التكبير بعد تسليم الإمام
سنن النسائي
أخبرنا بشر بن خالد العسكري، قال: حدثنا يحيى بن آدم، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي معبد، عن ابن عباس قال: «إنما كنت أعلم انقضاء صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتكبير»
علَّمَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أمَّتَه الفَرائِضَ والشَّرائعَ بالقولِ والعَملِ، ووضَّح كلَّ ذلك أتمَّ تَوضيحٍ، ولَمَّا كانت الصَّلاةُ مِن أهَمِّ الفَرائضِ، فقد كان يُعلِّمُهم كَيْفيَّتَها
وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رضِيَ اللهُ عنهما: "كان يُعلَمُ انقضاءُ صلاةِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، أي: الانصرافُ منها، وفي هذا إشارةٌ إلى عدَمِ سَماعِه؛ لِتَسليمِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، "بالتَّكبيرِ"، أي: كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا أنهى صَلاةَ الفَرْضِ، وخرَج مِنها وسلَّم، يُكبِّرُ اللهَ ويَذكُرُه بصَوتٍ مُرتفِعٍ
وهذا الفِعلُ مَحمولٌ على أنَّه كان في بَعضِ الأوقاتِ أو كان في أوَّلِ الأمرِ؛ حتَّى يتَعَلَّمَ النَّاسُ الذِّكرَ بعدَ الصَّلاةِ، والتَّكبيرُ المذكورُ ليس مَخصوصًا أو مُقتصَرًا عليه، بل ورَدَتْ رِواياتٌ أخرى تدُلُّ على أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَرفَعُ صوتَه بالتَّهليلِ والدُّعاءِ بعدَ صلاةِ الفَريضةِ