الغسل للإهلال 1
سنن النسائي
أخبرنا محمد بن سلمة، والحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع واللفظ له، عن ابن القاسم، قال: حدثني مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء بنت عميس، أنها ولدت محمد بن أبي بكر الصديق بالبيداء، فذكر أبو بكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «مرها فلتغتسل، ثم لتهل»
علَّمَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أُمَّتَه أحكامَ الحجِّ والعُمرةِ، ومِن ذلك ما تفعَلُه الحائضُ والنُّفساءُ من أعمالِ الحجِّ
وفي هذا الحديثِ يُخْبِرُ أبو بكرٍ الصِّدِّيقُ رضِيَ اللهُ عنه: "أنَّه خرَجَ حاجًّا مع رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومعه أسماءُ بنتُ عُمَيسٍ" وهي زوجةُ أبي بكرٍ، وكانت من قبْلِه تحتَ جعفرِ بنِ أبي طالبٍ رضِيَ اللهُ عنه، "فولَدَت بالشَّجرةِ"، وهو مكانٌ بذي الحُليفةِ، وهو موضعٌ قَريبٌ من المدينةِ، "محمَّدَ بنَ أبي بكرٍ، فأتى أبو بكرٍ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فأخبَرَه"، أي: بوِلادةِ أسماءَ، وماذا تصنَعُ؟ "فأمَرَه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يأمُرَها أنْ تغتسِلَ"، أي: تتطهَّرَ وتشُدَّ على نفْسِها الثِّيابَ الَّتي تُمْسِكُ الدَّمَ، فيكونُ هذا الغُسلَ غُسلَ نظافةٍ، لا غُسلَ طهارةٍ؛ لأنَّها لم تخرُجْ عن نِفاسِها، "ثمَّ تُهِلَّ بالحجِّ، وتصنَعَ ما يصنَعُ النَّاسُ"، أي: تُحْرِمَ بالحجِّ وتفعَلَ كلَّ أفعالِه؛ من الذِّكْرِ والتَّلبيةِ، وتقِفَ بمِنًى وعرفاتٍ والمُزدلفةِ، "إلَّا أنَّها لا تطوفُ بالبيتِ"، أي: لا تطوفُ بالكعبةِ المُشرَّفةِ طوافَ الرُّكنِ إلَّا بعدَ أنْ تطهُرَ من النِّفاسِ ثمَّ تطوفُ
وفي الحديثِ: التَّيسيرُ في أمْرِ طوافِ الوداعِ لأصحابِ الأعذارِ من النِّساءِ الحُيَّضِ والنُّفساءِ