باب أول وقت صلاة العصر 1
بطاقات دعوية
عن العلاء بن عبد الرحمن أنه دخل على أنس بن مالك - رضي الله عنه - في داره بالبصرة حين انصرف من الظهر وداره بجنب المسجد فلما دخلنا عليه قال أصليتم العصر فقلنا له إنما انصرفنا الساعة من الظهر قال فصلوا العصر فقمنا فصلينا فلما انصرفنا قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تلك صلاة المنافق يجلس يرقب الشمس حتى إذا كانت بين قرني الشيطان قام فنقرها أربعا لا يذكر الله فيها إلا قليلا. (م 2/ 110)
في هذا الحَديثِ يخبرُ العَلاءُ بنُ عَبدِ الرَّحمنِ أنَّه دَخلَ عَلى أنسِ بنِ مالكٍ رَضيَ اللَّه عنه في دارِهِ بِالبَصرَةِ حينَ انْصرَفَ، أي: مِن صَلاةِ الظُّهرِ. وَدارُهُ، أي: ودارُ أنسٍ، بِجَنبِ المَسجِدِ. فَلمَّا دَخلْنا عليه قالَ: أصلَّيتُمُ العَصرَ؟ فَقُلنا له: إنَّما انصَرفْنا السَّاعةَ مِنَ الظُّهرِ، فقالَ أنسٌ: فصَلُّوا العَصرَ، فقُمْنا فَصلَّينا، فَلمَّا انصَرفْنا، أي: سَلَّمْنا مِن صَلاةِ العَصرِ، قال: أي: أنسٌ: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: "تِلكَ صَلاةُ المُنافِقِ، أي: الَّذي يُؤخِّرُ الصَّلاةَ لِهذا الوَقتِ بِغَيرِ عُذرٍ، يَجِلسُ يَرقُبُ الشَّمسَ، أي: يَنتظِرُ غُروبَها، حتَّى إذا كانتْ بَينَ قَرْنَيِ الشَّيطانِ، أي: يُحاذيها بِقَرنَيهِ عِندَ غُروبِها، قامَ فنَقرَها، أي: كنَقْرِ الطَّائرِ الحبَّةَ، أربعًا، أي: صلَّى أربعَ رَكعاتٍ لا يَذكُرُ اللهَ فِيها إلَّا قَليلًا، وفي هذا إشارَةٌ إلى سُرعةِ أداءِ صَلاتِه.
في الحَديثِ: ذَمُّ تَأخيرِ صَلاةِ العَصرِ بِلا عُذرٍ.
وفيه: ذَمُّ المُنافِقينَ.
وفيه: ذَمُّ مَن صلَّى مُسرِعًا بِحَيثُ لا يَستكمِلُ الخُشوعَ وَالطُّمأْنِينةَ.