الأضاحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

سنن الترمذى

الأضاحي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

حدثنا قتيبة قال: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن المطلب، عن جابر بن عبد الله قال: شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم الأضحى بالمصلى، فلما قضى خطبته نزل عن منبره، فأتي بكبش، فذبحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده، وقال: «بسم الله، والله أكبر، هذا عني وعمن لم يضح من أمتي»: هذا حديث غريب من هذا الوجه والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهم: أن يقول الرجل إذا ذبح: بسم الله والله أكبر، وهو قول ابن المبارك والمطلب بن عبد الله بن حنطب يقال إنه لم يسمع من جابر
‌‌

مِن رحمةِ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم ويُسرِها بأُمَّتِه أنَّه رَفَعَ الحَرَجَ عن أيِّ مكلَّف لا يَستطيعُ القيامَ بما كُلِّف به.
وفي هذا الحَديثِ يقول الصَّحابِيُّ الجليلُ جابِرُ بنُ عبدِ الله: "شَهِدتُ"، أي: حضَرْتُ "مع رسولِ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم الأَضْحَى"، أي: عيدَ الأَضْحَى "بِالْمُصلَّى"، أي: بالمكانِ الَّذِي يصلَّى فيه العِيدُ، "فَلمَّا قضَى خُطبتَه" أي فَلمَّا انتهَى مِن خُطبةِ العِيدِ "نزَل مِن مِنْبَرِه وأُتِيَ بِكَبْشٍ"، أي: أُحضِرَ له خَرُوفٌ، "فذَبَحَه رسولُ الله صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم بِيَدِه"، أي: ذَبَحَه بنفسِه ولم يكلِّفْ به أحدًا، "وقال"، أي: عِندَ الذَّبحِ: " بِاسْمِ اللهِ، واللهُ أَكْبَرُ، هذا عَنِّي، وعمَّن لم يُضَحِّ مِن أُمَّتِي"، أي: أُضَحِّي بهذا الخروفِ عن نفْسي وعمَّن لم يَسْتَطِعْ أن يُضَحِّيَ مِن المُسلِمِينَ.
وَهَذا مِن كَرمِ النَّبِيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم ورحْمَتِه، وأكْثَرُ أهلِ العِلمِ يَرونَ الأُضْحيةَ سُنَّةً مُؤكَّدَةً، غيرَ واجبةٍ.
وفي الحَدِيثِ: رفعُ الحَرَجِ عمَّن لم يَستطِعْ أن يُضحِّيَ مِن المُسلِمِينَ.
وفيه: الحثُّ على أداءِ صَلاةِ العيدِ بالمصلَّى في الخَلاءِ لا المسجدِ.
وفيه: ذَبحُ الأُضْحِيَةِ بعدَ أداءِ صلاةِ العيدِ، واستماعِ الخُطبةِ.