استقبال الحج 2
سنن النسائي
أخبرنا قتيبة، قال: حدثنا يزيد وهو ابن زريع، عن خالد الحذاء، عن عكرمة، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، استقبله أغيلمة بني هاشم قال: «فحمل واحدا بين يديه، وآخر خلفه»
تَعلَّقَت قُلوبُ الصحابةِ جميعًا صِغارِهم وكِبارِهم برَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما ذلك إلَّا لحُسْنِ خُلقِه، وطِيبِ عِشرتِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وما ألْقاهُ اللهُ عليه، وهَدَى به قُلوبَ العِبادِ إليه
وهذا الحديثُ يُبيِّنُ بعضَ ذلك، حيثُ يَحكي عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضيَ اللهُ عنهما، أنَّه لَمَّا قَدِمَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مكَّةَ في عامَ الفتْحِ في السَّنةِ الثامنةِ مِن الهِجرةِ، خرَجَ في استِقبالِه «أُغَيْلِمَةُ» جمْعُ وتَصغيرِ غُلامٍ، وهمُ الصِّبيانُ الصِّغارُ مِن بَني عبدِ المُطَّلبِ جَدِّ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فجَعَلَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ واحدًا منهم أمامَه، وجَعَلَ الآخرَ خلْفَه على الدَّابةِ، وهذا إشارةٌ إلى سُرورِهم وفَرَحِهم بالنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وأيضًا إشارةٌ إلى سُرورِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وفَرَحِه بهم، وهذا مِن تَواضُعِه وحُسْنِ وَفائِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ
وفي الحَديثِ: مَشروعيَّةُ تَلقِّي القادِمين مِن الحجِّ، أو مِن الجهادِ، أو مِن سَفرِ طاعةٍ؛ إكرامًا لهم وتَعظيمًا، وتأنيسًا له وصِلةً
وفيه: رُكوبُ اثنَينِ أو أكثرَ على الدَّابَّةِ إذا كانتْ مُطيقةً