سبب تسمية علم التوحيد توحيدا
بطاقات دعوية
إِنِّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِيْنُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوْذُ بِاللهِ مِنْ شُرُوْر أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهَ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُوْلُهُ.
هٰذِه المُحاضرة هِيَ الْثَّالِثة من (عِلْم العقيدة)،
وَقَدْ تكلمت في المُحاضرة السابقة عَنْ مُرادفات عِلْم التَّوْحِيد، بينتُ من خِلالها أَن المُرادفات هِيَ المُتابَعاتُ عَلَىٰ ذاتٍ واحدة.
كَذَلِكَ بينتُ أَن المُتابعات قَدْ يكون بينها قدرٌ مُشترك كمُحَمَّدٍ وأحمد، وَقَدْ لا يكون مثل الحاشر والماحي.
بينتُ كَذَلِكَ أَنَّهُ مَتَىٰ اختلفت المباني اختلفت المعاني وَلَا بُدَّ، وَمَتَىٰ اختلفت الشَكلات اختلفت المعاني وَلَا بُدَّ نُقصانًا وزيادةً، وَقَدْ بينتُ هٰذِه الْمَسْأَلَة بشيءٍ من التفصيل في المُجلد الْثَّانِي من كِتَابنا (أصول الفَهم)[1].
كَذَلِكَ بينتُ أَن مُرادفات عِلْم التَّوْحِيد، عِلْم العقيدة، عِلْم الْمَسَائِل الْعِلْمية، أو الْمَسَائِل الخبرية.
بينـتُ أَن أهل الْبِدَع كَالمُتكلمين يُسمون عِلْم التَّوْحِيد مرةً بأصول الدِّين ومرةً بعِلْم الْكَلَام، والصوفية يُسمونه عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ بعِلْم المُكاشفة، وَقَدْ بينتُ ما في هٰذِه المُسميات من مسالبٍ.
واليوم إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَىٰ نبدأ من المُوقظة الرَّابِعة عنوانها: "سبب تسميته توحيدًا".
الموقظة الرابعة: سبب تسميته توحيدًا
قبل أَن أخوض في هٰذِه الجُزئية أُريد أَن أقف عَلَىٰ مدلولها اللُّغَوي وما اشتق منها: فلفظ التَّوْحِيد مادته اَلْأَوَّلية أي الحروف الَّتِي بُني عليها الواو مع الحاء مع الدال، وأُخذ من هٰذِه المَادَّة الوَحدة وَهِيَ الانفراد، فتقول مثْلًا: رأيته وَحده أي مُنفردًا.
ومنها قوله تَعَالَىٰ: ﴿قَالُوا أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ اللَّهَ وَحْدَهُ ﴾ [الأعراف: 70]؟ أي نُفرده بالْعِبَادَة.
وَأَيْضًا كقوله تَعَالَىٰ: ﴿فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ ﴾ [غافر: 84]، آيةُ غافر أي نُقِرُ بالله فردًا ولا نُشرِك بِهِ شَيْئًا.
وَأَيْضًا من هٰذِه المَادَّة: أعني الواو مع الحاء مع الدال أُخذ منها: أوحدته برؤيتي إيحادًا أي لم أرى غيرها.
ومنها أَيْضًا: الواحد وَهُوَ أَوَّل العدد، والواحدُ يُجمع عَلَىٰ وحدان أو أحدان، والله عزوجل واحدلا مِثل له عزوجل، والواحدُ تُرِجِم لها في آية سبأ ترجمةً عجيبة فَقَالَ تَعَالَىٰ: ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ ﴾ [سبأ: 22].
انظر هٰذِه الثلاثة مَتَىٰ اجتمعت ولا تجتمع إِلَّا في الله عزوجل الواحد الأحد، فليس لله عزوجل ظهير يُعينه عَلَىٰ إدارة مُلِكه عزوجل، وليس له شريكٌ في أي شيءٍ مُطلقًا ولا يملك أحدٌ من دون الله عزوجل شَيْئًا؛ فَهٰذِه الثلاثة هِيَ الترجمة الحقيقية لاسم الواحد.
لذلك يَقُول المولى عزوجل: ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾ [البقرة: 163].
ومنها قوله تَعَالَىٰ: ﴿وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهًا وَاحِدًا لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ﴾ [التوبة: 31].
ومنها أُخذ وحيد أي مُنفرد، ومنها قوله تَعَالَىٰ: ﴿ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا ﴾ [المدثر: 11].
إن علمت هٰذَا المبدأ اَلْأَوَّلي أو الحروف اَلْأَوَّلية وَهِيَ الواو مع الحاء مع الدال، وعلمت ما أُخذ منها من ألفاظ ترى أنها من أولها إِلَىٰ آخرها تؤول إِلَىٰ الانفراد؛ لذلك أقول: التَّوْحِيد عَلَىٰ وزن تفعيل بمعنى تفريد بمعنى إفراد؛ مرةً ثانية: التَّوْحِيد عَلَىٰ وزن تفعيل أي تفريد بمعنى إفراد انتبه إِلَىٰ هٰذِه.
لذلك أقول بعدما سمعت ما سمعت أقول أولًا: أَن الإله لا يكون إلهًا إِلَّا إذا كان موصوفًا بصفات الكمال والجمال والجلال، فَإِنَّ كان موصوفًا بها كان ربًا مُدبرًا له الحمد في الأُوْلَى وفي الْآخِرَة، له الحمد في السَّمَاوَات وَالْأَرْض.
وإن كان غَيْر موصوفٍ بها يستحيل أن يكون إلهًا؛ بل ولا يستحق ذَلِكَ ولا يُعقل أَن يكون الناقص مُدبرًا، لا يُعقل أَن يكون الناقص وَهُوَ الموسوم بالمعايب أَن يكون مُدبرًا؛ وَعَلَيْهِ فهو لا يستحق الحمد لا في الأُوْلَى ولا في الْآخِرَة ولا يستحق الحمد لا في السَّمَاوَات وَلا في الْأَرْض.
وحيث إن الله عزوجل موصوفٌ بصِّفَات الكمال والجلال والعظمة، وَالَّتِي لا يشبهه أحدٌ من مخلوقاته في كيفٍ كما قَالَ تَعَالَىٰ في آية الشورى: ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].
إِذًاْ ربنا عزوجل واحدٌ في ذاته، واحدٌ في صِّفَاته، واحدٌ في أفعاله، ومن هنا سُمي الدِّين توحيدًا، من هنا سُمي هٰذَا الْعِلْم بعِلْم التَّوْحِيد، وَالدِّين من أوله إِلَىٰ آخره توحيدٌ لله عزوجل كما هُوَ معلومٌ في بابه.
فمن عبث عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ بباب الصفات تعطيلًا أو تحريفًا أو تشبيهًا أو تجسيمًا أو تأويلًا؛ لم يكن من المُوحدين لله عزوجل لا في ذاته ولا في صِّفَاته ولا في أفعاله، ومُعتقِد ذَلِكَ قَدْ مال عَنْ الطريق المُستقيم لذلك يَقُول المولى عزوجل: ﴿وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [الأعراف: 180].
نعم لله عزوجل الْأَسْمَاء الْحُسْنَى نعبد الله عزوجل بها، ونترك الإلحاد فيها أعني الميل عَنْ الحق، فلا تعطيل ولا تشبيه ولا تأويل.
ورحم الله ابْن قيم الجوزية حَيْثُ يَقُول:
|
أسماؤه أَوْصَاف مَدحٍ كُلهَا |
|
||
|
مُشْتَقَّةٌ قَدْ حُملت لِمَعانٍ |
|
||
|
إياك والإلحاد فِيهَا إِنَّهُ |
|
||
|
كُفرٌ معَاذ الله من كُفران |
|
||
|
وَحَقِيقَة الإلحاد فِيهَا |
|
||
|
بالإشراك والتعطيل والكُفران |
|
||
ثُمَّ اعلم أَن من ألحد في أسمائه فقد ألحد في آياته؛ لذلك يَقُول المولى عزوجل كما في آية فُصلت: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: 40].
فَلَا بُدَّ وأن تنتبه أَهْلِ السُّنَّةِ وَالجَمَاعَةِ لا يفصلون بين العقيدة وبين الأمر وَالنَّهْي بأي وجهٍ من الوجوه، لا يفصلون بين الباطن والظاهر فالفصلُ بينهما إرجاءٌ صريح عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ.
ولكن هنا أُريد أَن أُنبه عَلَىٰ شيءٍ أراه أمامي قوله تَعَالَىٰ: ﴿اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ ﴾ [فصلت: 40]، اعْمَلُوا فِعل أمر لَا بُدَّ أَن تعلم أَن فِعل الأمر يأتي في لُغة الْعَرَب عَلَىٰ ستٍ وعشرين وَجهًا، فقد يكون للوجوب، وَقَدْ يكون للندب، وَقَدْ يكون للاعتبار، وَقَدْ يكون للتعجيز، وغير ذَلِكَ من الصور المعروفة وَالَّتِي بينتها في كتابنا (التأسيس).
فيا تُرى اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ أولًا: أصل فِعل الأمر يُفيد الوجوب ولا يُمكن أَن يُصرف عَنْ الوجوب إِلَّا بقرينةٍ تدل عَلَىٰ ذَلِكَ، فهُنا اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ يا تُرى هِيَ للاعتبار كقوله تَعَالَىٰ: ﴿انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ ﴾ [الأنعام: 99]؟ فَهٰذَا الأمر للاعتبار يا تُرى للتعجيز؟ ﴿كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ﴾ [الإسراء: 50]؟ لَيْسَ للتعجيز.
أهو للوجوب: ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ﴾ [البقرة: 43]؟ الجواب: لا؛ ولكن في الحقيقة اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ هنا لَيْسَت للتخيير إِنَّمَا هِيَ للتهديد، فَإِنَّ سألت: وما الدليل عَلَىٰ ذَلِكَ؟ قُلْت: أكمل الآية: ﴿إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [فصلت: 40].
أُقربها: كأن ولدك يَقُول: سأفعل كذا وأنت غَيْر راضٍ عَنْ هٰذَا العمل فتقول: طيب اعمله وأنا شيفك هٰذَا تهديد؛ لذلك قوله تَعَالَىٰ: ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ﴾ [الكهف: 29]، يستغلها أهل الْبِدَع ويقولون: هٰذَا للتخيير دع الْمُسْلِم يُسلِم ويستمر عَلَىٰ إسلامه أو يكفر ويرتد لَيْسَ لكم عَلَيْهِم سُلطان.
وَهٰذَا إجرامٌ في الاستدلال وكذبٌ وافتراء عَلَىٰ الله، أَما كَمل الآية: ﴿إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا ﴾ [الكهف: 29]، السؤال لِمن؟ لمن آمن؟ ﴿فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ﴾ [الكهف: 29]، فَهِيَ لمن آمن أم لمن كَفر؟ فَإِنَّ قُلْت: لمن كفر إِذًاْ هٰذَا لَيْسَ بتخيير بل هٰذَا بتهديدٍ كما هُوَ معلومٌ في مكانه.
أنا أُريد أَن أضرب مِثالًا أُشحذ بِهِ الهِمم وأُبين فيه عَلَىٰ سَبِيل التقريب لا التحقيق، لِأَنَّ التحقيق سيأتي إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَىٰ: أنتم تعلمون أَن المُعتزلة ينفون صِّفَات الله عزوجل وأخض بالذِّكْر صِفة الْكَلَام، فهم يقولون: بأن الله لا يتكلم، وأنتم تعلمون أَن أَهْلِ السُّنَّةِ يقولون: بأن الله يتكلم بصوتٍ وحرف.
خرج عَلَيْنَا ابْن كُلاب كعادته وابن كُلاب هُوَ مؤسس المذهب الأشعري؛ ولكن نُسب المذهب بعد ذَلِكَ للأشعري لما قام بِهِ من مجهودات فيه قبل أَن يتوب، فجاء ابْن كُلاب كأنه أراد أَن يُوفق بين المذهبين فلفق مذهبًا عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ هُوَ أخَس من مذهب الْمُعْتَزِلَة، لِأَنَّ الْمُعْتَزِلَة قَالَتْ: لا يتكلم وانتهى الموضوع عندهم، ونحن نَقُول: يتكلم بصوتٍ وحرف وانتهى الموضوع عندنا.
يأتي ابْن كُلاب عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ والتقطها منه أبي الحسن الأشعري قبل أَن يتوب ؒ فقَالُوا: هُوَ كلام الله القديم، وأنه معنى واحد وأنه لا يتعلق لا بالمشيئة ولا بالإرادة، أمرٌ عجيب!
ومعنى كلام الله قديم: أي معنى قائم بذاته كما يَقُولون، وَهٰذَا القول والله نشأ بدعوى الرد عَلَىٰ الْمُعْتَزِلَة، أمرٌ عجيب! وحقيقة الأمر هم معهم أعني الأَشَاعِرَةِ مع الْمُعْتَزِلَة قلبًا وقالبًا وأخص بالذِّكْر في هٰذَا الزمان شائم أم أَّبوا؛ بل هم والله في الباطن أخس منهم، لِأَنَّ الَّذِي يَقُول: لا يتكلم الأمر انْتَهَى.
أَمَّا الَّذِي يَقُول: يتكلم بمدلولٍ كذا أي بوصفٍ كذا ويوهم أَهْلِ السُّنَّةِ أنهم يُثبتون صِفة الْكَلَام أثبت صِفة الْكَلَام لفظًا واسمًا ولم تُثبتها مدلولًا، أتقول: بِأَنَّهُ يتكلمُ بصوتٍ وحرف؟ الجواب: لا، إِذًاْ أنت تموه عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ.
ولكن أنا أُريد أَن أُبين كيف سَفَه بعض الرُّسُل آلهة الْمُشْرِكِين وعابهم بِأَنَّهُمْ لا يتكلمون؟ فَإِنَّ كان هٰذَا عيبٌ في الآلهة وأنهم لا يتكلمون كيف يحل لرسولٍ يعلم أَن الْرَّبّ الَّذِي يعبده فيه نفس الوصف؟ أيكون هٰذَا إِلَّا من باب الخبال عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ؟ وحاشاهم أَن يقعوا في ذَلِكَ.
أَّما قَالَ إِبْرَاهِيم عَلَىٰ نَبِيِّنَا و ﷺ: ﴿فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ كَانُوا يَنْطِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 63]؟ انظر إِلَىٰ إِبْرَاهِيم عَلَىٰ نَبِيِّنَا و ﷺ كيف يستهزئ ويُسفِهُ آلهة الْمُشْرِكِين ووصَفهم بِأَنَّهُمْ لا ينطقون؟ إِذًاْ هٰذِه صِفَة نقص، فأقول للأَشَاعِرَةِ ومن دونهم: ألا تتقون الله عزوجل؟ أَتُريدون أَن تصفوا الله بِأَنَّهُ لا يتكلمُ فيستوي مع آلهة الْمُشْرِكِين في ذَلِكَ؟ أمرٌ عجيب!!
وكذلك موسى عَلَىٰ نَبِيِّنَا و ﷺ انظر: ﴿فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلًا جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ أَفَلَا يَرَوْنَ أَلَّا يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلًا ﴾ [طه: 88، 89]، السامري ضَع عَلَىٰ قوله: أَلَّا يَرْجِعُ فوقها خَطًا وقوله: قَوْلًا فوقها خطًا، أمرٌ عجيب!!
انظر إِلَىٰ موسى عَلَىٰ نَبِيِّنَا و ﷺ وَهُوَ يُسِفه آلهة الْمُشْرِكِين يَقُول: لا يرجع أي لا يرد عليكم لا يرد عَلَىٰ الْمُشْرِكِين أي لا يتكلم، فتبين أَن عدم الْكَلَام صِفَة نقص وأن الْكَلَام صِفَة كمال، وَإِلَّا لِمَ عاب موسى عَلَىٰ آلهة الْمُشْرِكِين أنهم لا يرجعون أي لا يردون القول؟ أفيكون إله موسى موصوفٌ بنفس الوصف؟ لا والله لا يكون أبدًا لا يستويان.
وكذلك قوله: ﴿ قَوْلًا ﴾ [طه: 89]، القول يستحيل في لُّغَة الْعَرَب في لُّغَة الْكِتَاب في لُّغَة السُّنَّة إِلَّا كما بينه الله: ﴿وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ ﴾ [الملك: 13]، فالقول لَيْسَ له إِلَّا صورتان:
الصورة الأُوْلَى: إِمَّا أَن تجهر بِهِ.
والصورة الثَّانِيَة: إِمَّا أَن تُسر بِهِ.
تجهر بِهِ تُسِمع غيرك، إِذًاْ الشفتان واللِسان تحركا، وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أي تُسِمِع نفسك، إِذًاْ أَيْضًا الشفتان واللِسان تحركا، وهنا السؤال لفظ القول إن جاء مُجردًا عَنْ القرينة قولًا واحدًا فهو الجهر.
إِذًاْ قوله: ﴿قَوْلًا ﴾ [طه: 89]، يَعْنِي جهر بالكلام يَعْنِي أسمع غيره، ولا يكون أبدًا قول السِر إِلَّا إذا وُجدت قرينةٌ في الْكَلَام تدل عَلَىٰ ذَلِكَ كما قَالَ تَعَالَىٰ: ﴿وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ ﴾ [المجادلة: 8].
إِذًاْ هٰذَا المِثال يُبين صراحةً أَن كِتَاب الله عزوجل واضح الدِلالة في ذَلِكَ، قَدْ يَقُول القائل: وهل الأَشَاعِرَةُ لا يفهمون مثل هٰذِه الآية؟ يرحمك الله بينتُ في كتابنا الوجيز في بيان مذهب الأَشَاعِرَةِ أَن الأَشَاعِرَة لهم أصول في غاية الخطورة.
من هٰذَا الأصول: أَن اعتماد ظاهر الْقُرْآن أصلٌ من أصول الكُفر، ونحن اعتمدنا ظاهر الْقُرْآن فيأتون عَلَىٰ مِثل هٰذِه الآيات يلوونها بزعم التأويل نَسأَلُ اللهَ السَّلامَة والعَافِيَةَ.
خُذ مِثالًا آخر عَلَىٰ عُجالة: رجلٌ يسمع ورجلٌ أَصم، فَإِنَّ سألت أيهما أكمل؟ الجواب: الَّذِي يسمع، إِذًاْ السمع صِفَة كمال، وأنا أقول: أخبرونا يا قوم أصلحكم الله: أيُوصف المخلوق بصِفَة الكمال ويُحرم منها الديان؟ أي عقولٍ هٰذِه فاللهُ أَّولى وَاللَّهُ أَكْبَر؟ ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [الشورى: 11].
انظر في هٰذِه الجُزئية إِبْرَاهِيم الخليل عَلَىٰ نَبِيِّنَا و ﷺ يَقُول: ﴿إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا ﴾ [مريم: 42]، إِبْرَاهِيم يعيب الآلهة الَّتِي يعبدها أبوه، عابها بأنها لَا تَسْمَعُ وَلَا تُبْصِرُ وَلَا تُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا، السؤال أيكون إله موسى لا يسمع ولا يبصر؟
قَدْ يَقُول القائل: هم يُثبتون السمع والبصر، يُثبتون السمع والبصر بمدلولٍ غَيْر مدلول أَهْلِ السُّنَّةِ؛ لذلك قُلْت مرِارًا وتِكرارًا: أَن مذهب الْمُعْتَزِلَة أوضح منهم بكثير، هم ينفون وانتهى الموضوع هَؤُلَاءِ يضحكون عَلَىٰ أنفسهم وعَلَىٰ الناس ويزعمون أنهم يُثبتون مثل هٰذِه الَصِفَات؛ ولكن في الحقيقة يُثبتونها بمدلولٍ آخر.
وَهٰذِه الْمَسْأَلَة والله من أكبر الْمَسَائِل الَّتِي يجب عَلَيْك أَن تعتي بها قولًا واحدًا؛ لذلك عامة أهل الْبِدَع والضلال يأخذون ألفاظ وأسماء أَهْلِ السُّنَّةِ بمدلولٍ مُغاير، انظر إِلَىٰ شَّيْخ المُلحدين ابْن سينا يَقُول: أنا أُثبت أَن هناك ملائكةً، طيب بعد إذن حضرتك عرفنا من الْمَلَائِكَة؟ يَقُول: العقل الفَعال، سُبْحَانَك يا رب وهل الْمَلَائِكَة عندنا هِيَ العقل الفَعال؟ أو هِيَ الأفلاك كما يَقُول في موضعٍ آخر؟ الجواب: لا.
إِذًاْ انتبه إِلَىٰ هٰذِه القضية فلا تُسلِم لإطلاقات أهل الْبِدَع بأي وجهٍ من الوجوه، يقولون: نُثبت كذا عليك كلمةً واحدة أَن تبحث عَنْ المدلول الَّذِي يُثبتونه؛ إِذًاْ هُوَ الله واحدٌ في ذاته واحدٌ في صِّفَاته واحدٌ في أفعاله، ومن أجل ذَلِكَ سُميَّ توحيدًا.
إِلَىٰ هنا تنتهي المُوقظة الرابعة، ونبدأ إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَىٰ في المُوقظة الخَامِسة عنوانها: "مصادر ومشاربُ عِلْم العقيدة".
الموقظة الخامسة: مصادر ومشاربُ عِلْم العقيدة
يَعْنِي خُلاصة الْكَلَام من أين يؤخذ عِلْم العقيدة؟ هٰذَا هُوَ السؤال والحقيقة أَن هٰذَا العِنوان لَيْسَ عنوانًا خاصًا بهذا الْعِلْم؛ بل يجب قبل أَن تتكلم مع أي أحدٍ عَلَىٰ وجه الْأَرْض في أي مَسْأَلَةٍ سواء عقدية أو في أمرٍ ونهي أعني الحلال والحرام.
لَا بُدَّ وأن تعلم من أين يستقي هٰذَا الدِّين ما هِيَ مصادره؟ هل يعتمد عَلَىٰ كِتَاب الله وعَلَىٰ سُّنَّة رَسُول الله ؟ أم يعتمد عَلَىٰ الرأي المُجرد عَنْ النَّصّ؟ وأقول: الرأي المُجرد عَنْ النَّصّ لِأَنَّ الرأي رأيان:
- رأيٌ مذموم.
- ورأيٌ ممدوح.
فالمذموم هُوَ الرأي المُجرد عَنْ النَّصّ.
أَمَّا الممدوح فهو الرأي المُدعم بِالنَّصِّ.
فشتان بين الثنتين.
هل يَعَتمد عَلَىٰ كِتَاب الله عزوجل وَسُّنَّة؟
أم يَعتمد عَلَىٰ مُقدمات الفلاسفة الحيارى؟
أمرٌ عجيب!
الرازي يَقُول: الإِمَام أفلاطون، وَالإِمَام يؤتم بِهِ: «إِنَّمَا جُعل الإِمَام ليؤتم بِهِ»، فأنا أسأل: عقيدة أفلاطون هل هِيَ عِلْم التَّوْحِيد؟ هل أفلاطون كان مُوحِدًا بالله عزوجل؟ أمرٌ نَسأَلُ اللهَ السَّلامَة والعَافِيَةَ.
لَا بُدَّ من هٰذِه المعلومة وَإِلَّا دخلت في بابٍ عِيَاذًا بِاللهِ تَعَالَىٰ إن خرجت منه لم ولن تخرج سالمًا، فأنت تُشرِق وغيرك يُغرِب وَهٰذَا الْكَلَام أمره خطير جِدًّا في باب الحلال والحرام.
أنا أضرب لك مِثالًا عَلَىٰ عُجالة: بعض أهل الْعِلْم وَهُوَ بلا يَعْنِي أي تورية وَهُوَ أبو حنيفة ؒ يُجوز مثْلًا صيام الفرض وَهُوَ رمضان أو القضاء بغير نِّيَّة ويقول: الصيام صَّحِيْح، وإن جئت تصوم يوم نفل كالاثنين والخميس لَا بُدَّ يَقُول لك: وجوب اَلنِّيَّة.
أيا تُرى قَالَ هٰذَا الْكَلَام لأنه يملك نصًا؟ لا، الموضوع أكبر من ذَلِكَ بكثير، وَقَدْ وضحت هٰذِه القضية في الجُزء اَلْأَوَّل من (هٰذَا عهد نَبِيِّنَا نبينا)، فانتبهوا لها.
أظن واللهُ أَعْلَمُ أنا لو بدأت في هٰذِه المُوقظة ما ننتهي ولا ساعتين ثلاثة؛ ولكن لذلك يَعْنِي أكتفي بهذا القَدر وَصَلَّىٰ اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّد، ولو كان فيه عند حضراتكم أسئلة فأهلًا وسهلًا بها.
=================================================================================================
الطالب: أحسن كتاب يشرح الْأَسْمَاء الْحُسْنَى بطريقة تزيد إيمانه؟
الشَّيْخ: والله اللي أنا أعرفه كِتَاب (فيض المجيد) الجُزء الْثَّالِث فيه شرح بعض الْأَسْمَاء، لِأَنَّ أنا أأخذ أنموذجًا أو أكثر لبيان المُراد؛ ولكن مِمَّا لَا شَكَّ فيه فيــه كُتب كثيرة ولكن أنا أنصح من يُريد مثل هٰذِه الأمور أَن يعتني بكلام ابْن تَيْمِيَّة وابن قيم الجوزية ô في هٰذَا الباب فإنها من المُهمات.
وإن شئت أذكر لك بعض الْأَسْمَاء لبعض الْكُتُب إِنْ شَاءَ اللهُ في المُحاضرة القادمة، فإِنْ شَاءَ اللهُ أفعل ذَلِكَ، ولكن أُريد أَن أُنبيه حضرتك عَلَىٰ الآتي: الْأَسْمَاء الْحُسْنَى وَالَصِّفَات العُلا قَالَ ﷺ: «إن لله تسعةً وتسعين اسمًا»، فأسماء الله عزوجل غَيْر محصورة، وقوله: «تسعةً وتسعين اسمًا»، فُهمت من بعض أهل الْعِلْم خطئًا ولكن لَا بُدَّ من العمل بكل اسمٍ تعلمته.
أَمَّا أَن نحفظ الْأَسْمَاء دون العمل فَهٰذِه مسألةٌ خطيرة تُقيم الحُجة عَلَىٰ نفسك؛ لذلك أنا أُشجعك وإِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَىٰ أذكر لك بعض المواضع الَّتِي فيها الْأَسْمَاء الْحُسْنَى مشروحة، وأسأل الله لنا ولك العمل بها.
أسئلة الطلاب:
الطالب: هٰذَا سائل يَقُول: قُلْتُمْ في الدَّرْس الْمَاضِي: لو سألت الأَشَعرَي هل يسمعنا الله؟ فيقول: مُمكن التوضيح؟
الشَّيْخ: نعم هل يسمعنا الله الآن؟ هل يسمعنا الآن أنا أتكلم الآن؟ هل يسمعني الآن سماعًا أم أَن السماع أزلي ولما تكلمت تقابل هٰذَا الأزلي مع كلامي فسمعه؟ مَسَائِل في غاية الأهمية، شوف كلام أَهْلِ السُّنَّةِ ازاي: ﴿قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ 1﴾ [المجادلة: 1]، فَهٰذِه امرأةٌ المُجادِلة جاءت إِلَىٰ النَّبِيّ ﷺ َتَشْتَكِي زوجها وكانت عَائِشَة رضي الله عنها في ناحيةٍ من نواحي بيتها، فقالت: "والله كُنت لا أسمع بعض هٰذَا الكلام"، ولكن الله من فوق سبع سماوات سمعه.
نعم الأَشَاعِرَةُ لا يقولون: بأن الله يسمعنا الآن عَلَىٰ مدلول أَهْلِ السُّنَّةِ؛ إِنَّمَا يقولون: بأن صِفَة السَمع كَصِفَة الْكَلَام وبأنها صِفَةٌ أزلية، وَهٰذِه الصِفَة الأزلية كأنها تمتدُ تمتمدُ وما تُقابله تسمعه، وَهٰذَا قطعًا كلام لا علاقة له بِنَّصٍ لا من كِتَابٍ ولا من سُّنَّة، وَنَسأَلُ اللهَ السَّلامَة والعَافِيَةَ لنا ولهم.
الطالب: أحسن الله إليكم يا شَّيْخ الأخ يَقُول: إن خطر الأَشَاعِرَةِ الآن يُحيطنا من كُل جانب، فهم يتكلمون في خُطب الجُمعة بشُبهات يستشعرها الأخرين فما رأيكم أعزكم الله، أيذهب لصلاة الجُمعة وراء الإِمَام الأشعري الَّذِي يخطب ويتكلم بمذهبه؟
الشَّيْخ: بِسْمِ اللَّهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلام عَلَىٰ رَسُول الله ﷺ أولًا أقول للسائل: جزاك الله خيرًا الأَشَاعِرَة ما زالوا يعتدون، بمعنى هم الَّذِينَ عادوا أَهْلِ السُّنَّةِ ابتداءً، وَقَدْ نَشطوا في هٰذِه الأيام نشاطًا ما كُنت أتصوره أبدًا.
ولكن باطلاعي عَلَىٰ بعض السياسات الدولية وجدت أَن العالم بأسره يتجه إِلَىٰ تكييف العالم عَلَىٰ الإلحاد، فَلَا بُدَّ وأن يدخلوا إِلَىٰ هٰذَا الباب من خِلال عِلْم الْكَلَام، وأكبر المؤسسات في العالم تتبنى المذهب الأشعري وتتبنى عِلْم الْكَلَام فيدخلون من خِلالها.
لذلك أنا أنصح هٰذَا الأخ أَن لا يُصلي عند هٰذَا بل يُصلي عند غيره، وأنا أقول لك معلومة مُهمة: أتدري أَن المَاتُرِيْدِيَّةِ لا يجوزون الصَّلَاة خلف الأَشَعِري؟ خُذ هٰذِه المعلوم وعض عليها بالنواجذ، لِمَاذَا؟ هٰذَا سبب إِنْ شَاءَ اللهُ أُبينه في مكانه.
فَإِنْ كان أهل الْبِدَع لا يجوزون الصَّلَاة بعضهم خلف بعض؛ ولكن لو صليت خلفه مِمَّا لَا شَكَّ فيه هم من أهل القبلة وَالصَّلَاة صَّحِيْحة؛ ولكن مِمَّا لَا شَكَّ فيه لَا بُدَّ وأن تبعد بُعَد المشرقين وبُعَد المغربين عَنْ كلام هَؤُلَاءِ، لا سَمح الله تقع كَلِمَة بشُبهةٍ في قلبك فتُغير فيك ما لا يُحمد عُقباه.
الطالب: أحسن الله إليكم يا شَّيْخ بعض الأسئلة خارج موضوع المُحاضرة هل نُقرأها عليكم أو نُنقلها مثْلًا لحلقة تكون خاصة بأسئلة عامة أو كما ترون؟
الشَّيْخ: والله اللي حضرتك شايفة أنا هعمله بحيث يَعْنِي لا تأخذ وقت كثير أو مُمكن سؤال اثنين عَلَىٰ قَدر الطاقة يَعْنِي لِأَنَّ عندي مُذاكرة كثير جِدًّا في الحقيقة يَعْنِي.
الطالب: نُرجئ الأسئلة الَّتِي هِيَ خارج المُحاضرة الأُوْلَى والثَّانِيَة وَالْثَّالِثة، وإِنْ شَاءَ اللهُ لعلنا نعقد بعد إذن فضيلتكم مُحاضرة للأسئلة العامة الَّتِي تختص بعِلْم العقيدة.
الشَّيْخ: ماشي الحال إِنْ شَاءَ اللهُ شكرًا جزيلًا.
السَّلَام عَلَيْكُم وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاتهْ.
[1] وقد أفرد الشيخ حفظه الله عدة أصول من كتابه الماتع أصول الفهم : كالأصل رقم 80 من علم أصول الفهم (حدود الألفاظ باعتبار المباني) والأصل 81 (حدود الألفاظ بحسب قوة الحرف وضعفه) والأصل 82 (حدود الألفاظ بحسب قوة الحركات) وكلها على القناة ومفرغة أيضا ولله الحمد والمنة يسر الله إخراجها.