الاستعاذة من الذلة 2

سنن النسائي

الاستعاذة من الذلة 2

أخبرنا أحمد بن نصر، قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن إسحق، عن سعيد بن يسار، عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من القلة، والفقر، والذلة، وأعوذ بك أن أظلم أو أظلم»

كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كثيرَ الدُّعاءِ لربِّه، وقد علَّم أمَّتَه كثيرًا من الأدعيةِ النافعةِ لهم
وفي هذا الحديثِ يُخبِرُ أبو هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنه: "أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم كان يقولُ في دُعائِه: "اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك مِن الفَقرِ"، أي: ألجَأُ وألوذُ بكَ مِن الفَقرِ في النَّفسِ والمالِ، والمرادُ: به شِدَّتُه الَّذي لا يَصْحَبُه خيرٌ ولا ورَعٌ، وربَّما أَوقَع بصاحبِه في حرامٍ، وقيل: المرادُ به فَقرُ النَّفْسِ الَّذي لا يَرُدُّه مُلْكُ الدُّنيا، "وأعوذُ بك مِن القِلَّةِ"، أي: القِلَّةِ في أبوابِ الخَيرِ وخِصالِه، وقيل: قِلَّةُ الصَّبرِ، وقيل: قلَّةُ الأنصارِ، وقيل: قلَّةُ المالِ، "والذِّلَّةِ"، مِن الذُّلِّ: وهو احتِقارُ النَّاسِ والصِّغرُ في أعيُنِهم، وقيل: الذِّلَّةُ الحاصِلةُ مِن المعصيَةِ، أو التَّذلُّلُ للأغنياءِ على وَجهِ المَسكنَةِ، "وأعوذُ بك أنْ أَظلِمَ"، أي: أنْ يقَعَ منه ظلمٌ على أحَدٍ، "أو أُظلَمَ"، أي: أو يقَعَ ظُلمٌ مِن أحَدٍ عليه
قيل: وإنَّما كان النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يَدْعو ببَعضِ هذه الأدعيَةِ من باب التَّواضعِ والشُّكرِ للهِ سبحانه وتعالى، وربَّما تقَعُ منه تعليمًا لأمَّتِه؛ لأنَّ بعضَ هذِه الأمورِ قد عُلِمَ أنَّ اللهَ تعالى قد عَصَم نبيَّه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ مِن الوقوعِ فيها