باب: تفاضل أهل الإيمان فيه ورجحان أهل اليمن فيه
بطاقات دعوية
الناس متفاوتون في الإيمان والتقوى والعمل، وكذلك يتفاوتون في درجات الشر، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا صفات كثير من أنواع الناس بما يغلب عليهم؛ حتى نكون على علم بهذه الصفات، فنتعامل مع أصحابها بما يلائمهم
وفي هذا الحديث يخبر صلى الله عليه وسلم أن رأس الكفر -يعني: ظهوره- سيكون من ناحية المشرق؛ فمنها يخرج الدجال، ومنها منشأ الفتن العظيمة، وأعظم أسباب الكفر منشؤه منها، وقيل: في ذلك إشارة إلى شدة كفر المجوس -وهم عبدة النار-؛ لأن مملكة الفرس ومن أطاعهم من العرب كانت من جهة المشرق بالنسبة إلى المدينة، وكانوا في غاية القوة والتكبر والتجبر، حتى مزق ملكهم كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إليه، واستمرت الفتن من قبل المشرق
ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أن غالب ما يكون الكبر -وهو الإعجاب بالنفس- والخيلاء -وهو احتقار الغير- في أصحاب الخيل والإبل والفدادين أهل الوبر، والفدادون: هم الذين يرفعون أصواتهم، وهي عادة أصحاب الإبل، وقيل: هي البقر التي يحرث بها، وقيل: هم رعاة الإبل والبقر والحمير وغيرها. وهم من أهل الوبر، وهو شعر الإبل، وفي رواية في الصحيحين: «في الفدادين عند أصول أذناب الإبل»، فالمقصود سكان الصحاري وليسوا من أهل الحضر، بل من البدو القاسية قلوبهم
قيل: إنما ذم هؤلاء لاشتغالهم بمعالجة ما هم عليه عن أمور دنياهم وما ويلهيهم عن أمر الآخرة، وتكون منها قساوة القلب ونحوها
والمراد بذلك اختصاص المشرق بمزيد من تسلط الشيطان ومن الكفر، وكان ذلك في عهده صلى الله عليه وسلم حين قال ذلك، ويحتمل أن يكون حين يخرج الدجال من المشرق ومن علامات قيام الساعة
ثم أخبر صلى الله عليه وسلم أن أغلب ما تكون السكينة والطمأنينة والوقار والتواضع في أصحاب الغنم؛ وذلك لأنهم -في الغالب- أهل مسكنة، ليس فيهم كبر ولا جبروت
وفي الحديث: علامة من علامات نبوته صلى الله عليه وسلم
وفيه: التحذير من الكبر والخيلاء
وفيه: الترغيب في التواضع