باب إلى من ينكح؟ وأي النساء خير؟
بطاقات دعوية
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال:
"خير نساء ركبن الإبل صالحو نساء قريش، أحناه على ولد في صغره، وأرعاه على زوج في ذات يده".
فَضَّلَ اللهُ سُبحانَه بعضَ النَّاسِ على بعضٍ في الدُّنيا والآخِرةِ بعَدلِه وحِكمتِه سُبحانَه، وقدْ عرَضَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ نَماذجَ ممَّن فَضَّلهم اللهُ عزَّ وجلَّ، وبيَّن أسبابَ تَفضيلِهم؛ ليُقتدَى بهم في ذلك.
وفي هذا الحديثِ بَيانُ فضْلِ نِساءِ قُريشٍ على نِساءِ العربِ جميعًا، حيث قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: «نِساءُ قُريشٍ خَيرُ نِساءٍ رَكِبنَ الإبلَ»، أي: خَيرُ نِساءِ العربِ؛ لأنَّهنَّ مَنْ كنَّ يَركَبْنَ الإبلَ، وقُريشٌ قَبيلةُ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويُبيِّنُ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بَعضَ أسبابِ هذه الخَيريَّةِ فيَقولُ: «أَحْناهُ على طفْلٍ»، يعني: أشفَقُ النَّاسِ وأرفقُهنَّ بِالولدِ، «وأرعاهُ على زَوجٍ في ذاتِ يَدِه»، أي: أكثرُ رِعايةً وصِيانةً لمالِ زوجِها في النَّفَقةِ وحُسنِ التَّدبيرِ وغيرِهما.
ثُمَّ قال أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه بعْدَ أنْ رَوى هذا الحديثَ: ولم تَركَبْ مَريمُ بنتُ عِمرانَ بَعيرًا قطُّ. أرادَ أبو هُرَيرةَ رَضيَ اللهُ عنه بذلك أنَّ مريمَ لم تَدخُلْ في النِّساءِ المذكوراتِ بالخيريَّةِ؛ لأنَّه قَيَّدَهنَّ برُكوبِ الإبلِ، ومَريمُ لم تكُنْ مِمَّنْ يَركَبُ الإبلَ، وكأنَّه كان يرَى أنَّها أفضلُ النِّساءِ مُطلَقًا.
وفي الحديثِ: الحثُّ على الشَّفَقةِ على الأبناءِ ورِعايتِهم.
وفيه: الحثُّ على رِعايةِ المرأةِ لمالِ زَوجِها، وحِفظِها له.