باب الأكل قائما
سنن ابن ماجه
حدثنا أبو السائب سلم بن جنادة، حدثنا حفص بن غياث، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع
عن ابن عمر، قال: كنا على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نأكل ونحن نمشي، ونشرب ونحن قيام (3)
التَّيسيرُ مِن الصِّفاتِ الأساسيَّةِ في الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ؛ فقد رفَعَتِ الحرَجَ عن كُلِّ أمرٍ قد يَشُقُّ فِعلُه على المُسلِمِ.
وفي هذا الحَديثِ يقولُ عبدُ اللهِ بْنُ عُمرَ رضِيَ اللهُ عنهما: "كُنَّا على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم نَأكُلُ ونحن نَمْشي ونَشرَبُ ونحن قِيامٌ"، والمَعْنى: أنَّنا كُنَّا نَفعَلُ ذلك قَبلَ مَوتِهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وقَبلَ انقِطاعِ الوَحْيِ، فكُنَّا نَأكُلُ في حالِ مَشْيِنا دُون قُعودٍ، وهذا في بَعضِ الأوْقاتِ، وإلَّا فأغلَبُ حالِهم في الأكْلِ كان وهُم قُعودٌ، وكُنَّا نَشرَبُ في حالِ قيامِنا دونَ جُلوسٍ أو قُعودٍ، وهذا أيضًا في بَعضِ الأوقاتِ، وإلَّا فأغلَبُ حالِهِم في الشُّربِ كان وهُم قُعودٌ.
وقد ورَدَ النَّهيُ عن الشُّربِ قائمًا في أحاديثَ أُخرى، وأقرَبُ ما قِيلَ في ذلِكَ: أنَّ أحاديثَ شُربِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قائِمًا تدُلُّ على المَشْروعيَّةِ والتَّيْسيرِ، وأحاديثَ النَّهيِ تُحمَلُ على الاستِحْبابِ والحثِّ على ما هو أَوْلى وأكمَلُ، فالأَوْلى للإنسانِ أنْ يَشرَبَ وهو جالِسٌ، فإنْ شَرِبَ قائِمًا فلا بأسَ .