باب الإبراد بالصلاة في شدة الحر
بطاقات دعوية
عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال أذن مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبرد أبرد أو قال انتظر انتظر وقال إن شدة الحر من فيح جهنم فإذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة قال أبو ذر حتى رأينا فيء التلول. (م 2/ 108)
مَظاهِرُ السَّماحةِ والسُّهولةِ في الشَّريعةِ الإسلاميَّةِ كَثيرةٌ، ومِن ذلكَ التَّيسيرِ أنْ جَعَلَ لكلِّ صَلاةٍ وَقتًا مُمتدًّا تُصلَّى فيه؛ دَفعًا لِلحَرَجِ والمَشَقَّةِ.وفي هذا الحَديثِ يُخبِرُ أبو ذَرٍّ الغِفاريُّ رَضيَ اللهُ عنه أنَّهم كانوا مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ في سَفَرٍ، فأرادَ المُؤذِّنُ أنْ يُؤذِّنَ لِلظُّهرِ، فأمَرَه النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أنْ يُؤَخِّرَ الإقامةَ حتى يَبرُدَ الجَوُّ وتَنزِلَ حَرارَتُه، فجَلَسَ، ثم أرادَ أنْ يُؤذِّنَ بَعدَ مُدَّةٍ، فقال له النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أبْرِدْ. حتى رأوْا فَيْءَ التُّلولِ، أي: ظَهَرَ ظِلُّ التِّلالِ العاليةِ؛ نَتيجةً لِلتَّأخيرِ، ثمَّ قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: إنَّ شِدَّةَ الحَرِّ مِن فَيْحِ جَهَنَّمَ -أيْ: مِن حَرِّها وفَوَرانِها-، فإذا اشتَدَّ الحَرُّ فأبْرِدوا بالصَّلاةِ. والإبرادُ بالظُّهرِ هو تَأخيرُ الخُروجِ إلى صَلاتِها حتى يَبرُدَ الجَوُّ وتَنكَسِرَ حَرارةُ الشَّمسِ التي تَكونُ في بِدايةِ وَقتِ الظَّهيرةِ.