باب: من كلم في سبيل الله عز وجل 2
سنن النسائي
أخبرنا هناد بن السري، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عبد الله بن ثعلبة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «زملوهم بدمائهم، فإنه ليس كلم يكلم في الله، إلا أتى يوم القيامة جرحه يدمى، لونه لون دم، وريحه ريح المسك»
للشَّهادةِ في سَبيلِ اللهِ تعالى فضْلٌ عظيمٌ، وللشُّهداءِ مَنزلةٌ عاليةٌ عِندَ اللهِ سُبحانه
وفي هذا الحَديثِ بَيانٌ لبَعضِ فضْلِ الشَّهيدِ في سَبيلِ اللهِ، وفيه يُبيِّنُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنَّ كلَّ جُرحٍ يُجرَحُه المسلمُ في القتالِ في سَبيلِ اللهِ، يكونُ يومَ القِيامةِ على حالتِه الَّتي جُرحِ به في الدُّنيا عندَما طُعِنَ، يَسيلُ ويَتفجَّرُ منها الدَّمُ، ولكنَّ هذا الدَّمَ وإنْ كان لوْنُه لوْنَ الدَّمِ إلَّا أنَّ عَرْفَه -يعني: رائحتَه- تكونُ طَيِّبةً مِثلَ رائحةِ المِسْكِ. وقيل: الحِكمةُ في كَونِ الدَّمِ يَأتي يومَ القِيامةِ على هَيئتِه أنَّه يَشهَدُ لِصاحِبِه بفَضْلِه، وعلى قاتِلِه بفِعلِه، وفائدةُ رائحتِه الطَّيِّبةِ أنْ تَنتشِرَ في أهلِ الموقفِ؛ إظهارًا لفَضيلتِه أيضًا، ومِن ثَمَّ لم يُشرَعْ غَسْلُ شَهيدِ المَعركةِ