفعلَ كلُ إلهٍ ما يريدُ فى الشىء الواحد يعنى ماذا؟

 الإله الاول يريدك أن تنام والإله الثانى يريد منك أن تكون مستقيظ فى نفسِ الوقت هذا جمعٌ بين متناقضين وهذا ممتنعٌ عند جميعِ العُقلاء لا يصلحُ البتة أن أقول لك مثلاً أنا رافع يدى وفى نفس الوقت أنا يدى على جنبى هذا ممتنع هى واحدة من ثنتين إما إنها مرفوعة وإما إنها دون ذلك.

الحالة الثانية/ ألا يفعل كلُ إلهٍ ما يُريدهُ فى الشىء الواحد يعنى ماذا؟

يعنى يوجد شىء الإله هذا لم يفعل فيه وهذا لم يفعل فيه إذاً فى حقيقة الأمر هذا الذى لم يُفعل فيه استقل بذاته ومشيئته وإرادته فتولد إلهٍ ثالث فبطلت هذه الحالة.

الحالة الثالثة / أن يفعلَ أحدُهما ويعجزُ الآخر فالذى فعلَ هو الإله المُستحق للألوهية والذى عجزَ لا يجوزُ أن يُوصف البتة بالألوهية فإن الله تعالى لا يوصف بذلك البتة.

قلتُ أيضاً أوضحُ هذه القضية من طريق القياس العقلىَّ كما ترى وصلنا من الآيتين إلى عين المطلوب آيهُ سورة المؤمنون قال تعالى (مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ)

[سورة المؤمنون:91]

قوله تعالى (وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ)

يُبين أنه يستحيلَ أن يتفِقا كما بينتُ فى الآية السابقة قلتُ فلو كان مع الله تعالى إلهٌ آخر فهنا حالتين:

الحالة الأولى / كما قال تعالى (لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ) له أرض تخصه وله سماءٌ تخصه وكفى بالواقعِ شهادة على بطلان هذا الإحتمال.

الحالة الثانية / قال تعالى (وَلَعَلَا) لطلب كلُ إله أن يعلو على الآخر ولازمُ ذلك أن يوجد طلب للعلو أن يوجدَ قاهرٌ ومقهور فالقاهر هو الإله مما لا شك فيه والمقهور لا يستحقُ أبداً أن يكونَ إلهاً لأنه وُصف بالعجزِ نسأل اللله السلامة والعافية.

والذى يؤكدُ ما سبق وهذا دليلٌ رابع آيةُ سبأ وهذه الآية سنقفُ معها وقفات منها قال تعالى

(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ) [سورة سبأ:22]

 انظر إلى هذه الآية العجيبة

(قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ)

ادعوا أى أحد تعبدونه من دون الله انظر ماذا يقول المولى تعالى؟

نفى عن أى أحدٍ ثلاث أوصاف :

الوصف الأول / الإستقلال بالمِلك فقال تعالى (لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ)

إن كان لا يملكون مثقال ذرة التى لا ترى لا أقصد الذرة التى نعرفها كيميائيا لا الذرة الشىء الصغير جداً جداً جداً

إن كان لا يملكون ذلك مما لا شك فيه لا يمُلك ما فوقه هذه واحدة.

 ثم قال (وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ)

حتى هذه الذرة أنتم لستم شركاء فيها يبقى إذاً نفى عنهم :-

أولاً / الإستقلال بالملك

ثانياً/ نفى عنهم الشركة فى هذا المِلك

ثم تأتى الثالثة الإعانةُ على إدارة هذا المِلك

لذلك قال (وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ)

 إذاً الله تعالى استقل بالمِلك هذه واحدة ليس لأحدٍ معه شركٌ فيها ولا أحداً يعينهُ على إدارةِ هذا المِلك الذى يمتلكهُ الله تعالى

 إذاً الربُ بنصِ الآية لا يكونُ رباً بأى حالٍ من الأحوال إلا إذا توفرت فيه هذه الشروط الثلاثة :-

أن يستقلَ بالمِلك، وانتفاءَ الشريك ، وانتفاء المعين

 وحيثُ أنه تعالى  قصر وحصر هذه الأشياء الثلاثة فيه فلا يدعى أحدٌ شيئاً منها تعين وجود الرب تعالى  المتصفُ بماذا؟

بالقدرة التامة والعلم التام والحكمةُ التامة على تفصيلٍ إن شاء الله تعالى يأتى فى مكانه.

 فى الحقيقة هنا تنبيهٌ لابد منه ألا تلحظ بعدما نفى الله تعالى  عن أى أحدٍ الإستقلال بالملك أو الشراكة فى المِلك أو الإعانة على إدارته إذا به تعالى  يقولُ فى الآية التى بعدها مباشرةً (وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ) [سورة سبأ:23]

فياترى ما مناسبةِ هذه الآية لما سبق أنا أريدُ أن أقفَ وقفةً هنا حسابية ما معنى الشفاعة ما معنى تشفعنى؟

سأقول لك أنا دخلت عليك فأنا وتر فلو قلتُ لرجلٍ آخر تعالى ادخل معى عندك فهذا شفعنى وصلت طيب هذه مسألة سهلة الآن ولكن أنا أريدُ أن أوصلها لك بطريقة آخرى لو عندى ثلاثة أفراد (س و ص وع)

(س) رجل له هيبة ومن الأعيان ومن المُلاك ومن كذا وكذا

وعندى رجل (ص) موصوف بنفس الوصف إذاً ممكن (ص) هذا يدخلُ على (س) هذا أم لا؟

 من الممكن أن يدخل عليه من الممكن أن (س) تسمع (ص)؟

 نعم ، من الممكن أن تسمع من الممكن أن تلبى له طلباً ؟

 من الممكن أن تُلبى له طلبه جاء الرجل (ع) الفقير الذى لا يأبه له مصلحة عند (س) فجاء إلى الرجل (ص) تدخل معى عند (س) ؟

 فشفعه حتى يُحقق مصلحة (ع) من (س)

 وصلت هذه المعلومة فأنت إن أردتَ أن تشفعَ لغيرِكَ عند الله تعالى أنا أسألك أنت تستقل بالِملك؟

 الجوابُ لا شريك ؟

 الجوابُ لا معين ؟

 الجوابُ لا وصلت إذاً لا يَصحُ أبداً أن تدخلَ معه شافعاً عند الله تعالى لأن الله هو الخالق وأنتَ المخلوق لأن الله هو الغنىَّ والغنى وصفٌ لازم لنفسه أما أنتَ فأنت المخلوق والفقرُ وصفٌ لازم لنفسِك لا لشىءٍ فقدته كما أن الله تعالى غنىٌ والغنى وصفٌ لازم لذاته لا لمُلكِه فهل ملكه أمرٌ آخر.

 إذاً فى حقيقة الأمر قولهُ (وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)

 يتبينُ أن الشفاعةَ نوعان

النوع الأول / شفاعةٌ بدونِ إذن وهذه هى التى نفاها الله تعالى.

النوع الثانى / شفاعةٌ بإذن وهذه هى التى اثبتُها الله تعالى.

أنا أقولُ هذا الكلام لما؟

لأن أهلَ الكلام وأخصُ بالذكر الوعيدية وأخصُ بالذكر المعتزلة وبالمناسبة عامةُ الأشعرية فى هذا الزمان هم مُعتزلة شاءوا أم أبوا ينفون الشفاعة جملةً وتفصيلاً واحد يقول لى ما هى المشكلة فى ذلك؟

 المشكلة فى ذلك كبيرة جداً.

 لذلك هم يقولون بأن أصحاب الكبيرة ماذا؟

إن ماتوا وإن لم يتوبوا مصريين عليها دخلوا نارَ جهنم بل يكونون خالدين مخلدين فيها أبداً إذاً لا تنفُعهم شفاعة وصلت؟

 فهذا ربطٌ بين مسألتين فى غايةِ الخطورة العجب لو سألتَ هؤلاء من أين جئت بأن الشفاعةَ منفية؟

 استدل بهذه الآية (وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)

 قُلنا سبحان الله ما فائدة هذا الإستثناء؟

 يقول قد لا يتحققُ قلتُ سأتى لك بآياتٍ تثبتُ الشفاعة صراحة فياترى ماذا أنتم فاعلون؟

 لذلك يقولُ المولى تعالى (يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) [سورة طه:109]

 إذاً الرحمن سيأذن لبعض الناس مما لا شك فيه بنصِ الآية ورضىَّ له قولاً

 وقال تعالى الآية السابقة(وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ)

 إذاً هناك مأذونٌ له سيشفع ومن هنا تظهر قيمةَ هذا الفهم نبينا صلى الله عليه وسلمفيما رواه ابو داوود عن أنس وغيره (شفاعتى لأهل الكبائر من امتى) يعنى ما معنى ذلك؟

قد يشفعُ النبى صلى الله عليه وسلم لبعضِ مرتكبى الكبيرة ولا يدخلُون النارَ أبتداءاً هذه واحدة وقد يدخلون النار فيشفعَ لهم قبل أن يكتملَ العذاب فيخرجون إذاً الذين بقوا من؟

 الذين لم تشملُهم الشفاعة سيعذبون على قدرِ ذنوبهم ثم يخرجون وهذا هو مذهبُ أهل السنة والجماعة قاطبةً لذلك أؤكد هذا المعنى الحديث الذى رواه الترمذى عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه حديث طويل حديثُ الموقف يقول النبى صلى الله عليه وسلم (فيفتحُ الله على بمحامد لا أحصيها الآن –يعنى يحمدَ الله عزوجل بأسماءٍ وصفات لا يدريها الآن- فيقولُ الله عز وجل يامحمدُ أرفع رأسك –لأنه كان ساجداً عند العرش- وأشفع تُشفع )

هذا هو الإذن

( إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا)

 بل العجب أن الشفاعةَ لأُناساً مثل الشهيد مثلاً كما روى أبو داوود عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال قال صلى الله عليه وسلم ( يشفعُ الشهيد فى سبعين من اهل بيتهِ ) قلتُ والله بل الشفاعة لآحادِ الناس ليس نبياً وليسَ شهيداً بل هو دونَ ذلك والحديثُ واضح عند أحمد عن ابى أُمامة الباهلى  قال صلى الله عليه وسلم (ليدخُلن الجنة بالشفاعة رجلاً ليس بنبى مثل الحيين ربيعةَ ومُضر ثم قال صلى الله عليه وسلمبعد قصة – إنما أقولُ ما أُقَول ) إذاً هذه مسألةَ الشفاعة وستأتى إن شاء الله تعالى فى محِلها بشىءٍ من التفصيل، قلتُ قال المصنف هنا أيضاً ( وكذلك بطريق الأولى ) بمناسبة أننا تكلمنا عن القياس العقلى وأنه يختلفُ عن قياس أهل البدع قال ( وكذلك بطريق الأولى الذى يُسمى بقياس الأولى وقد أثبتنا فيما سبق قياس الأولى

(فلا تضربوا لله الأمثال ) وفى الآية الآخرى (وله المثلُ الأعلى ) إذاً معنى الآية ولا تضربوا لله الأمثال إلا المثل الأعلى

والأمثال هى الأقيسة وكذلك بطريقِ الأولى نثبتُ وجودِ الرب تعالى  بأن نقول السحابُ مخلوق والنبات مخلوق والإنسان يفتقُر إلى من؟

 إلى الماء وإلى النبات

إذاً فالإنسان مخلوق من باب أولى إذاً لابدَ من وجودِ خالق عز وجل  وقد بينتُ قياس الأولى عندما تكلمنا عن الدليل الأول عند أهل السنة ألا وهو الشرع .

ثم قال المصنف هنا (وكذلك إنكارُ الفاعل يرفضهُ الصبيان ضرورةً)

 قولاً واحداً وأنا والله طبقتُ هذا بنفسى يعنى لو نفرض ضربتُ طفلاً خلسةً فنظر خلفه فلم يجد أحداً خلفه ووجدك بجواره ما ظنُكَ بهذا الطفل الصبىَّ لابد وأن يلصقَ بك التُهمة ولابد فإن لكلِ فعلٍ فاعل لذلك أنا جربتُها لنفسى فى ابنى (اسلام) كان لديه تقريباً سنتين ونص تقريباً وكان يجلس بجوارى فضربته على كتفهِ البعيد بيدى فنظر خلفه لم يجدَ أحداً سكت ضربته مرة ثانية سكت ضربته ثالثاً فضربنى بالقلم قولاً واحداً هذه هى الفطرة السليمة هذه هى الفطرة السليمة لا يُمكن أن يحدثَ فعلٌ بلا فاعل ولكن مما لا شك فيه الفعلُ قد يكونُ فعلاً لازماً وقد يكونُ فعلاً متعدياً فلازم تقول أكلتُ مثلاً والمتعدى كأنك تقول (كتب محمدٌ الدرس) فالمفعول لابد له من فاعل وكذلك المخلوق لابد له من خالق وهو الله تعالى  وقد سبق أن من يُنكرَ وجود الرب هذا منطوق لسانه وحقيقةُ أمره أنه يُقرُ بذلك كما أنكرَ فرعونُ وجود الرب بل أدعى أكبرَ من ذلك وأدعى أنه هو الرب وأدعى انه هو الإله وحكى الله عز وجل  عن موسى أنه قال (لقد علمتَ أى يافرعون ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر)

إلى هنا تم الكلام عن أدلةِ إثبات وجود الرب عز وجل  عند أهل السنة والجماعة وكما ترى هذه أدلة كثيرة ولكن قبل المغادرة إلى الدليل اليتيم عند المتكلمين والذين وصلوا به إلى جنسِ المطلوب لا إلى عينِ المطلوب يجدُرُ الإشارة إلى الآتى:-

أولاً/ قبل أن ندخل لأنى فى الحقيقة سأتكلم كلام هو من الخطورة بمكان فى المحاضرة القادمة أقولُ لا يحلُ لك أن تقرأَ فى كُتبِ أهل الكلام قولاً واحداً أولاً أنتهى من هضمِ مذهبِ أهل السنة والجماعة هضماً تاماً هذه واحدة.

ثانياً / قراءة نقد مذاهب المتكلمين فإن الناقدَ وأخصُ بالذكر ابن تيمية وابن القيم سيوقفك على ثغراتهم إذاً المرحلة الثالثة قراءتها بعد ذلك مضيعة للوقت وقد سئُل شيخُنا  محمد الامين صاحب (حدائق الروح والريحان) قال أضعتُ فيه عشرين سنة ولم أخرج بشىء ،نعم الجواب لم ولن تخرج بشىء وقد ندِم الكبارُ منهم كما سيأتى الرازى وندم ابو حامد وندم الجوينى وأبو الحسن الأشعرى من قبلهم إلى غير ذلك ما سيأتى.

الإشارة الثانية / احذر ألفاظ وعبارات أهل الكلام مرة ثانية أُناس كُثر يقرأون لأهل الكلام كأنهم مثلاً يقرأون للأشاعرة ويقولون أن الأشاعرة تثبت الصفات السبعة صافت المعانى ونحتوا منها سبع صفات سموها الصفات المعنوية لم يُثبتوا شىء لأن هذا يُوهم أنهم اثبتوا سمعاً كما نثبته نحن وهذه كذبة كبيرة هم لم يُثبتوا شيئاً بمدلول ما أثبتناه فهذه كذبة كبيرة نسألُ الله السلامة والعافية، فإن كان ذلك فى الأشاعرة الذين يُثبتون بعض الصفات بمدلولهم فما بالك بمن تحتهم عياذاً بالله تعالى لأنهم يقصُدون بهذه الألفاظ وتلك العبارات غيرُ ما يقصدهُ أهل السنة والجماعة.

الإشارة الثالثة / جميعُ أهل الكلام دينهم التقية بل هم أشرُ من الشيعة والزنادقة فى هذا الباب وسأذكرُ كلاماً لأبن قدامة عن هذه الجزئية فى المحاضرة القادمة.

الإشارة الرابعة / يتوهمون –أى أهل الكلام- ثم يرمون اهل السنة بما توهموه يتوهمون التجسيم ثم يقولون أهل السنة يجسمون.

الإشارة الخامسة / ينقلون خطـأً عن أهل السنة قولاً واحداً.

الإشارة السادسة / يكذبون كثيراً على أهل السنة وقد ذكرتُ فى البدايات كذبة ابن بطوطة على ابن تيمية.

الإشارة السابعة / يتقربون إلى الحكام لإرضائهم وهم غيرُ صادقين فإنهم يُكفرون الحكام ويُجوزون الخروج عليهم حال تطبيقهم للشرع لمجرد الفسق فى نفسه وهذه خطيرة كالمعتزلة مثلاً فما بالك إن كان لا يُطبق الشرع أصلاً وهم يتقربون إليه لإرضاءه العجب أنهم يُقلبون الحكام على أهل السنة والجماعة بعضُ المبتدعة يُكفرُ بعضاً ويصفوا بعضاً بالضلال ولا أثرَ لذلك عند أهل السنة والجماعة قولاً واحداً.

الإشارة الثامنة / يبذلون كل جهدهم لتولى المناصب مما كلفهم من دينهم الكثير وغير ذلك الكثير وأؤكدُ أن الأشاعرة الآن

أولاً / هم الأقرب إلى المعتزلة أنا أدرى أن أبا زهرة قال ( أن الماتردية هم الأقرب إلى الإعتزال ) قد يكونُ فى عهده نأما الآن فإن الأشاعرة هم هم المُعتزلة.

ثانياً / ان أهل السنة يقولون عن الأشاعرة أنهم من أهل القبلة ولكنهم من أهل الوعيد كما بينتُ ذلك آنفاً ، أنهم يُكفرون أهل السنة بل يُكفرون عوام الناس شاءوا أم أبوا وقد بينتُ طرفاً من أصولهم فى كتابنا الوجيز وفى خمسة وأربعين محاضرة مسجلة على الموقع.

نقفُ هنا ونقول إلى طريقة أهل الكلام لإثباتِ وجود الله تعالى .

أكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.