باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما

بطاقات دعوية

باب إذا تواجه المسلمان بسيفيهما

حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان فيكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة

كان النبي صلى الله عليه وسلم يخبر أصحابه رضي الله عنهم بعلامات يوم القيامة، وأمور آخر الزمان وأحداث ذلك اليوم من الأمور الغيبية التي لا يعلمها إلا الله؛ للعبرة والعظة والاستعداد لهذه الأيام
وفي هذا الحديث يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا تقوم الساعة حتى تقتتل جماعتان أو طائفتان كبيرتان، فيكون بينهما اقتتال عظيم، «دعوتهما واحدة»، فكل واحدة منهما تدعو إلى الإسلام، وتتأول كل فرقة أنها محقة، فالكل مسلمون يدعون بدعوى الإسلام عند الحرب، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل: هذا إشارة إلى أن الطائفتين هم علي رضي الله عنه ومن معه، ومعاوية ومن معه؛ فكلاهما كان متأولا أنه أقرب إلى الصواب
ومن علامات اقتراب الساعة أن يبعث «دجالون كذابون»؛ فهم يخلطون الحق بالباطل وينشرون الشبه، وعددهم قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، والفرق بين هؤلاء وبين الدجال الأكبر أنهم يدعون النبوة، وذلك يدعي الإلهية مع ما أمكنه الله من معجزات
ولا تقوم الساعة حتى «يقبض العلم» فينزع العلم من الأرض، وقد فسر في بعض الروايات بأن الله عز وجل لا ينزعه من صدور الناس، بل ينزعه من الأرض بموت العلماء. وتكثر الزلازل، وهي الهزات الأرضية، فتحدث في كثير من الأماكن وكثير من الأوقات
ومن العلامات «أن يتقارب الزمان» معناه قصر زمان الأعمار وقلة البركة فيها. وقيل: هو دنو زمان القيامة، كما في رواية أبي داود، وقيل: هو قصر مدة الأيام والليالي على ما روي عند أحمد: «لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان، فتكون السنة كالشهر، ويكون الشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كاحتراق السعفة الخوصة»
ومن علامات اقتراب الساعة: أن «تظهر الفتن»، أي: تتكاثر الأمور الكريهة التي تضر الناس في دينهم ودنياهم؛ من الخيانة والظلم، وانتشار المعاصي، «ويكثر الهرج، وهو القتل»، فيكثر قتل الناس بعضهم لبعض ظلما وعدوانا؛ لمجرد هوى النفس وإشباع رغباتها الخبيثة، أو استجابة لبعض الأفكار والآراء الهدامة التي تخدم أعداءهم وهم لا يشعرون
وحتى يكثر المال في المسلمين، فيفيض عن الحاجة، حتى يشغل صاحب المال من يقبل صدقته؛ لغنى الناس جميعا، وحتى يعرضه، فيقول المعروض عليه: لا حاجة لي به!
وكذلك من علامات اقتراب الساعة: أن يتطاول الناس في البنيان؛ فكل من يبني بيتا يجعل ارتفاعه أكثر من الآخر
ومن العلامات: أن يمر الرجل بقبر الرجل، فيقول: «يا ليتني مكانه!» يريد أن يكون ميتا مكانه؛ لكثرة الفتن ونحو ذلك، فيخشى على دينه
ومن علامات اقتراب قيام الساعة: أن تطلع الشمس من مغربها، وذلك على غير العادة التي تطلع عليها كل يوم، وهو طلوعها من المشرق، وهي من العلامات الكبرى، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين: لا ينفع نفسا إيمانها، ووقت إغلاق باب التوبة، كما قال الله تعالى: {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} [الأنعام: 158]
ثم أخبر أن الساعة ستقوم والناس مشغولون في أعمالهم؛ فتقوم وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتمكنان من إمضاء عقد البيع، ولا يطويانه، بل تقوم الساعة سريعة حتى لا يستطيعا إتمام الصفقة بينهما. وتقوم الساعة وقد انصرف الرجل بلبن «لقحته» -وهي الناقة التي تدر اللبن- فلا يطعمه. وتقوم الساعة والرجل «يليط حوضه»، أي: يصلحه، فلا يسقي فيه، وتقوم الساعة وقد رفع الإنسان اللقمة إلى فمه فلا يطعمها
والمقصود من ذلك كله: أنها تقوم فجأة والناس في حياتهم وهم في غفلة
وفي الحديث: معجزات ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم من إخباره بالغيب عن تلك الأمور كلها، وتحقق بعض منها، والبعض الآخر منها سوف يأتي لا محالة كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم