باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر5
سنن ابن ماجه
حدثنا القاسم بن زكريا بن دينار، حدثنا عبد الرحمن بن مصعب (ح)
وحدثنا محمد بن عبادة الواسطي، حدثنا يزيد بن هارون، قالا: حدثنا إسرائيل، أخبرنا محمد بن جحادة، عن عطية العوفي
عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أفضل الجهاد كلمة عدل عند سلطان جائر" (1)
الجهادُ في سبيلِ اللهِ تعالى غيرُ مُقتصرٍ على الجهادِ بالسِّنانِ في ساحةِ المعركةِ، بل له مجالاتٌ كثيرةٌ، وفي هذا الحديثِ يقولُ النبيُّ صلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم: "أفضَلُ الجِهادِ"، أي: أعظَمُ وأنفعُ الجِهادِ الذي يكونُ في سَبيلِ اللهِ تَعالى. "كَلِمةُ عَدلٍ"، أي: أمرٌ بمَعروفٍ أو نَهيٌ عن مُنكرٍ أيًّا كانَت صُورتُه قَولًا أو كتابةً أو فِعلًا، "عندَ سُلطانٍ جائرٍ- أو أميرٍ جائرٍ-"، أي: إنَّ تلكَ الكَلِمةَ بالعدلِ والحقِّ موجَّهةٌ لوليِّ أمرٍ يَلِي مِن أمورِ المسلِمينَ ما يَلي وظهرَ مِنه أنَّه ظالمٌ واشتَهرَ بذلكَ ورُبما آذَى مَن يأمُرُه أو يَنهاهُ فجعلَ اللهُ أجرَ مَن يأمرُه بالعَدلِ والمعروفِ ويَنهاهُ عنِ المنكرِ أنَّه في أعلى مراتبِ الجِهادِ؛ وذلكَ أنَّ وليَّ الأمرِ لو أخَذَ بِكَلمَتِه لربَّما عمَّ النفعُ عددًا كبيرًا من الناسِ فتحصُلُ المصلحةُ.