الاستقراض
سنن النسائي
حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن إسمعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة، عن أبيه، عن جده، قال: استقرض مني النبي صلى الله عليه وسلم أربعين ألفا، فجاءه مال فدفعه إلي، وقال: «بارك الله لك في أهلك ومالك، إنما جزاء السلف الحمد والأداء»
حَرَصَ الشَّرعُ الحكيمُ على إقامةِ علاقاتٍ طَيِّبةٍ بين المُسلمينَ، فيها التَّكافُلُ والتَّرابُطُ والمحبَّةُ والتَّعاونُ، وحَثَّ مَن له حَقٌّ على غيرِه أنْ يطلُبَه برِفْقٍ، وأمَرَ مَن عليه الحقُّ بعدَمِ المُماطَلةِ
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ عبدُ اللهِ بنُ أبي رَبيعةَ المَخزوميُّ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ استلَفَ منه"، أي: أخَذَ قرضًا واستدانَ، "حين غَزا حُنينًا"، أي: وَقتَ غَزوةِ حُنينٍ، وحُنينٌ: وادٍ بين مكَّةَ والطَّائفِ، وقَعَت فيه الغَزوةُ المَشهورةُ في الخامسِ مِن شوَّالٍ سَنةَ ثمانٍ مِن الهِجرةِ، بعد فتْحِ مكَّةَ، وكانتْ مع قَبيلةِ هَوازِنَ، وكان مِقدارُ الدَّينِ: "ثلاثينَ أو أربعينَ ألفًا"، والظَّاهرُ أنَّه دراهمُ، كما في رِوايةِ الطَّبقاتِ لابنِ سَعدٍ، "فلمَّا قدِمَ"، أي: جاء النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن الغَزوةِ، "قَضاها إيَّاه"، أي: أدَّاها إليه، "ثمَّ قال له النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: بارَكَ اللهُ لك في أهلِك ومالِك"، وهذا دُعاءٌ بالبَركةِ والزِّيادةِ في الأهلِ والمالِ، "إنَّما جَزاءُ السَّلفِ الوَفاءُ"، أي: أداءُ الدَّينِ بحُسنِ الوَفاءِ "والحمدُ"، أي: الشُّكرُ والثَّناءُ
وفي الحَديثِ: الحَثُّ على حُسنِ القَضاءِ للدُّيونِ