باب الأكل في المسجد

سنن ابن ماجه

باب الأكل في المسجد

حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، وحرملة بن يحيى، قالا: حدثنا عبد الله بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، حدثني سليمان بن زياد الحضرمي
أنه سمع عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي يقول: كنا نأكل على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المسجد الخبز واللحم (2)

المساجِدُ بُيوتُ اللهِ في الأرضِ، ويجِبُ حفْظُها عن كلِّ دنَسٍ وقذَرٍ، وقد بيَّنَ النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم ما يُباحُ فِعْلُه وما يَحْرُمُ في المساجِدِ، والأكْلُ والشُّربُ في المسجِدِ مِن الأشياءِ المُباحةِ الَّتي لا بأْسَ بها، كما في هذا الحديثِ، حيثُ يُخْبِرُ عبدُ اللهِ بنُ الحارثِ بنِ جَزْءٍ الزُّبَيديُّ: "كنَّا نأكُلُ على عهدِ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في المسجِدِ الخُبْزَ واللَّحمَ"، أي: كانوا يأكلونَ في المسجِدِ والنَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يعلَمُ بذلك، وأقَرَّهم عليه، ولم يصدُرْ منه نهْيٌ، وهناك أحاديثُ كثيرةٌ تدُلُّ على هذا المعنى؛ منها سُكْنى أهْلِ الصُّفَّةِ في المسجِدِ، وهذا يستلزِمُ أكْلَهم الطَّعامَ فيه، وكان الصَّحابةُ يُعَلِّقونَ فُروعَ التَّمرِ في المسجِدِ النَّبويِّ؛ ليأكُلَ منها المساكينُ، لكنْ يُسْتَثْنَى مِن ذلك ما جاء النهيُ عنه في المسجدِ؛ كأكْلِ البصَلِ، والثُّومِ، والكُرَّاثِ، وكلِّ ما له رائحةٌ نفَّاذةٌ في المسجِدِ؛ لأنَّ الملائكةَ تتأَذَّى ممَّا يتأَذَّى منه بنو آدَمَ. ويَنبغي المحافظةُ على آدابِ الطعامِ والشرابِ في المسجدِ، وعدمُ تلويثِ المساجِدِ ببقايا الطَّعامِ، أو ممَّا يَتأذَّى منه المصلُّون.
وفي الحديثِ: مشروعيَّةُ الأكْلِ والشُّربِ في المساجِدِ، مع مُراعاةِ الضَّوابِطِ الشَّرعيَّةِ؛ للحِفاظِ على المساجِدِ