باب الإطعام عند القدوم من السفر
حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا وكيع عن شعبة عن محارب بن دثار عن جابر قال لما قدم النبى -صلى الله عليه وسلم- المدينة نحر جزورا أو بقرة.
رجوع الإنسان من السفر إلى وطنه سالما أمر ينبغي شكر الله تعالى عليه؛ لأنه سلمه وحفظه في الذهاب والعودة
وفي هذا الحديث يخبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم نحر جزورا -وهو الواحد من الإبل، ذكرا كان أو أنثى- أو بقرة، عندما قدم من سفره ورجع إلى المدينة؛ شكرا لله على السلامة، فإطعام الطعام من أفضل القربات التي تقدم لله تعالى
وفي رواية أخبر جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان قد اشترى منه جملا بوقيتين ودرهم، أو درهمين، والأوقية أو الوقية: قيمتها أربعون درهما، فلما وصلوا منطقة صرار -وهو موضع قريب من المدينة على ثلاثة أميال منها من جهة المشرق- أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذبح بقرة، وطبخت فأكلوا منها، وهذا الطعام يقال له: النقيعة، مشتق -فيما قيل- من النقع، وهو الغبار؛ لأن المسافر يأتي وعليه غبار السفر، يحتاج من الغذاء ما يقيم جسده
ولما قدم صلى الله عليه وسلم المدينة أمر جابرا رضي الله عنه أن يأتي المسجد فيصلي ركعتين، وأعطاه ثمن البعير الذي كان قد اشتراه منه في أثناء السفر، وفي رواية الصحيحين: «فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم غدوت إليه بالجمل، فأعطاني ثمن الجمل، والجمل، وسهمي مع القوم»
وفي الحديث: إطعام الإمام والرئيس أصحابه عند القدوم من السفر