باب كتاب المغازي
بطاقات دعوية
عن أبى حازم أنه سمع سهل بن سعد وهو يسأل عن جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[وما بينى وبينه أحد: بأى شىء دووى؟ 1/ 66] (وفي رواية عنه: اختلف الناس؛ بأى شىء دووى جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد؟ فسألوا سهل بن سعد الساعدىر-وكان من آخر من بقى من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة- 6/ 162]، فقال: [وما بقى من الناس أحد أعلم به منى]، أما والله إنى لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن كان يسكب الماء، وبما دووى، قال: كانت فاطمة - عليها السلام - بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تغسله (وفي رواية: تغسل الدم عن وجهه) , وعلى بن أبي طالب يسكب الماء بالمجن (51)، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة؛ أخذت قطعة من حصير، فأحرقتها، وألصقتها (وفى رواية: فحرق, فحشى به جرحه) , فاستمسك الدم، وكسرت رباعيته يومئذ، وجرح وجهه، وكسرت البيضة على رأسه.
أُصِيبَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في غَزوةِ أُحدٍ، فَشُجَّ رأسُه وجُرِحَ وَجْهُه
وفي هذا الحديثِ يَرْوي التابعيُّ أبو حازمٍ سَلَمةُ بنُ دِينارٍ المَدينيُّ، أنَّ سَهلَ بنَ سعدٍ السَّاعديَّ رَضيَ اللهُ عنه سُئلَ: كيف عُولجَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مِن جُروحِه التي أُصيبَ بها يومَ أُحدٍ؟ فقال رَضيَ اللهُ عنه: ما بَقيَ أحدٌ أعلَمُ به مِنِّي؛ وذلك لأنَّه كان مِن آخِرِ الصَّحابةِ مَوتًا بالمدينةِ، ماتَ سَنةَ إحدى وتِسعينَ وهو ابنُ مِئةِ سَنةٍ، فأخبَرَ أنَّ علِيَّ بنَ أبي طالبٍ رَضيَ اللهُ عنه كان يَأتي بالماءِ في تُرْسِه، وهو أداةُ حَرْبٍ تُستخدَمُ لحِمايةِ المُقاتِلِ مِن ضَرَباتِ الأسْهمِ والسُّيوفِ، وكانتْ فاطمةُ رَضيَ اللهُ عنها تَغسِلُ عَن وَجْهِه الدَّمَ، ولَمَّا رأتْ فاطمةُ رَضيَ اللهُ عنها الدَّمَ لا يَنقطِعُ أحْرَقَتْ حَصيرًا، ثُمَّ أخَذَتِ الرَّمادَ فوضَعَتْه على الجُرحِ فانقطَعَ الدَّمُ
وفي الحديثِ: وُقوعُ الابتلاءِ للأنبياءِ عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ؛ لِيَنالوا جَزيلَ الأجْرِ، ولتَعرِفَ أُممُهم وغيرُهم ما أصابَهم ويَأنَسوا به، ولِيَعلَموا أنَّهم مِن البَشرِ يُصيبُهم ما يُصيبُ البَشَرَ
وفيه: مُباشرةُ المرأةِ أباها وذَوِي مَحارمِها، وإلْطافُها إيَّاهم، ومُداواةُ أمراضِهم
وفيه: طَلَبُ العلاجِ والأخْذُ بأسبابِ التَّداوي
وفيه: سُؤالُ مَن لا يَعلَمُ مَن يَعلَمُ عن أمْرٍ خَفِيَ عليه