باب إثبات الحساب
بطاقات دعوية
حديث ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا أنزل الله بقوم عذابا، أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم
الدنيا دار ابتلاء ومشقة، والآخرة دار الجزاء الأوفى، فيجازى كل إنسان بعمله، وعذاب الدنيا قد يصيب الصالح والمسيء، وإنما يخص عذاب الآخرة الفاسقين
وفي هذا الحديث يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه إذا أنزل الله بقوم عذابا -كالسيل والهدم والغرق ونحوه- عقوبة لهم على سيئ أعمالهم، أصاب هذا العذاب من كان فيهم، فيشمل هذا العذاب الطالحين والصالحين، ثم يبعث كل واحد منهم بحسب عمله؛ إذا كان صالحا فعقباه حسنة، وإلا فسيئة، فذلك العذاب طهرة للصالح ونقمة على الفاسق، ولا يلزم من الاشتراك في الموت الاشتراك في الثواب أو العقاب، بل يجازى كل أحد بعمله على حسب نيته، وهذا من الحكم العدل؛ لأن أعمالهم الصالحة إنما يجازون بها في الآخرة، وأما في الدنيا فمهما أصابهم من بلاء كان تكفيرا لما قدموه من عمل سيئ، كترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما جاء في الصحيحين عن زينب بنت جحش رضي الله عنها: «قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث»