القسط في الأصدقة 5
سنن النسائي
أخبرنا العباس بن محمد الدوري، قال: حدثنا علي بن الحسن بن شقيق، قال: أنبأنا عبد الله بن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أم حبيبة «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، تزوجها وهي بأرض الحبشة، زوجها النجاشي، وأمهرها أربعة آلاف، وجهزها من عنده، وبعث بها مع شرحبيل ابن حسنة، ولم يبعث إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء، وكان مهر نسائه أربع مائة درهم»
في هذا الحَديثِ أنَّ أمَّ المؤمِنينَ أمَّ حَبيبةَ بنتَ أبي سُفْيانَ رضِيَ اللهُ عنهما- واسمُها رَمْلَة، وكانتْ مِن المهاجراتِ إلى أرضِ الحبَشةِ-: "أنَّها كانَت تحتَ عُبيدِ اللهِ بنِ جَحشٍ، فماتَ بأرضِ الحبَشةِ"، أي: كانَت زوجَتَه عِندَما هاجَرَا إلى الحبَشةِ، ثمَّ تنَصَّرَ وارتَدَّ عَن الإسلامِ، وماتَ عنها هناك، "فزوَّجَها النَّجاشيُّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم، وأمهَرَها عنه"، أي: دفَع لها مَهرًا نِيابةً عن النَّبيِّ عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ فأُضِيفَ التزويجُ إليه، وكان رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم بعَثَ عَمرَو بنَ أُميَّةَ الضمريَّ إلى الحَبشةِ؛ ليَخطُبَها له، وكان أبوها أبو سُفيانَ في ذلك الوقتِ كافرًا لا وِلايةَ له على مُسلِمةٍ، فزَوَّجَها النجاشيُّ؛ لأنَّ السُّلطانَ وليُّ مَن لا وليَّ لَه. وقيل: إنَّ الذي وَلِي تزويجَها بالعقدِ عليها هو خالدُ بنُ سعيدِ بنِ العاصِ- ابنُ عَمِّ أبي سُفيانَ
"أربعةَ آلافٍ"، وفي روايةٍ: "أربعةَ آلافِ درهمٍ"، "وبعَث بها إلى رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم معَ شُرَحبيلَ ابنِ حسَنةَ"، أي أرسَلَها إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ علَيْه وسلَّم في المدينةِ وكان ذلك سنَةَ سَبعٍ مِن الهجرةِ
وفي الحديثِ: بيانُ إكرامِ النَّجاشيِّ للمُسلِمينَ في الحبَشةِ