محاضرة 22

بطاقات دعوية


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهدُ أن محمدًا عبده ورسوله.
 هذه المحاضرة هى الثانية  والعشرون من علم العقيدة ، ذكرتُ فى المحاضرة السابقة عدة أمورٍ أذكر ُمنها:-
 بينتُ أصولُ المعتزلة الخمسة وهى (( العدل والتوحيد وإنفاذ الوعيد والمنزلة بين المنزلتين والأمرُ بالمعروف والنهى عن المنكر).
 كذلك بينتُ الفرق بين (يفترقان ) و (يتفرقان ).
 كذلك بينتُ معنى الباء فى بسم الله.
 وكذلك بينتُ مأخذ لفظ اسم.
 وبينتُ أيضاً العلاقة بين الاسم والتسمية والمسمى.
 وبينتُ العلاقة بين الاسم والمسمى  فمن قال بأن الاسم هو المسمى ، هذا باطلٌ قولاً واحداً ،ومن قال بأن الاسم غير المسمى كذلك هذا باطلٌ ، أما الاسم للمسمى فهذا هو منطوقِ الكتابِ والسنة.
  كذلك بينتُ معنى قوله تعالى ( مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا) [سورة يوسف:40]
 كذلك بينتُ الإيمان وأنه يتكونُ من أجزاء ويجبُ علينا أن نتعرفَ على رتبةِ كل جزء فالأجزاء ليست سواء ، منها الركن ومنها الواجب ومنها المستحب ، بينتُ كيف تكتشف ركنية الجزء .
واليومَ إن شاء الله تعالى نبدأُ فى كيفية بيان أن الجزءَ هذا واجبٌ من واجبات الإيمان 
أولا / توجد طُرق كثيرة 
الطريقةُ الأولى : نفىُ الذات عند غياب هذا الجزء بغيرِ لا النافية للجنس لأن لا النافية للجنس يعنى ما سُلطت عليه لا وجود له أصلاً ، فإذا قال الله تعالى(لاصلاة إلا بأمِ الكتاب) ، إذاً الصلاة اصلاً غير موجودة لا أعنى الصلاة الشرعية قد تكونُ هيئة موجودة ولكن ليست هى الشرعية المطلوبة ، ومن أمثلةِ ذلك الحديث الذى رواه احمد والشيخان عن أنسٍ رضي الله عنه  قال : قال الله تعالى(لايؤمنُ أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين ) 
انظر لا يؤمن فلا هذه هى النافية وليست النافية للجنس لأن أصل لا النافية للجنس لاتدخلُ على الأفعالِ إبتداءاً هى لا تدخل إلا على الأسماء النكرة على تفصيل معروف فى مكانه.
وأيضا من أمثلةِ ذلك ما رواه أحمد والشيخان أيضاً عن أنسٍ رضي الله عنه  قال :
 قال الله تعالى(لايؤمنُ أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) 
أيضاً هنا لا هى النافية فقط وليست النافية للجنس ، لذلك فيما سبق بينتُ أن الإيمان المنفىُ هنا هو الإيمان المطلق الذى هو قسيمُ الإسلام يعنى (لا يؤمن) أى فقد رتبة الإيمان ولكن سقط فى رتبة الإسلام وليس الموجودُ هنا مطلق الإيمان الذى هو عياذاً بالله قسيمُ الكفر ، فهذه طريقة سهلة جداً لمعرفة أن ما تسلط عليه هذا النفى مما لاشك فيه واجب من واجبات الإيمان ، انظر ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه ) إذاً حبُ رسولِ اللهِ رالله تعالىهذه منزلة وتقديم حبه على حب نفسك وحب الوالد والولد هذه منزلة أرفع ، هذه المنزلة الأرفع مما لا شك فيه من أوجبِ الواجبات على المسلم ، كذلك معنا الحديث الآخر (لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ) إذاً هذه الرتبة بأن الإيمان المنفى سُلط على شىءٍ معين ، إذاً من أحب لأخيه ما يُحبَ لنفسه ، إذاً حقق الإيمان بحسبِ ما جاء به من الرتبة ، ولكن إن عياذاً بالله تعالى أحب لنفسه مالا يحبُ لأخيه فقد سقط منه رتبة الإيمان بحسبِ هذه الجزئية.
الطريقة الثانية صحةُ الجبرِ عند فوات المحلِ 
يعنى إيه؟
يعنى الركن لايُجبر أصلاً 
إنسان لا سمح الله لم يقرأ الفاتحة ، إنسان لم يركع فى الصلاة ، لم يسجد فى الصلاة ، هذه الركعة باطلة قولاً واحداً ، لأن الركنَ لا يُجبر بأى وجه ، لابد وأن تأتىَ به ، ولكن لو جدتَ جزءاً من الأجزاء ثبت بنصٍ شرعى أنه يُجبر، عُلم يقيناً أنه من واجبات هذه الذات ، فإن كنتَ تتكلم عن الصلاة إذاً هى واجب من واجبات الصلاة ، وإن كنت تتكلم عن غير ذلك كالإيمان فهو واجب من واجبات الإيمان ، لذلك أضربُ مثالاً سريعاً على الصلاة روى أحمد رحمه الله عنه  عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه  قال : 
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( إذا قام أحدكم من الركعتين فلم يستتم قائماً فليجلس، فإن أستتم قائماً فلا يجلس ، ويسجدُ سجدتين للسهو)
انتبه هنا إذا قام أحدكم من الركعتين أى بعد الركعة الثانية قمت من السجدة الثانية من الركعة الثانية فقمت فأعتدلت ولم تجلس لقراءة التشهد فعندنا حالتين 
الحالة الأولى / إما أنك قمت ولم تستتم قائماً ففى هذه الحالة النص يقول فليجلس مباشرة وتقرأ التشهد ولا شىء عليك .
الحالة الثانية / إن استتم الرجل قائماً لا يحلُ له أن يجلس قال رالله تعالىفلا يجلس ، فلا هنا هى الناهية والنهى كما لا يخفى عليكم يقتضى البطلان عياذاً بالله تعالى يعنى يقتضى التحريم والتحريم يقتضى البطلان إلى آخره ، انظر فلا يجلس ويسجد سجدتين للسهو ، أى يسجد قبل السلام فى نصوص آخرى قد بينتها فى كتابنا ( كفاية الأخيار فى سجود السهو).
(فلا يجلس ، ويسجدُ سجدتين للسهو) إذا ً فى حقيقة الأمر هذا جبر طالما أن هذه الجزئية جبرت ،إذاً التشهد الأوسط من واجبات الصلاة وليست من سنن الصلاة كما زعم بعض الفقهاء ، قطعاً لو أستتم قائماً وجلس صلاته بطلة قولاً واحدةً على تفصيل قد بيناه.
فهاتان طريقتان لبيان واجبية جزء معين من ماهيةٍ ما. 
طرق تحديد أن الجزء المعين مستحبٌ من مستحبات هذه الذات ، طيب لدينا طرق كثيرة جداً 
الطريقة الأولى / وهى أسهلهم ألا ينطبق عليه طريقة من طرق مرتبتى الركن ولا الواجب ، فلم يُطلق الكل على الجزء ولا الجزء على الكل ولم يُنفى بلا النافية العادية وليست للجنس ولا يُوجد له جبر فهذه طريقة سهلة إذاً من المستحبات كأن إنسان مثلاً لم يضع اليمنى على اليسرى فى الصلاة فمما لا شك فيه لا ندرى نصاً شرعياً قال بالجبر بأنه مثلاً يسجد سجدتين لم يحصل هذا الكلام فدل على أن هذه الجزئية من المستحبات .
الطريقة الثانية / لا يصح نفى الذات عند غيابه وهذه فى منتهى الخطورة ومثالُها واضحٌ جدا رفع الثوب إلى نصف الساقين أنتم تعلمون أن رفع الثوب يعنى إلى الكعب ( كما فى الصورة المرفقة ) يستحيل أن ينزل الثوب تحت الكعبين فإن نزل فأعلم أنها كبيرة قولاً واحداً.

 


ولكن انظر النبى رالله تعالىيقول ( أزرة المؤمن إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين )
يعنى عندنا العظمتان الناتئتان إلى نصف الساق ، أزرة المؤمن إلى نصف الساق ولكن قال لا جناح بين نصف الساق إلى الكعبين ، إذاً من أنزل الثوب فى هذه المسافة النص يقول لا حرج لا جناح فتبين يقيناً أن نفى الإيمان عند غيبه تعين أنه من المستحبات فلم يثبت قط أن الشارع نفى الإيمان عند غياب هذه الجزئية بأى وجهٍ من الوجوه .
الطريقة الثالثة / عدم الجور عند فوات المحل وهذه كثيرة جداً نأخذ مثالاً مثلاً فى الحج كمن ترك المبيت فى منى ،فمن تعجل فى يومين فلا أثم عليه ، ومن تأخر فلا أثم عليه ، اليومين واجب وإذا جاء عصر اليوم الثالث ولم تخرج يجب أن تجلس اليوم الثالث وهذه لها تفصيلها معروف.
الطريقة الرابعة / وهى فى غاية الدقة متى ذُكر شىء معين أو جزئية معينة ثم ذُكر فضل من يفعلُ ذلك فأعلم أن هذه الجزئية سنة فإذا ذُكر فضل الإيمان عند جزئية معينة فأعلم أن هذه الجزئية من مستحبات هذا الإيمان ، انظر مثلاً كمثال سريع  الحديث الذى رواه ابن حبان عن ابى هريرة رضي الله عنه  وهو فى الصحيحين بأطول من هذا اللفظ ( بينما رجلٌ يمشى بطريق وجد غصن شوكٍ على الطريق فأخره فشكر الله له فغفر له ) انظر هذه الفضيلة فتبين أن تنحية هذا من الطريق من السنن وليست من الواجبات قد يقول القائل قد توجد صورة من الواجبات قلنا نعم ولكن بمعطيات آخرى غير هذه المعطيات التى فى مسألتنا.
 المهم أن الإيمان بالله يتضمنُ ثلاثة أجزاء ولكن الأجزاء التى سأتكلم عنها هذه أركان قولاً واحداً ، لذلك أذكرها على سبيل الإجمال أولاً ثم أُفصلُ كل جزئية.
فالجزءُ الأول من الإيمان أن نؤمن بأن الله هو ربُ كل شىءٍ ومليكهُ فهو الخالق تبارك وتعالى وهو الرازق وهو المحيى وهو المميت فهذا ركنٌ من أركان الإيمان 
بل العجب أن هذا الركن كان متوفر فى مشركى العرب 
، كانوا يؤمنون بأن الله هو الخالق 
، كانوا يؤمنون بأن الله هو الرازق 
، كانوا يؤمنون بأن الله هو المميت 
، أما جزئية المحيى فكثير منهم كان ينكرها كما جاء فى سورة  يس 
، إذاً الجزء الأول أن نؤمن بأن الله هو ربُ كل شىءٍ ومليكه على التفصيل السابق .
الجزء الثانى فى غاية الأهمية وهو أن نؤمن بأن الله هو المعبود بحق لا إله إلا هو سبحانه وتعالى أى لا إله إلا الله معناها لاإله معبود بحق إلا الله تعالى  وهذه هى الجزئية الثانية.
الجزئية الثالثة أن نؤمن بأن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى له الصفات العلى أنه منزهٌ سبحانه وتعالى عن كل النقائص والمعائب إلى آخره.
لو نظرت إلى هذه الأجزاء الثلاثة صح أن نقول أن الإيمان تضمن ثلاثة أجزاء ومعنى تضمن أى جزء من الشىء يعنى لو قلنا كلامُك تضمن مدحاً ، إذا المدحُ جزءٌ من كلامك فقولنا الإيمانُ يتضمن ثلاثةُ أجزاء أى ثلاثة أركان كل ركنٌ من هذه الأركان لو سقط ركنٌ منها كارثة من الكوارث مما لا شك فيه ، فنريدُ أن نقف على كلُ جزئية من هذه الأجزاء ونتكلمُ عنها بشىءٍ من التفصيل .
الجزئية الأولى أن نؤمن بأن الله تبارك وتعالى هو رب كل شىء ومليكه ؛ فكما سبق هو الخالق وهو الرازق وهو المحى وهو المميت وهذا ما يُسمى بتوحيد الربوبية وقد بينتُ فى المقدمة أن تقسيم التوحيد إلى ثلاثة أقسام هذا منصوص الكتاب ومنصوص السنة ومنصوص إجماع أمة محمد رالله تعالىوبينتُ كذب وإفتراء من زعم أن ابن تيمية هو اول من قسم هذا التقسيم وقد سبقه العشرات من كبار أهل العلم منهم أبو حنيفة وغيره ، الذى يبين هذه الجزئية كما سبق أن الله تعالى  يقول (الحمد الله رب العالمين)
فهذه تبين أن العالمين من أولهم إلى آخرهم لهم رب  والعالمين صورتها جمع مذكر سالم ولكن لا تُعرب أبداً بجمع المذكر السالم ولكن تُعرب ملحق بجمع لمذكر السالم لما؟
لأن جمع المذكر السالم لابد وأن يكون علماً أو صفة والعالم لا هو علم ولا صفة على تفصيل بيناه فى علم النحو 
فالآية تبين أن للعالمين رباً وهذا الربُ هو الله لأن الآية صدَرت الحمد لله أى الحمدُ مستحقاً لله تعالى  من هو ؟ ربُ العالمين وهذه مسألة كبيرة ستأتى فى باب الإلزام ، كما قُلتُ أن العالمين ملحقة بجمع المذكر السالم فالله تعالى  هو ربُ عالم الملائكة وربُ عالم الجن وربُ عالم الإنس وربُ عالم الحيوان والنبات والجماد وغير ذلك فجميعُ العوالم مما لا شك فيه ربها الله تعالى  ، لذلك نقولُ بأن الله تعالى  رب كل شىء وهذا خلاصة الكلام وعليه ما سوى الرب فهو مربوبٌ قولاً واحداً فجميع العوالم مخلوقة مربوبة لله تعالى  من لدن عرشه إلى سابع أرض ، لذلك يقول المولى تعالى  ( وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ ) [سورة الروم:26] 
أى جميع العوالم قانتة لله تعالى  على تفصيل فى مكانه ، وإن تعالى بأنفه فقلبه مكسور مذلول لله تعالى  خاضع رغم أنفه أيضاً.
قطعاً الإنسان لو نظر فى هذا الكون مع ما حصل فى العلم الحديث من مجاهر فى غاية الخطورة ، لو حبينا نتصور هذا الكون فوالله من كفر كفر بعد ذلك أدخله الله تعالى  نار جهم خالداً مخلداً فيها أبدا ليذوق أشد العذاب الذى لا ينتهى ، أنتم تعلمون أن الكون مجموعة من المجرات هذه لا تخفى عليكم تصورا عدد المجرات 2تريليون مجرة ومجرتنا واحدة منهم التى نعجز عن تصورها أصلاً التى تسمى مجرة التبانة أو ضرب التبانة أو الطريق اللبنى بحسب الإستخدامات المعروفة ، هذه المجرة عجيبة جداً حلزونية الشكل كل هذا صور مما لا شك فيه ، العجب أن عدد النجوم فى مجرتنا 200 مليار شمس يعنى شمسنا واحدة من 200 مليار تصور هذا الرقم ، أنا كل هذا سأبعد عنه قليلاً أنا أريد أن أبين لك أن الشىء الحلزونى هذا مجرة التبانة أو ضرب التبانة أو الطريق اللبنى عجيبة جداً أنت تعرف أنها لو قيست من نقطة إلى آخرى يعنى من الطرفين هذا الطول 965 ألف تريليون كيلو متر أبعد ذلكم يُقال أن الكون خُلق صدفة كما يقول هذا المريض النفسانى وأنا أسأل الصدفة إما شىء موجود وإما شىء معدوم أختار واحدة من الأثنين ؟ فلو قلت أنها شىء موجود إذاً هذا هو إلهك ، إذا ً أنت تكذب على نفسك وتقول بأن الكون ليس له إله له إله عندك سميته صدفة وإن قلت أنه معدوم يامسكين المعدوم ليس بشىء فهل المعدوم يُوجدُ غيرهُ و كان صادقاً لأوجد نفسه على تفصيلٍ إن شاء الله تعالى سنبينُ ذلك فى مكانه ، لاذى يؤكد هذه القضية أعنى بأننا يجب علينا أن نؤمن بأن الله تعالى  رب كل شىء ومليكه فهو الخالق تعالى  كذلك هو الرازق وهذه الآيات لا تنتهى منها قوله تعالى ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ) [سورة سبأ:24]
فهذه الآية تبين أن الله هو اللذى يرزق العالمين فى قوله الحمد الله رب العالمين فالله تعالى   هو الرازق لكل ذلك ثم بين سبحانه وتعالى مخرج الرزق لأنه قال (قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ) إذاً الرزقُ له مخرجان مخرج من السماوات ومخرج من الأرض ولكن الله تعالى  جعل لذلك الرزق أسباباً لابد وأن نأخذ بها ألا وهى طاعة الله تعالى  من فعل المأمور ومن ترك المحذور لذلك المولى تعالى  يقول (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [سورة الأعراف :96]
انظر علق الله تعالى  فتح البركات من السماء والأرض المخرجان على الإيمان أى إيمان أهل القرية يؤمنوا بالله تعالى  
واتقوا هذا فعل المأمور وترك المحذور ، إذاً هذا العمل الواو هنا كما سيأتى مما لا شك فيه هى واحدة من ثنتين لا ثالث لهما:-
 إما بأن تقول أنها من باب عطف الخاص على العام 
وإما أن تكون أنها اللزوم 
أما أنها العاطفة التى تفيد المغايرة فهذا قول المرجئة الضلال كما سيأتى إن شاء الله تعالى.
الله تعالى  يؤكد على أن العمل أعنى فعل المأمور وترك المحذور هو الذى يُجلب لنا الأرزاق لذلك يقول المولى تعالى  ( ومن يتق الله يجعل مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) قطعاً هنا مسائل كبيرة جداً جداً جداً ، كأن رجل يقول طيب الناس الكفار لا يفعلون مأمور ولا يتركون محظور بل هم مشركون بالله تعالى  كيف يأكلون وكيف يشربون ؟ هذه مسألة كبيرة خلاصتها أن الرزق رزقان رزق مطلق ورزق مقيد وكل هذا عليه نصوص وستأتى إن شاء الله تعالى بالتفصيل فالمطلق يأخذه المسلم والكافر من غير فرق بل لابد وأن يأتى بالعمل الصالح أيضاً ولو كان كافراً وسيأتى إن شاء الله تعالى هذا فى باب القدر والمقيد أن يقيده الشارع على سبب من الأسباب إن جئت به زاد هذا الرزق لذلك يقول رالله تعالى( من أراد أن يبسط له فى رزقه-يعنى يتوسع -  وينسأ له فى عمره –أى يزيد - فليصل رحمه) إذاً علق الزيادة فى الرزق والزيادة فى العمر على صلة ماذا؟ على صلة الأرحام على تفصيلٍ معروفٍ فى مكانه.
المسألة فى الرزق أيضاً كبيرة جداً أن إبراهيم على نبينا وعليه الصلاة والسلام دعى قومه للإيمان وحثهم على ذلك حيث قال (فاابتغوا عند الله الرزق ) ألم تلحظ أنه لم يقل فأبتغوا الرزق عند الله ولكن قدم الظرف قال فاابتغوا عند الله الرزق طيب إذا قدم الظرف وهو شبه الجملة أفاد الحصر والقصر فقوله فاابتغوا عند الله الرزق أى أن الرزق لا يُبتغى مطلقاً إلا من جهة واحدة من عند الله تعالى  .
أتدرى لو قال فاابتغوا الرزق عند الله إذاً يُبتغى من عند الله ومن عند غيره وهذا فى غاية الخطورة ولونٌ من ألوان الشرك نسأل الله السلامة والعافية وهذه كثيرة سبحان الله تُعرض علينا أسئلة فى غاية الخطورة يأتى الأخ الفاضل ويقول أنا ببحث على شغل وجدت شغل وأشترط عليا أن أحلق اللحية ما هو رأيك أحلقها؟ سبحانك يارب يعنى الله يقول ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) وأنت تريد أن تقول لى ومن يعص الله يجعل له مخرجا فالمخرج فى الطاعة أن تلتزم بها وتحافظ عليها وتصبر وتبحث فى أماكن آخرى بل أمثال هؤلاء يجب أن تحتقرهم ، كذلك من الربوبية أن الله تعالى  هو المحى وهو المميت بل وصف نفسه بالوصفين وقال تعالى (وَاللَّهُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) [سورة آل عمران:156]  كما ترى أن الله تعالى  بين أنه يحيى وبين أنه يميت ، إذاً هذان وصفان لله تعالى  بأنه يحيى ويميت وعليه فإنه سبحانه وتعالى خالق كل شىء قال تعالى (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ) [سورة الفرقان:2] 
إذاً أنتهت القضية من أولها إلى آخرها 
وقال تعالى (الذى أحسن كل شىء خلقه ثم هدى )
 إذاً هو الذى خلق وهذا الخلق بالتقدير وهذا الخلق فى الهيئة أحسن هيئة من الممكن أن يتصورها أحد ، لذلك يقول المولى تعالى  (الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) إذاً خلق وهذا بتقدير من الله تعالى  وأحسن هذه الهيئة وهذه الصورة وهو الذى هدى كل أحدٍ بما ينفعه فى الدنيا والآخرة وحذره مما يضره فى الدنيا والآخرة.
فهذه الآيات تثبت لله تعالى  عموم الخلق ، واحد يقول لماذا ذكرت كل هذه القصة ؟ لأجل أن أوصلك لما أريد الآن ، هذه الآيات تثبت لله تعالى  عموم الخلق (وخلق كل شىء ) هذه صفة عموم أم لا ؟ كل شىء 
 ( الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ) [سورة السجدة:7]
(قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى) [سورة طه:50] 
كل هذه صيغ عموم وأنتم تعلمون أن كل من صيغ العموم ومن جملة المخلوقات هذا الحياة والموت فإنهما مخلوقان لله تعالى  كما قال فى ( تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) [سورة الملك 2:1]
إذاً الحياة مخلوقة 
إذاً الموت مخلوق 
وأنتم تعلمون أن كل مخلوق لبد وأن يموت ، لذلك يقول تعالى  (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ ) [سورة الرحمن :26] 
وعليه فإن الحياة مخلوقة إذاً ستموت
وعليه إن الموت مخلوق إذاً سيموت 
والذى يوضحه ما رواه أحمد وابن ماجة عن ابى هريرة رضي الله عنه  قال قال رسول الله رالله تعالى(يُؤْتَى بالـمَوْتِ يَوْمَ القِيامَةِ، فيُوقَفُ على الصِّراطِ، فيُقالُ: يا أَهْلَ الجنَّةِ، فيَطَّلِعون خائِفِين وَجِلين أنْ يَـخْرُجوا -وقال يَزِيدُ: أنْ يُـخْرَجوا- مِن مَكانِـهم الذي هم فيه، فيُقالُ: هل تَعْرِفون هذا؟ قالوا: نعمْ رَبَّنا، هذا الـمَوْتُ، ثم يُقالُ: يا أَهْلَ النَّارِ، فيَطَّلِعون فَرِحين مُسْتَبْشِرين أنْ يَـخْرُجوا مِن مَكانِـهم الذي هم فيه، فيُقالُ: هل تَعْرِفون هذا؟ قالوا: نعمْ، هذا الـمَوْتُ، فيَأْمُرُ به فيُذْبَحُ على الصِّراطِ، ثم يُقالُ للفَريقَينِ كِلَيْهما: خُلودٌ فيما تَـجِدون، لا مَوتَ فيه أَبَدًا.)
إذا قضية فناء الجنة وفناء النار كذبة كبيرة فلا فناء للجنة ولا فناء للنار لسبب بسيط أن الموت أصلاً قد مات وأنتهت فكلٌ خالد فى المكان الذى هو فيه فهذه فى غاية الأهمية لابد وأن تنتبه لها .
إذاً الله عزوجل هو ربُ العالمين خالق الخلق وقوم ما خلق وهدى ما خلق لما ينفعه فى الدنيا والآخرة ولم يتركه سدى ولم يخلقه عبثاً وهو الذى يميتهم كما هو الذى أحياهم ، لذلك هذه الجزئية التى تكلمتُ عنها هى التى تسمى بتوحيد الربوبية وسيأتى طبعاً شرحها لها كتابٌ لوحدها سيأتى شرحه إن شاء الله تعالى بالتفصيل.
فى الحقيقة هنا مسائل كبيرة جداً أريدُ أن أذكرها كعنونة ولكن لها مواضع مما لا شك فيه على ماأذكر ذكرتها فى مواضع ولكن لابد من إعادتها مرة ثانية .
انظر قال تعالى (وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ)
طيب ماذا قلنا عن هذه الصيغة ؟ 
صيغة عموم آية الفرقان وقال تعالى (إن الله بكل شىءٍ عليم ) آية العنكبوت فى الأولى كل شىء وفى الثانية كل شىء.
فياترى هل من فرقٍ بين معنى شىءٍ فى الأولى ومعنى شىء فى الثانية ؟  
أنا أقول هذا الكلام لما؟
قلته مراراً وتكراراً إياك أن ترى لفظةً فى سياق ونفس اللفظة فى سياقٍ آخر فتفسر هذه بهذه لا يحلُ ذلك حتى تتأكد أن السياق الأول هو نفسه السياق الثانى ، هنا مسألة والله كفرٌ وإيمان ولكن لا نريد أن نغوص بكم فى بداية العقيدة فى مثلِ هذه الأمور ، لذلك أنا سأقفُ على رتوشٍ منها .
لفظُ شىءٍ يُخبرُ به المخلوق وعن الخالق يعنى ماذا يُخبر به عنه المخلوق وعن الخالق؟ فالمخلوق شىء أيُنكر أحد ذلك ؟ المخلوق شىء وهو الذات وهو الماهية وهو المُسمى وكل هذه يُطلق على المخلوق مابقى إلا أن ننظر هل الخالق تعالى  شىء ؟ 
قُلتُ قطعاً هو شىء وهذا بنص كتاب الله (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ )[سورة الأنعام:19]
إذاً الله تعالى شىء ولكن ليس كمثله شىء كما فى آية الشورى 
إذاً عندنا هنا وقفة كبيرة (وخلق كل شىء إن الله بكل شىء عليم ) فلفظ الشىء يُطلق على المخلوق قولاً واحداً ولكن من باب الإخبار ويُطلق على الله تعالى  قولاً واحداً ولكن من باب الإخبار يعنى إيه من باب الإخبار ؟ يعنى لا يُسمى الله تعالى  به كاسم كالعليم كالخبير كالطيف كالحكيم فهذه أسماء توقيفية يُعبد الله تعالى  بها ولكن يوجد نوع آخر من الأسماء تسمى بالأسماء الإخبارية يعنى يُخبر بها عن الله ولا شرط فيها إلا يعنى لا تكون سيئة وإن لم تكن حسنة مثل الذات وموجود وشىء وغير ذلك من الامور كما سيأتى ولكن مما لا شك فيه قُلنا بأن الله شىءٌ ولكن ليس كمثله شىء حتى لا تدخل فى التشبيه الذى يزعمه كثيرٌ  من الناس .
عوداً إلى قوله تعالى (إن الله بكل شىءٍ عليم ) فهذه لفظة يدخلُ فيها الخالق ويدخلُ فيها المخلوق ماذا يعنى هذا الكلام ؟ يعنى الله تعالى  عليمٌ بنفسه وعليمٌ بالمخلوق المسألة أنتهت 
،الله عليمٌ بالمخلوق أم لا ؟ عليم 
،عليمٌ بنفسه أم لا ؟ عليم 
إذاً لفظ شىء  فى هذه الآية يشملُ الخالق والمخلوق لوكن فى الحقيقة الآية الأولى هذه مشكلة كبيرة جداً كبيرة جداً جداً جداً 
انظر (وخلق كل شىء) لفظ شىء هنا يدخل فيه المخلوق قولاً واحداً ولا يدخل فيه الخالق قولاً واحداً 
انظر  إذاً لفظُ شىء فى آية العنكبوت تضمن معنى أكبر من لفظ شىء فى آية الفرقان ،لذلك المولى تعالى  يُخبر عن نفسه كما فى آية الإخلاص (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ) [سورة الإخلاص]
فكيف يكون مخلوقاً 
وقال تعالى كما فى آية الحديد (هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) [سورة الحديد:3]
وكما قال رالله تعالىكما عند أحمد وأبى داوود عن أبى هريرة رضي الله عنه  قال (أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ).
إذاً قوله وخلق كل شىء مما لا شك فيه هذه تخصُ من؟ تخصُ المخلوق ولكن والله هنا مسألة يعنى لو قُلتُ أنها عجبٌ عُجاب ما أبعدتُ قد يقولُ القائل كيف أخرجته سبحانه وتعالى من قوله وتعالى (وخلق كل شىء ) وضحت؟ 
قلتُ عياذاً بالله تعالى هذا السؤال كفرٌ صريح وأنتم تعلمون أن قول الكفر قضية وتكفير القائل قضية آخرى ، ليس معنى ذلك أن نقول هذا السؤال كفر أنه كافر فلا يُكفر أحدٌ إلا بعد إقامة الحجة سرُ خطورة هذا السؤال لابد بمثالٍ 
انتبه لهذا المثال جيداً 
لو قلتُ جاء الطلاب إلا أحمد طيب قبل إلا جاء الطلاب يبقى أحمد جاء أم لا ؟ جاء يبقى أنت وصفت أحمد بالمجىء ولكن لما قلت إلا أحمد فأخرجت أحمد من العموم السابق واضحة وعليه فلو قلت ( وخلق كل شىء إلا نفسه ) إذاً أنت فى حقيقة الأمر أدخلته فى الخطاب الأول الذى هو خلق كل شىء وهو سحانه لم يدخل فيه أبتداءً حتى نخرجه انتبه إلى هذه القضية ومن هنا تتولد مسألةٌ هى أخطر من السابقة بل هى من أخطر المسائل العلمية كما سيأتى إن شاء الله تعالى.
المعتزلة يقولون بأن القرآن مخلوق عباذاً بالله تعالى وقد بينتُ فساد ذلك على عجالة قطعاً حتى تأتى هذه المسألة طيب لماذا تقولون هذا الكلام؟ قالوا خذ الأدلة كثيرة ن سوف نأخذ فقط الدليل اذى يخصنا قالوا ( وخلق كل شىء) آية الفرقان وحيثُ أن القرآن شىءٌ فهو مخلوق انتبه ! أظنُ شبهة ولكن هذه الشبهة يعنى عياذاً بالله تعالى من الضعف بمكان بل فيها تلبيس وتدليس واضح جداً جداً ، نقول هخم يقولون وحيثُ أن الله شىء نرد عليهم بنفس طريقتكم الله شىء إذاً على كلامكم لزمكم أن تقولوا بأنه مخلوق قالوا نحن سنخرج الله تعالى  بشىءٍ وهو (قل هو الله أحد )  (وهو الأول والآخر ) قلت أليس كذلك نحن ستخرج لكم أنكم لم تفهمون الآية أصلاً أحفظ هذه المقولة لحين التفصيل (إن ما حصُل به عقد الإعلام والإخبار لم يدخل تحت الخبر ) 
وللتوضيح لو قلتُ لك كتبتُ كتاباً فهل هذه الجملة جزءٌ من الكتاب أن هى إخباراً عن الكتاب؟ وضحت هى إخبارٌ على الكتاب إذاً الجملة التى تستخدمها للإخبار عن شىء ليست منه .
أكرر بمثال آخر لو قلتُ لك سأقولُ لك كذباً البيتُ سرقَ أنا أسأل سأقول لك كذباً هل هذا كذب أم صدق؟ صدق سرق البيت هى الكذب إذاً ما أخبرتُ به عن سرقة البيت ليس من سرقة البيت ،لذلك نقول لهؤلاء المساكين
( إن ما حصل به عقد الإعلان والإخبار لم يكن داخلاً البتة فى الخبر )
فهنا المولى تعالى  يقول (وخلق كل شىء) فيخبر بهذه على أن كل شىءٍ مخلوق إذاً ما أخبر به ليس من هذا المخلوق إذاً قوله (وخلق كل شىء ) ليس مخلوق.
انظر إلى هذه المسألة ودقتها قد يقول القائل هل لها مثال فى كتاب الله وفى سنة رسول الله ؟
قلتُ قطعاً ولكن فى الحقيقة سأضربُ مثالاً واحداً على عجالة حتى أبين لك أن أهل السنة لا يدلسون لا يكذبون لا يفترون ولا يثبتون شيئاً إلا بنصٍ شرعي على الطريقة السابقة ما ورد به النص وما دل عليه النص لأن المصيبة التى نعيشها الآن أن أُناساً حُرموا علم الأصول فكل مسألة يُريدونها يُريدونها ماذا ؟ منصوصٌ عليها أى ما ورد به النص وهذه عياذاً بالله لم ولن تكون 
انظر قال الله تعالى لمريم (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا [سورة مريم:26]
أولاً لو وقفت على لفظ صوم هنا قديتبادر إلى الذهن ماذا؟ 
الصوم الشرعى لا فإن الصوم هو مُطلق الإمساك فإن جُرد عن القرينة انصرف إلى الشرعي ولكن إن وُجدت القرينة صُرف إلى قرينته ، لذلك لما قال (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا)[سورة مريم:26] 
إذاً الصومُ هنا عن ماذا؟
عن الكلام 
طيب إن فهمت هذه الجزئية فلندخل منها ستقول للقوم إنى نذرت للرحمن صوما لو كانت هذه الجملة التى تُخبر بها القوم من جملة 
الصوم عن الكلام إذاً بطُل النذر فتعين أن قولها (فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا) [سورة مريم:26]
جملةٌ أخبرت بها عن الإمساك عن الكلام فهى ليست داخلة فيها فالنذر صحيحٌ قولاً واحداً وعليه فقوله تعالى ( وخلق كل شىء ) آية الفرقان هى جملةٌ يُخبر بها تبارك وتعالى عن شىء فليس من هذا الشىء ما أخبر به وعليه (وخلق كل شىء) يُخبرُ بها الله تعالى  عن شىءٍ فلا يدخلُ فيها أبتداءً ولا حاجة لنا للإستثناء (وخلق كل شىء) يُخبر بها المولى تعالى  عن المخلوقات فا يدخلُ الخبر فى المخلوقات قولاً واحداً فتعين أن القرآن ليس مخلوقاً.
إذاً أولُ معنى تضمنه الإيمان بالله 
أن تؤمن بأن الله هو ربُ كل شىء ومليكه وهو الخالق وهو الرازق وهو المحى وهو المميت 
وهذا ما يُسمى بتوحيد الربوبية أى أن الله تعالى  تفرد بكل ما سبق لا شريك له فى ربوبيته 
الشركُ يحصلُ فى الربوبية 
ويحصلُ فى الألوهية 
ويحصلُ فى الأسماء والصفات
 فأولُ شىءٍ تثبتُ توحيد الربوبية الشىءُ 
الثانى أن تنزه المولى عز وجل عن الشريك فى أى جزيئة من هذه الجزئيات فلا أحد يحيى إلا الله لا أحد يميت إلا الله فلا أحد يرزق إلا الله فلا أحد يخلقُ إلا الله تبارك وتعالى على تفصيلٍ قد سبق 
أكتفى بهذا القدر وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وجزاكم الله خيراً والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته   

ملفات