إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي 4

سنن النسائي

إباحة فسخ الحج بعمرة لمن لم يسق الهدي 4

 أخبرنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد، قال: حدثنا شعبة، عن عبد الملك، عن طاوس، عن سراقة بن مالك بن جعشم، أنه قال: يا رسول الله أرأيت عمرتنا هذه لعامنا أم لأبد؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي لأبد»

في هذا الحديثِ يَقولُ جابرٌ: "أهْلَلْنا معَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بالحَجِّ خالِصًا لا يُخالِطُه شيءٌ"، يَعْني: مِنَ العُمْرةِ، "فقَدِمْنا مَكَّةَ لأربَعِ لَيالٍ خَلَونَ" أي: مَضَينَ "مِنْ ذي الحِجَّةِ، فطُفْنا" بالبيتِ "وسَعَيْنا" بينَ الصَّفا والمروَةِ، "ثمَّ أَمَرَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن نُحِلَّ"، يَعني مِنَ الإحرامِ، وأَمَرَهم أنْ يَجْعَلوه عُمْرةً، وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: "لَولا هَدْيي لحَلَلْتُ"، يَعْني: لولا أنَّ معي الهدْيَ لكنتُ مُتَمتِّعًا وأنتم لم تَسوقوا الهَدْيَ، فعلَيكم أنْ تُحِلُّوا؛ ولأنَّ صاحِبَ الهَدْيِ لا يتَحلَّلُ حتَّى يَبْلُغَ الهديُ مَحِلَّه، "ثُمَّ قام سُراقةُ بنُ مالكٍ، فقال: يا رسولَ اللهِ، أرأيتَ مُتْعَتَنا هذه" والمعنى: أَخْبِرْني يا رسولَ اللهِ عَن فَسْخِنا الحجَّ إلى عُمرتِنا هذه - التي تَمتَّعْنا فيها بالجِماعِ والطِّيبِ واللُّبْسِ - "ألِعامِنا هذا أمْ للأبَدِ"، يعني: مُسْتمِرَّةً في جميعِ الأزمانِ؟ "فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: بل هي للأبدِ"؛ فبيَّنَ النَّبيُّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بقولِه هذا أنَّها مُسْتمرَّةٌ