باب إذا خاف الجنب البرد أيتيمم
بطاقات دعوية
حدثنا محمد بن سلمة المرادي، أخبرنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، وعمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عمران بن أبي أنس، عن عبد الرحمن بن جبير، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، أن عمرو بن العاص كان على سرية، وذكر الحديث نحوه. قال: «فغسل مغابنه وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلى بهم»، فذكر نحوه ولم يذكر التيمم. قال أبو داود: وروى هذه القصة عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال فيه: «فتيمم»
هذا الحديث مختصر من حديث آخر، وفيه: أن عمرو بن العاص رضي الله عنه كان على سرية، والسرية: الطائفة من الجيش يبلغ أقصاها أربع مئة رجل، فاحتلم في ليلة باردة، فتيمم وصلى بأصحابه دون غسل مع وجود الماء
وذكر في هذا الحديث: أنه غسل مغابنه، والمغابن: ثنايا الجلد التي يصعب وصول الماء إليها إلا بقصد ومبالغة، ولعل المراد بها: أنه غسل فرجه، وتوضأ وضوءه للصلاة، ثم صلى بأصحابه، أي: دون إتمام لغسل مع وفرة الماء، فلما ذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ذكروا له فعل عمرو وصلاته بهم، فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك. قال عمرو: فأخبرته بالذي منعني من الاغتسال وقلت: إني سمعت الله يقول: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [النساء: 29]؛ فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل شيئا، وكأنه أقره على ما فعل وعلى ما فهمه من الآية