باب أيصلى الرجل وهو حاقن

بطاقات دعوية

باب أيصلى الرجل وهو حاقن

حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه عن عبد الله بن الأرقم: أنه خرج حاجا، أو معتمرا، ومعه الناس وهو يؤمهم، فلما كان ذات يوم أقام الصلاة صلاة الصبح، ثم قال: ليتقدم أحدكم، وذهب الخلاء (1)، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إذا أراد أحدكم أن يذهب الخلاء وقامت الصلاة، فليبدأ بالخلاء" (2).
قال أبو داود: روى وهيب بن خالد وشعيب بن إسحاق وأبو ضمرة هذا الحديث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن رجل حدثه، عن عبد الله بن أرقم (3). والأكثر الذين رووه عن هشام قالوا كما قال زهير.

الخُشوعُ والتَّدبُّرُ يَجْعلانِ المُسْلِمَ يُقْبِلُ بقَلْبِه على رَبِّه في صَلاتِه،

ولا يَنْشَغِلُ قَلْبُه إلا بالذِّكْرِ والدَّعاءِ


وفي هذا الحديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بنُ الأَرْقمِ: إنَّهُ "خَرَج حاجًّا، أو مُعْتمِرًا ومعَه النَّاسُ وهو يُؤُمُّهم، فلمَّا كان ذاتَ يومٍ أقام الصَّلاةَ"، وهي "صلاةُ الصُّبْحِ، ثُمَّ قال: لِيَتقدَّمْ أَحَدُكم" إمامًا للنَّاسِ في الصَّلاةِ، "وذَهَب إلى الخلاءِ"؛ ليَقْضيَ حاجتَه، ثُمَّ أخْبَر النَّاسَ بما سَمِعَه مِنَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: "إنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: إذا أراد أحَدُكم أنْ يذْهَبَ الخَلاءَ وقامتِ الصَّلاةُ، فليبدأْ" أوَّلًا "بالخَلاءِ"؛ وذلك لأنَّهُ إذا دَخَل في الصَّلاةِ وهو حاقِنٌ لا يكونُ قَلْبُه مُتفرِّغًا للصَّلاةِ، فيكونُ مُنْشغِلًا بما لا يَنْبغي
وفي الحَديثِ: الحثُّ على عَدَمِ انْشِغالِ البالِ في الصَّلاةِ بأيِّ شيءٍ خارِجٍ عنها
وفيه: حِرْصُ الصَّحابةِ رضِيَ اللهُ عنهم على تَنْفيذِ أحاديثِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم