أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ

بطاقات دعوية

أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ

(أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون) (البقرة 75- 76) 

قال السعدي رحمه الله:
هذا قطع لأطماع المؤمنين من إيمان أهل الكتاب، أي: فلا تطمعوا في إيمانهم وحالتهم لا تقتضي الطمع فيهم، فإنهم كانوا يحرفون كلام الله من بعد ما عقلوه وعلموه، فيضعون له معاني ما أرادها الله، ليوهموا الناس أنها من عند الله، وما هي من عند الله، فإذا كانت هذه حالهم في كتابهم الذي يرونه شرفهم ودينهم يصدون به الناس عن سبيل الله، فكيف يرجى منهم إيمان لكم؟! فهذا من أبعد الأشياء.
ثم ذكر حال منافقي أهل الكتاب فقال: {وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا} فأظهروا لهم الإيمان قولا بألسنتهم، ما ليس في قلوبهم،

{وإذا خلا بعضهم إلى بعض} فلم يكن عندهم أحد من غير أهل دينهم،

قال بعضهم لبعض: {أتحدثونهم بما فتح الله عليكم} أي: أتظهرون لهم الإيمان وتخبروهم أنكم مثلهم، فيكون ذلك حجة لهم عليكم؟
يقولون: إنهم قد أقروا بأن ما نحن عليه حق، وما هم عليه باطل، فيحتجون عليكم بذلك عند ربكم

{أفلا تعقلون} أي: أفلا يكون لكم عقل، فتتركون ما هو حجة عليكم؟ هذا يقوله بعضهم لبعض.