ثمن التواضع
بطاقات دعوية
قال تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيها خالِدُونَ ) (سورة هود (11) : آية 23)
قال ابن القيم رحمه الله :
والخبت في أصل اللغة : المكان المنخفض من الأرض ،
وبه فسر ابن عباس وقتادة لفظ «المخبتين» وقالا : هم المتواضعون. وقال مجاهد :
المخبت : المطمئن إلى اللّه عز وجل.
قال :والخبت المكان المطمئن من الأرض. وقال الأخفش :الخاشعون.
وقال إبراهيم النخعي : المصلون المخلصون.
وقال الكلبي : هم الرقيقة قلوبهم. وقال عمرو بن أوس : هم الذين لا يظلمون ، وإذا ظلموا لم ينتصروا.
وهذه الأقوال تدور على معنيين : التواضع ، والسكون إلى اللّه عز وجل ولذلك عدّي ب «إلى» تضمينا ، لمعنى الطمأنينة والإنابة ، والسكون إلى اللّه.
=====
قال الواحدي :
قال ابن الأنباري: ولهذا المعنى عدي بـ"إلى"؛ لأنه أريد بالإخبات الطمأنينة، والطمأنينة تصحبها (إلى)، والإخبات يستعمل مع اللام يقال: قد أخبت فلان لفلان
وقال مقاتل بن سليمان: أخلصوا إلى ربهم، ودخلت (إلى) علي هذا القول؛ لأنه محمول على: وجهوا إخلاصهم إلى ربهم.
====
قلت : قول مقاتل هو الأقرب لتضمين الآية معنى التواضع مع إخلاصه لله، والله أعلم.